أهالي عكا يهبون لتنظيف مسجد الجزار بعد الحريق

أهالي عكا يهبون لتنظيف مسجد الجزار بعد الحريق

عكا

ناهد درباس

ناهد درباس
01 اغسطس 2016
+ الخط -


يتوافد العشرات من أهالي عكا، منذ ساعات الصباح الباكر، إلى مسجد الجزار لتنظيفه وإزالة ركام الحريق، الذي شب، ليل أمس السبت، بعد صلاة العشاء، في القسم الغربي من المسجد.

وهرع المئات من سكان مدينة عكا العرب، والقرى المجاورة، بينهم رجال دين من جميع الطوائف، إلى منطقة ومحيط مسجد باشا الجزار في المدينة، وتمكنوا من إنقاذه من الحريق التام، بعد ارتفاع ألسنة اللهب عالياً في القسم الغربي من المسجد، عند مصلى النساء.

واستمرت الوفود في الوصول إلى المسجد التاريخي من قيادات وطنية ودينية، الذي يحوي في القسم الجنوبي من السدّة الغربية، والمحاطة بسياج حديدي، من الحديد، صندوقاً معدنياً بداخله زجاجة فيها شعرات من ذقن الرسول، كان السلطان العثماني، عبدالحميد الثاني، أهداها للشيخ "أسعد الشقيري" عضو مجلس المبعوثان العثماني(البرلمان).

وبني مسجد الجزار عام 1781 بيد أحمد باشا الجزار والذي يحمل اسمه. ويعتبر المسجد أحد أهم مساجد شمال فلسطين، لحجمه والفن المعماري الإسلامي الذي يبرز معالمه. كما يشار إلى أنه من أجمل مساجد البلاد بعد مسجد قبة الصخرة الشريف في القدس.

وأعرب رئيس لجنة أمناء الوقف الإسلامي في عكا، سليم النجمي، في حديثه لـ"العربي الجديد" عن شكره لأهالي عكا الذين هرعوا لإطفاء الحريق في المسجد. وأشار إلى أن الضرر لحق مصلى النساء و"طال معرش قرميد غالبيته من الخشب رُمم عام 2009، لكي يخدم المصليات اللواتي يأتين إلى المسجد خاصة الزائرات منهن والسائحات".

وأوضح، أن المصلى احترق بالكامل، إضافة إلى أضرار لحقت بالجدار الغربي الخارجي للمسجد، واحتراق النوافذ وتحطم زجاجها.

ولفت إلى أن تحقيقات سلطة الإطفاء بينت أن الحريق نجم عن تماس كهربائي، لافتاً إلى أن السجاد والحائط الغربي بحاجة للتنظيف، والنوافذ تحتاج للترميم عدا عن مصلى النسائي.

يعتبر من أجمل المساجد بعد قبة الصخرة (فيسبوك)




وبدأ طاقم من عمال البلدية، وشباب من أهالي عكا من المتطوعين، وعمال الوقف بإزالة ركام الحريق منذ ساعات الصباح الباكر.

وتابع النجمي، إن "المسجد أثري وهو بحاجة إلى معاينة وفحص دائمين". وقال: "أعلنا عن مناقصة لترميم جامع الجزار قبل فترة، وعقدنا جلسة أولى مع المقاولين، وما يقلقنا ويشغلنا جداً في الوقت الحاضر هو مئذنة الجزار، لأن فيها انحناء بنحو 40 سنتيمتراً حصل على مر السنين".

ولفت إلى أن ترميم المئذنة وحدها يكلف نحو مليون ونصف المليون شاقل، إضافة إلى الحاجة لمهنيين مختصين.

وأكد أن الخطوات اللازمة والضرورية ستؤخذ في اجتماع اليوم لإعادة فتح المسجد للصلاة كالمعتاد.

من جهته، أوضح مؤذن مسجد الجزار، إبراهيم المصري، لـ "العربي الجديد" أنه "بعد صلاة العشاء (أمس) أغلقت جميع أبواب المسجد الداخلية ومنها باب مصلى النساء، وبعد نحو خمس دقائق هاتفوني وقالوا لي: إن المسجد يحترق. لم أصدق لأني كنت قد غادرته للتو. عدت أدراجي ورأيت أن شباب عكا خلعوا باب المسجد لإطفاء الحريق. ألسنة النيران كانت عالية وأحرقت مصلى النساء بالكامل".

حريق أمس الذي أخمد خلال ساعة (فيسبوك)


ويتابع متأثراً: "الحمد لله، أتى نحو ألفي شاب للمساعدة وإخماد النار، خوف وحالة هلع سيطرت على الناس خوفاً من احتراق المسجد، ولكن بهمة الشباب أخمد الحريق خلال ساعة".

وقال إبراهيم أسود من عكا، متطوع ويعمل على تنظيف المسجد بعد الحريق: "نحن نعمل منذ ليل أمس، شاركنا في إخماد الحريق، وقلقنا كثيراً من أن يحترق المسجد لا سمح الله، والآن نتطوع لتنظيف المسجد لنحافظ عليه لأنه تراث ثمين ومقدس. فغالبية الشباب هبوا للتطوع اليوم لتنظيف المسجد منذ ساعات الصباح".


المساهمون