عيد الفطر بغزة.. طقوس فرح ومهن مؤقتة للشباب (صور)

عيد الفطر بغزة.. طقوس فرح ومهن مؤقتة للشباب (صور)

غزة

علاء الحلو

avata
علاء الحلو
07 يوليو 2016
+ الخط -

تبدأ ملامح عيد الفطر في قطاع غزة بعد انتهاء صلاة الفجر مباشرة، حين تصدح المساجد بالتكبيرات، وتتعالى رائحة "الفسيخ" من مطابخ البيوت، وتستمر لغاية يومين، يستحضر فيهما الغزيون كل مظاهر البهجة والسرور.

أصوات الأطفال لا تغيب عن المشهد منذ البداية، وهم يحضّرون ملابسهم الجديدة، حتى يرافقوا ذويهم إلى صلاة العيد، لتبدأ بعدها "رحلة شقاوة" لحظة الحصول على "العيدية"، وشراء الألعاب والحلويات، والذهاب إلى الأرجوحة، وممارسة مختلف أشكال الشغب الطفولي.

ليلة العيد، هي الأكثر جمالاً، رغم التعب الذي يرافق الأمهات والآباء وأفراد العائلة، حيث تكون طويلة لا نوم فيها، يتم خلالها إتمام تجهيز ملابس الأطفال، وترتيب البيت من أجل استقبال الضيوف، وتزيينه ببعض أحبال الزينة والإضاءة، وتحضير الضيافة.

بعد تناول "الفطور الدسم" صباح العيد، يبدأ أفراد العائلة بتجهيز أنفسهم، للانطلاق في جولة طويلة، يتم خلالها زيارة الأمهات والشقيقات والعمات والخالات وباقي الرحم، وهي الجولة التي تمتلئ فيها بطون الضيوف بأصناف القهوة والشوكولاتة والكعك، حيث إن "الأكل إجباري".

الكثير من العبارات تتردد على مسامع الضيوف منذ اللحظة الأولى لجولتهم، مثل "أكلتوا فسيخ؟"، وهي الوجبة التي حُرم منها أهالي القطاع طيلة شهر الصوم، بسبب العطش الشديد الذي يلي أكلها، إلى جانبها طبق كعك التمر، "لازم تدوق كعكي"، "خود شوكولاتة لزوجتك"، "العيد للأطفال خليهم يفرحوا"، "يا ريت كل يوم عيد عشان نشوفكم"، "إن شاء الله العيد الجاي بتكون عروستك معك".

فرح الأطفال بالعيد (عبد الحكيم أبو رياش)

المتزوجات اللواتي لم يتمكنّ من زيارة أهلهم في اليوم الأول، بسبب استقبال الضيوف والمعيدين، يقمن بالزيارة في اليوم الثاني "غالباً"، إضافة إلى ذهاب بعض العائلات للمنتزهات والأماكن العامة، ما يؤدي إلى اختلاف المشهد عن اليوم الأول الذي تكتظ فيه الشوارع بمجموعات الرجال والمعيدين.

الخمسيني أبو عبد الرحمن أبو سمرة، يصطحب أولاده الأربعة، ويلتقي بابنه الخامس عند ابنته ملك، التي يبدأ بعيديتها وعيدية أطفالها، لينطلقوا معاً بعدها لمعايدة جدتهم الكبيرة، ونساء أعمامه الكبار، وبنات شقيقاته، وقد حضّرن جميعاً أصناف الكعك والمكسرات والعصائر لاستقبال الضيوف.

يقول أبو سمرة لـ"العربي الجديد" إنه اعتاد على بدء جولته باكراً كما عَلّمه والده، فينطلق عند الساعة التاسعة صباحاً، حتى يتمكن من إتمام جولته قبل أذان مغرب اليوم الأول، مضيفاً أنه اشترى سيارة بسيطة بعد أن كُوي بنار أسعار المواصلات العادية، حيث تصل قيمة استئجار السيارة لساعة واحدة ما يقارب من 7 – 9 دولارات.

تقديم نقود العيد للعمات والخالات يقتصر "غالباً" في غزة على الأشخاص المتزوجين، وعن ذلك يقول أبو سمرة، إنه بدأ بتقديمها قبل نحو 30 عاما، وأنه لم يتوقف عنها على الرغم من الحالة الاقتصادية الصعبة التي يمر بها، مضيفاً أن العيد لا يأتي سوى مرتين في العام، يحاول فيهما إدخال السعادة على قلب من يزور برفقة أولاده.

العيد للصغار أولا (عبد الحكيم أبو رياش)

وتكتظ شوارع قطاع غزة من شماله حتى جنوبه، بأرجوحات العيد الملونة، التي ينصبها شباب عاطلون عن العمل، في محاولة منهم للتغلب على البطالة مؤقتا، خاصة في المناطق ذات الكثافة السكانية العالية، والتي يرتادها مئات الأطفال، لتصبح أحد أهم مظاهر الفرح في العيد.

الفنادق والمطاعم والمنتجعات السياحية وملاهي الأطفال أيضاً تصبح وجهة الآلاف من أبناء قطاع غزة، أصحاب الدخل الجيد والمتوسط، بينما تكتظ المنتزهات العامة بآلاف آخرين، اصطحبوا أطفالهم وطعامهم وألعابهم، ليكملوا لوحة عيد القطاع المحاصر.

 

 

دلالات

المساهمون