سكان قرى أفغانستان محرومون من مياه الشرب

باتت شريحة كبيرة من سكان أفغانستان محرومة من المياه الصالحة للشرب، خاصة في المناطق النائية، حيث جل سكانها يشربون من نفس المياه التي يستخدمونها في الزراعة، ما يتسبب في تفشي كثير من الأمراض والأوبئة، في حين أن بعض المناطق النائية محرومة من الرعاية الصحية.

ورغم تكرار الحكومات الأفغانية المتعاقبة والمجتمع الدولي أحاديث عن إنفاق ملايين الدولارات خلال الـ15 عاما الماضية في مجال الرعاية الصحية، لا يزال أغلب سكان أفغانستان محرومين من المياه الصالحة للشرب، ويستخدمون مياه الأنهار والمجاري.
يعيش الزعيم القبلي، حاجي ميرويس خان، في شمال أفغانستان، وتحديدا في مديرية شولجر بإقليم مزار شريف. يتحدث الرجل عن معاناة قومه وكيف أنه ظل محروما من أبسط احتياجات الحياة، ويقول "نحن نشرب المياه من نفس المكان الذي يشرب منه المواشي، ونستخدم للشرب المياه التي نستخدمها للزراعة من الأنهار ومجاري السيول التي تأتي من الجبال".
ويضيف الزعيم القبلي أن سكان مديرية شولغر الذين يصل عددهم إلى الآلاف، محرومون من المياه الصالحة للشرب، "والمؤسف أن أمراضا كثيرة تنجم عن تلوث المياه، وهؤلاء في الوقت نفسه محرومون من الرعاية الصحية".
وتقتل الأمراض المعدية كاليرقان والسل وغيرهما المئات سنويا، ولا أحد يستجيب لهؤلاء، على حد قول ميرويس خان. "الرعاية الصحية مفقودة تماما في قرى عديدة، والسكان يسافرون عشرات الأميال من أجل تلقي العلاج، وكثيرون منهم لا يستطعون ذلك".
بدوره، يقول المولوي عبد الهادي، أحد أئمة المساجد في الشمال، إنه يؤم سكان حوالي عشرة أحياء، وكل سكانها باتوا محرومين من المياه الصالحة للشرب بموازاة حرمانهم من الرعاية الصحية، ويؤكد أن الطرق بين القرى والأرياف وبين المدن الرئيسية وعرة، بالتالي نقل المرضى إلى المستشفيات في تلك المدن بحد ذاته معضلة كبيرة، كما أن جل سكان القرى فقراء لا يتحملون تكاليف الطريق، والحل الوحيد هو توفير الرعاية الصحية لهم داخل قراهم، والقضاء على الأسباب التي تؤدي إلى تفشي الأمراض، ومنها المياه الصالحة للشرب.
ويؤكد عضو الشورى الإقليمي، ذبيح الله كاكر، أن الشورى رفع القضية إلى الحكومة، ومازال يتابعها، والحكومة بدورها تدرك معاناة سكان القرى والأرياف، لذا فإن تغيرا لا محالة سيحدث، على حد وصفه.