رجل الإطفاء "ملاك الرحمة"

رجل الإطفاء "ملاك الرحمة"

29 يوليو 2016
لم أعرف يوماً اسمه الكامل (ستيفن لام/Getty)
+ الخط -
كاد طفلان أميركيان أن يلقيا حتفهما على سكة القطار كلّ يوم، وهما يحاولان أن يؤمّنا الدفء لعائلتهما، لكنّهما في أحد الأيام التقيا "الملاك الحارس" كما يكتب الأكبر بينهما لمجلة "ريدرز دايجست".

شتاء عام 1948، كان صعباً على أسرة من ثمانية أفراد تعيش في نوكسفيل في ولاية تنيسي، خصوصاً بعد انتقالها من الجبال إلى المدينة قبل ذلك بفترة.  كانوا يأملون أن تتحسن ظروف حياتهم عندما تسلّم الوالد عملاً في مصنع. لكنّ المرض اشتد عليه ولم يتمكن من العمل. بينما عملت الوالدة في غسل الملابس من أجل تأمين ولو بعض الطعام للعائلة الكبيرة.

يقول دوغلاس سكوت كلارك ذو السنوات الثماني في ذلك الحين إنّه يتذكر فصل الشتاء ذاك كأنّه في الأمس. كان وأقرب أشقائه إليه إيرل ذي السبع سنوات يتوليان مهمة جمع الفحم بعد نهاية المدرسة لتدفئة العائلة. وللفحم مكان معروف لديهما هو سكة الحديد القريبة حيث يقعان على ما يمكن أن يسقط من الفحم من عربات القطار على طول الخط.

في أحد الأيام كان يؤديان المهمة المعتادة عندما استوقفهما رجل إطفاء سألهما بسخرية عمّا يفعلان: "هل تبحثان عن الذهب؟". فأجاباه أنّهما يبحثان عن الفحم لا أكثر. قال لهما بعطف: "ألا تعلمان بخطورة ما تفعلان هنا، قد يقتلكما أيّ من القطارات العابرة". أخبره دوغلاس عن وضع والدهما.

نظر إليهما بعطف وذهب خلف القطار، وملأ دلوهما كاملاً بالفحم. نظرا إلى الفحم كهدية عظيمة. قال له دوغلاس بأدب: "شكراً جزيلاً لك.. ما اسمك حتى أذكرك في صلواتي؟". قال رجل الإطفاء وهو يبتسم: "سمّني باك.. الرب سيعرف عمّن تتحدث.. كلّ يومين سأعطيكما مثل ما أعطيتكما اليوم".

ذهب الطفلان بفحمهما النظيف إلى المنزل سعيدين، واستغربت الوالدة سرعتهما وجودة الفحم، فلمّا سألتهما أجاب الطفل الأكبر أنّ "الملاك الحارس" أعطاهما الفحم. يومها، لم تبالِ كثيراً بما قال، لكنّهما كانا على موعد بعد يومين مع ملاكهما.

يستعيد دوغلاس تلك الأيام، ويقول: "طوال ذلك الشتاء القاسي، ولثلاثة أيام في الأسبوع كنّا نتلقى الفحم ومعه قطعتا لبان، وأحياناً يعطينا دولاراً كاملاً... لم أعرف يوماً اسمه الكامل، لكنني بعد كلّ هذه السنوات أسمّيه فعلاً ملاك الرحمة".

 

دلالات