باسل العقاد بائع عطور وعازف بعدما ترك تصليح الساعات

باسل العقاد بائع عطور وعازف بعدما ترك تصليح الساعات

13 يوليو 2016
إيجار المحلّ زهيد جداً (العربي الجديد)
+ الخط -

في أزقة المدينة القديمة في صيدا (جنوب لبنان) تزدهر المهن الحرة على أنواعها، من النجارة إلى الرسم على الزجاج، وتصنيع المفروشات، وتصليح الساعات. الأخيرة تتجه إلى الانقراض بسبب المنافسة من الساعات الصينية ذات السعر الزهيد والتي بإمكان الجميع الحصول عليها، وكذلك منافسة الهواتف المحمولة لها، وهي التي تحمل ساعة أيضاً. بسبب هذه المنافسة ترك المهنة كثير من أصحابها. من هؤلاء باسل العقاد.

العقاد لبناني الجنسية، من مدينة صيدا بالذات، يبلغ من العمر اثنين وأربعين عاماً. عمل في تصليح الساعات طوال سبعة عشر عاماً توقف بعدها. يقول: "عندما كنت في مرحلة التعليم المتوسط، تركت المدرسة، والتحقت بمحل لبيع الساعات في مدينة صيدا، لأتعلم منه مهنة التصليح. فك وتركيب الساعات ومحاولة تصليحها كان إحدى هواياتي عندما كنت صغيراً". يتابع: "في ذلك المحل تعلمت مبادئ تصليح الساعات من صاحب المحل نفسه، وبعدها بدأت بتطوير نفسي في المهنة. وبعد تعلمي لها تركت المحل واستأجرت آخر خاصاً بي وأمضيت كلّ هذه السنوات الطويلة فيه. لكنّني اليوم تركت المهنة كلّها بسبب غزو الساعات المصنوعة في الصين وسعرها الزهيد. فمثل هذه الساعات لا يضطر صاحبها إلى تصليحها إذا تعطلت، بل يشتري غيرها مع ما تشهده من انتشار في كلّ زاوية ومحلّ. مع العلم أنّ كلفة تركيب بطارية لمثل هذه الساعة أغلى من ثمنها".

وعن المهنة التي يعمل فيها اليوم وتمكّنه من تأمين معيشة أسرته المكونة منه ومن زوجته وأطفاله الأربعة، يقول: "اتجهت إلى تركيب العطور. فالعطور الجيدة غالية الثمن، وليس بإمكان الناس شراؤها. لذلك يشترون العطور المركّبة الرخيصة والمماثلة لرائحة الأصلي، خصوصاً في ظل الضائقة الاقتصادية التي يعيشها الجميع".

يشير العقاد إلى أنّ دخله من بيع العطور جيد نوعاً ما. وما يسهل عليه ذلك وقوع المحل الذي استأجره في أحد أزقة المدينة القديمة في صيدا. فالمحل لا يتسع لأكثر من شخصين وإيجاره زهيد جداً.

لكنْ، للعقاد دخل آخر أيضاً يأتيه من العزف. فقد تعلم العزف على آلة الأورغ منذ عشرين عاماً، وهو يعمل عازفاً في الحفلات الموسيقية الليلية في المطاعم والمقاهي.

يشير العقاد إلى أنه يهتم جيداً بتعليم أولاده. فهم جميعاً في المدرسة. مع ذلك، يقول إنّه في حال قرر أحد أولاده ترك المدرسة وأظهر ميلاً لتعلم مهنة تصليح الساعات، فلن يعارضه. هو يعتبر أنّ أبناءه قادرون بأنفسهم على تحديد المستقبل الذي يريدون.

دلالات