المنتزهات والشواطئ وجهة عائلات جزائرية في رمضان

المنتزهات والشواطئ وجهة عائلات جزائرية في رمضان

20 يونيو 2016
الهروب إلى الشواطئ والمنتزهات لتغيير الجو (Getty)
+ الخط -
"قبل سنوات لم نكن نفعلها، كانت مغامرة غير محسوبة العواقب، أما اليوم فصارت متاحة مع عودة الأمن والأمان"، عبارة تكررت على ألسنة عدد من الجزائريين، الذين فضلوا الخروج عن المألوف وتناول وجبات الإفطار خلال شهر رمضان على شواطئ العاصمة أو في المنتزهات والفضاءات المختلفة التي خصصتها السلطات للاستجمام والترفيه.

فضاءات كثيرة تزخر بها العاصمة الجزائرية باتت منذ الأيام الأولى من شهر رمضان وجهة العائلات، كفضاء "الصابلات" و"أرديس" و"سيدي فرج" و"سطاوالي" و"غابة دالي إبراهيم". يقول السيد نور الدين جيلالي لـ"العربي الجديد"، إنه "لا متعة تضاهي تناول وجبة الإفطار في الهواء الطلق وبين المساحات الخضراء، لا شك أنها خطوة ستمنح الصائمين راحة، خاصة في ظل موجة الحرارة المرتفعة التي تشهدها الجزائر".

رحلة العشرات من العائلات التي ضاقت بهم البيوت، تبدأ قبل الإفطار بساعة كاملة، فالكثيرون ينتهزون الفرصة للوصول إلى أحد تلك المنتزهات وأخذ مكان أفضل، ويفضل الجيلالي المكان القريب من البحر، حيث ينعشه بعد يوم شاق، خصوصا أنه يشتغل في مركز بريدي، ويتعامل يوميا مع مئات الزبائن، وهو ما يجعله يحتاج إلى استرجاع طاقته ونشاطه، الأمر الذي يمنحه له "هواء البحر"، يضيف المتحدث.

"سئمنا البقاء بين أربعة جدران"، تقول السيدة نورة عكاشة لـ"العربي الجديد" في وصفها وضعيتها، فهي ربة بيت، وتعيش في شقة من ثلاث غرف مع أبنائها الأربعة، تصف فرحتها بتناول الإفطار خارج البيت بأنها "وسيلة للترفيه والابتعاد عن ضيق المساحة في البيت، واستنشاق هواء نقي، بدل المكوث في البيت بين المطبخ والصالون والتلفزيون، نريد الاستماع إلى بعضنا البعض".

أثارت المتحدثة إشكالية كبيرة يعرفها المجتمع الجزائري، وتكررت على لسان العديد ممن تحدث إليهم "العربي الجديد"، وهي المتعلقة بالهجران العائلي أو الانفصال بين أفراد الأسرة الواحدة بسبب برامج التلفزيون ومواقع التواصل الاجتماعي التي جعلت كل واحد يعيش بمفرده، لكن رمضان جعل الأيام عبارة عن "جمع متجدد" لأفراد الأسرة على مائدة الإفطار.


الإفطار خارج البيت في منتزه أو شاطئ يعيد لملمة الأسرة ولمّ شملها مجددا، و"يتيح لكل أفرادها الاستماع لبعضهم البعض وتبادل الأفكار فيما بينهم، كما أنه يمنحهم طاقة جديدة ليوم أفضل" يقول سيد علي، وهو موظف في شركة للتأمينات، مضيفا أنه كثيرا ما يحنّ لجمع شمل الأسرة، خصوصا مع هموم الحياة اليومية وصخبها وضجيجها، موضحا أن "رمضان يمنحنا فرصة الجلوس مع الأسرة".

 فكرة الإفطار خارج البيت، بحسب تصريحات متفرقة استقاها "العربي الجديد"، لم تكن منتشرة قبل السنوات الأخيرة، بعدما هيأت مصالح ولاية الجزائر العديد من المرافق ووفرت فيها ضروريات التنزه والاستجمام، فضلا عن تعزيز الأمن فيها، وهي أسباب تدفع الجزائريين إلى البحث عن متنفس جديد خارج جدران البيوت.

الكثيرون يستمتعون بقضاء وقت مستقطع من الحياة العادية اليومية، وفّره لهم شهر رمضان، فالإفطار خارج البيت يمنح الكثير من الوقت للأطفال خصوصا، تقول السيدة سعيدة لـ"العربي الجديد": "نحن نستمتع ونجدد الطاقة ونغيّر الجو، لكن الأهم هم الأطفال الذين يجدون متنفسا ومساحات واسعة للعب والترفيه".

وتحضّر العائلات وجبات الإفطار في البيوت، وتكون مرفقة بأباريق الشاي والحلويات لإتمام السهرة في مثل هذه الفضاءات التي هيأتها السلطات الجزائرية بأماكن ترفيهية، مخصصة للعب الأطفال، فضلا عن إحياء بعض الحفلات إلى ساعة متأخرة من الليل.