نازحون من الفلوجة بين ناري الاتهام والاعتقال

نازحون من الفلوجة بين ناري الاتهام والاعتقال

19 يونيو 2016
الأجهزة الأمنية تستجوب بعض النازحين (فرانس برس/GETTY)
+ الخط -


اشتكى مئات النازحين من أهالي مدينة الفلوجة والمناطق المحيطة، الفارين من مناطق القتال والذين سلموا أنفسهم للقوات العراقية المتواجدة في بلدة عامرية الفلوجة وقرب المدينة السياحية في الحبانية جنوب غربي مدينة الفلوجة، من طول فترة احتجازهم، والتحقيق معهم وكأنهم مجرمون، وإبعادهم عن عوائلهم التي أسكنت في مخيمات بعيدة عنهم، وتركهم في العراء وتحت أشعة الشمس الحارقة لعدة أيام.

وقال النازح من مدينة الفلوجة الحاج حسين عبد (76 عاماً) لـ "العربي الجديد" إنه لم يكن يتوقع أن يُعامل بهذه الطريقة رغم كبر سنه ومرضه، وأشار إلى اعتقاله ومصادرة أوراقه الثبوتية من قبل عناصر الجيش الحكومي المتواجدين في مركز احتجاز أقيم لهذا الغرض في منطقة تقاطع السلام قرب المدينة السياحية في الحبانية، بعد أن وصل مع أفراد أسرته سيراً على الأقدام من مدينة الفلوجة إلى عامرية الفلوجة.

وأكد أنه لا يعرف سبب احتجازه هو وآلاف آخرين كانوا معه، سوى أنهم فضلوا البقاء في منازلهم في مدينة الفلوجة بسبب ضعف إمكاناتهم المادية والحصار العسكري الذي فرض خلال الفترة الماضية التي سيطر فيها تنظيم الدولة (داعش) على مناطقهم، ليفاجأوا بعد تمكنهم من الفرار باعتقال القوات العراقية لهم وكأنهم مجرمون.

ويروي نازح آخر من الفلوجة، رفض الكشف عن اسمه، جرى التحقيق معه وأطلق سراحه بعد أيام من اعتقاله أنه أعتقل من منطقة تقاطع السلام، وأجبر على ترك عائلته وأطفاله ليذهبوا بمفردهم إلى مخيم النازحين في بلدة عامرية الفلوجة. وأضاف: "بقينا جالسين تحت أشعة الشمس اللاهبة لمدة خمسة أيام، ووضعنا في ساحة ترابية محاطين بجنود وأسلاك شائكة "، لافتاً إلى "إصابة عشرات المعتقلين بحالات إغماء مفاجئة بسبب الجفاف والإعياء الشديد، وتم نقلهم لمستشفى عامرية الفلوجة".





من جهة ثانية، ناشدت مجموعة من شيوخ العشائر والوجهاء من مدينة الفلوجة السلطات الأمنية والحكومة المحلية في محافظة الأنبار للإسراع في إجراءات التحقيق مع آلاف النازحين من أهالي الفلوجة، ووضع حد للانتهاكات والابتزاز الذي يتعرض له النازحون خلال فترة احتجازهم. وأوضح أحد شيوخ العشائر من مدينة الفلوجة لـ "العربي الجديد" قائلاً: "لدينا عشرات الشهادات من أبنائنا الذين كانوا معتقلين تفيد بتعرضهم للضرب والابتزاز من بعض عناصر الجيش والشرطة في مراكز الاحتجاز قرب عامرية الفلوجة "، مضيفاً: "جرت مساومة بعضهم على دفع 150 ألف دينار مقابل التعجيل بالتحقيق معهم وإطلاق سراحهم".

وأعلنت مصادر أمنية في محافظة الأنبار أن العدد المتوقع للمحتجزين في مراكز الاحتجاز والتحقيق في عامرية الفلوجة وصل إلى ستة آلاف معتقل، وأطلق سراح نحو ثلاثة آلاف آخرين بعد ثبوت عدم تورطهم "بأعمال إرهابية" أو تعاونهم مع عناصر تنظيم الدولة الإسلامية (داعش). وتضيف هذه المصادر: " إن المعتقلين من الذين كانوا مطلوبين للأجهزة الأمنية نقلوا إلى مراكز اعتقال أقيمت في بلدة الخالدية ومعسكر الحبانية شرق مدينة الرمادي".

على صعيد متصل، أعلنت المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة نزوح أكثر من 86 ألف مدني من مدينة الفلوجة العراقية وأطرافها بسبب القتال المستمر في بعض أحياء المدينة بين قوات الأمن العراقية وعناصر تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، في حين حذّر مسؤولون محليون من وقوع كارثة إنسانية إذا لم تتم مساعدة آلاف العوائل في مخيمات النازحين.

دلالات