الأمطار تقتل 18 مواطنا وتغرق المدن السعودية

تسببت موجة الأمطار التي تعرضت لها السعودية، طوال هذا الأسبوع، في وفاة 18 شخصا، وإصابة أكثر من 951 آخرين في حوادث غرق واحتجاز بسبب السيول، وأغلق عدد من الطرق الرئيسية بين المدن، خاصة الرياض والطائف وأبها والباحة بعد غرق الشوارع.

وأكد الدفاع المدني السعودي وفاة 18 مواطنا، فيما تم إنقاذ 915، وإخراج 858 سيارة، وإيواء وإخلاء 398 حالة، كما تم استقبال أكثر 26 ألف بلاغ في جميع المناطق، حيث تركزت البلاغات في مناطق الرياض ومكة المكرمة والمدينة المنورة والباحة وجازان ونجران وحائل والقصيم.

وتركزت الأمطار القوية في المناطق الجنوبية من السعودية، وأغلقت السيول الجارفة شوارع حي الموظفين في أبها، وارتفع منسوب المياه بشكل منع السيارات من المرور، في حين كثفت أمانة منطقة الرياض من جهودها في إزاله تجمعات المياه من الطرق والشوارع، عقب الأمطار التي شهدتها المدينة في اليومين الماضيين، وجندت 250 فرقة مزودة بأكثر من 800 آلية و332 مضخة لسحب المياه.

وتسببت الأمطار في إغلاق 17 طريقا رئيسيا في العاصمة، مما شل حركة السير تماما في المناطق الشرقية والشمالية منها. وحذرت الأرصاد السعودية من استمرار هطول الأمطار اليوم الخميس.

وفي الجنوب تسببت السيول في انقطاع الطريق الواصل بين جازان وعسير، بعد أن غمرت المياه العبارات، كما أعلن المرور عن إغلاق عقبة الصماء بين أبها ورجال ألمع في منطقة عسير، وجاء الإغلاق ‏بسبب الأمطار الغزيرة والانهيارات الصخرية، وهو نفس حال الطريق الدولي المؤدي لجسر وادي بيش على طريق صبيا - بيش، بعد تجمع كميات كبيرة من المياه في مجرى وادي بيش، قطعت كل الطرق الرئيسة والفرعية الرابطة بين عدد من القرى عبر الوادي.

كما تسببت الأمطار في فيضان سد بيش الذي يعتبر ثاني أكبر السدود في السعودية، ووصلت المياه الفائضة إلى حدود محافظة صبيا، وقطعت الطريق الدولي كلياً.

وشهدت منطقة جازان أمطارا غير مسبوقة، جرفت الجسور والعبّارات وقطعت الطرق وحجزت المدارس والقرى والطرقات، وتعرضت محافظة الداير بمنطقة جازان لسيول جارفة حاصرت عدداً من المنازل وتسربت على إثرها المياه لداخل المنازل والمباني القريبة من مجرى السيل، كما جرفت السيول عدداً من السيارات، وطالبت مديرية الدفاع المدني بالمنطقة المواطنين بالابتعاد عن بطون الأودية ومجاري السيول، كما أرسلت دوريات لمراقبة أوضاع الأودية والتدخل في حالات الطوارئ.
وأكد المتحدث باسم مدني جازان، الرائد يحيى القحطاني، فقدان ثلاثة أشخاص بعد أن جرفتهم السيول، كما أصيب اثنان من أفراد الدفاع المدني أثناء قيامهما بعمليات الإنقاذ.

وتكرر المشهد في جبال فيفا على الحدود السعودية اليمنية، فتسببت الأمطار في إغلاق عدد من الطرق بعد أن خَلَّفَت انهيارات صخرية في المزارع والطرق العامة والفرعية، كما خرج وادي جوري الشهير عن مساره لأول مرة منذ سبع سنوات ليهدم المنازل بالقرب منه.