تدهور الأوضاع الإنسانية في مخيم اليرموك

تدهور الأوضاع الإنسانية في مخيم اليرموك

13 ابريل 2016
إحدى الفعاليات المنددة بالحصار (الأناضول/GETTY)
+ الخط -
تستمر الأوضاع الإنسانية لسكان مخيم اليرموك الفلسطيني في دمشق بالتدهور، مع استمرار المعارك الشرسة بين تنظيم جبهة النصرة وتنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، منذ سبعة أيام، ويسعى التنظيم من خلالها للسيطرة على كامل المخيم.

وإضافة إلى مخاطر القصف والمعارك، يعاني نحو 5 آلاف من المدنيين المحاصرين في منازلهم، في أحياء منطقة الشتات والمدارس والجاعونة وشارع حيفا، من انقطاع تام للخدمات والموارد المعيشية، كالماء والكهرباء والطعام، ومن استحالة التحرك فيها.

وتسببت الاشتباكات أيضاً بوقف دخول كافة المساعدات لأهالي المخيم. ويقول محمد من بلدة ببيلا المتاخمة للمخيم: "أفراد عائلتي عالقون في غرفة واحدة منذ خمسة أيام، لا يستطيعون التحرك بسبب الرصاص والقنص الذي لم يتوقف، نفد الطعام والشراب، الذي كانوا يملكون منه القليل أصلاً".

ويضيف "يعتمد أهالي المخيم منذ سنة ونصف السنة على مياه الآبار الارتوازية الموجودة في المخيم، والتي تنقلها الصهاريج إلى المنازل، لكنها توقفت عن العمل منذ بدء الاشتباكات ونفدت المياه من منازل المدنيين".

وأحرقت قوات "داعش"، ليل أمس، عدداً من منازل المدنيين في حي الجاعونة، بالقنابل الحارقة. ويقول محمد إن "التنظيم يقوم بإحراق المنازل انتقاماً ممن يعتقد أنهم موالون لجبهة النصرة، ولا يردعه شيء".

وكانت "مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سورية" حذرت في بيان صادر عنها، اليوم الأربعاء، من كارثة إنسانية، معتبرة أن كلاً من جبهة النصرة و"داعش" اللذين يسعيان لبسط سيطرتهما على المخيم لا يتحليان بأدنى درجة من المسؤولية تجاه أهالي المخيم الصامدين، وأن الاشتباكات تسببت بفقدان مقومات الحياة الأساسية.


وطالبت المجموعة بتدخل دولي لوقف الأعمال القتالية وفك الحصار، كما نادت بتفاعل المؤسسات الحقوقية ومنظمات المجتمع المدني ووسائل الإعلام مع الوضع الإنساني الحالي في المخيم.

ووثقت المجموعة مقتل ثلاثة مدنيين من المخيم خلال الاشتباكات الأخيرة بين الطرفين، مشيرة إلى أن عدد الضحايا الفلسطينيين منذ دخول تنظيم "داعش" إلى مخيم اليرموك بلغ 86 شخصاً، فيما بلغ عدد ضحايا الحصار الذي تفرضه قوات النظام وما تسببه من نقص الرعاية الطبية 186 شخصاً، ليصل عدد الضحايا الكلي لفلسطينيي المخيم منذ بدء الصراع إلى 1247 شخصاً.

يذكر أن أهالي المخيم يعيشون تحت حصار تام تفرضه قوات النظام عليهم منذ منتصف عام 2014، وقد ازدادت الأوضاع المعيشية سوءاً من اقتحام تنظيم "داعش" للمخيم مطلع أبريل/نيسان العام الماضي.