كشف لغز جريمة قتل ممرضة أيرلندية بالعراق في 2004

كشف لغز جريمة قتل ممرضة أيرلندية بالعراق في 2004

09 مارس 2016
مظاهرات في أكتوبر 2004 للإفراج عن الممرّضة (Getty)
+ الخط -
بعد أن فشلت كلّ الوسائل في الكشف عن تفاصيل جريمة اختطاف وقتل الممرّضة الأيرلندية العراقية، مارغريت حسن، في عام 2004، عادت القضيّة لتفتح من جديد، بعدما ألقي القبض على أحد مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية "داعش".

وخلال التحقيقات مع الشاب مصطفى عامر (23 عاماً)، حول انضمامه إلى "داعش" واستجوابه عن رفاقه وتحرّكاته الأخيرة، لم يستوعب الضابط العراقي ما كان يسمعه. فجأة ومن دون أيّ إنذار، بدأ الشاب يتحدّث عن تفاصيل جريمة قتل المرأة التي دعاها باسم "مارغريت البريطانية".

شعر الضابط العراقي، علي السوداني، بالارتباك من ما سمعه من سجينه، خصوصاً أنّ العراق شهد عصوراً من العنف، حيث قتل العديد من القتلى واختطف الكثير من الضحايا.

وما لبثت أن اتضحت الصورة عن الأيّام الأخيرة لمارغريت حسن، الممرّضة الأيرلندية التي قتلت منذ أعوام. والغريب أن يروي تلك التفاصيل شاب كان طفلاً حين وقعت الجريمة.

المعلومات التي قدّمها المقاتل الداعشي، كانت كافية لإلقاء القبض على القتلة ومثولهم أمام العدالة ومعرفة مكان الجثة الذي كان لا يزال مجهولا.

بيد أنّه قبل نحو أسبوعين، أطلق سراح عامر، بمستندات مزوّرة، من قبل مسؤولين في السجن، بعد أن تمّ توقيفه في تكريت. ولم تعلّق السلطات العراقية أو تتصرّف بعد حصولها على تلك المعلومات حتى اللحظة.

وفي هذا الصدد، يقول الضابط علي السوداني، إنّه لا فكرة لديه لماذا لم يعتقل أحد لغاية الآن، رغم أن لديهم جميع المعلومات المهمّة. بيد أن المسؤولين في البلد يستمرّون في القول له إنّها مسألة وقت.

أحبّ كثيرون مارغريت حسن، التي ولدت في دبلن، لأبوين أيرلنديين، وأمضت فترة شبابها في العاصمة البريطانية لندن، حيث تعرّفت إلى الشاب العراقي تحسين علي حسن، الذي كان يدرس الهندسة هناك، وتزوّجا وانتقلا إلى العراق عام 1972، حيث عملت في مجال التمريض.

ظهرت في شريط فيديو عام 2004، نشره مختطفوها، تناشد القوّات البريطانية الانسحاب من العراق، وطلبت مساعدتها، مشيرة إلى أنّها قد تكون ساعاتها الأخيرة.

تظاهر كثير من المرضى حيث كانت تعمل، وطالبوا بالإفراج عنها، كما دانت عملية الخطف شخصيات سياسية عراقية ودينية، أبرزها آية الله علي السيستاني.

لم يعرف أحد آنذاك الجهة التي اختطفتها، ولم تعلن أي جماعة مسؤوليتها، وبقي موقع جثمانها مجهولاً، رغم إلقاء القبض على شخصين لتورطهما في جريمة قتلها. بيد أنّه أطلق سراح الرّجلين في ظروف غامضة.

وكتبت صحيفة "ذي تايمز"، أنّ "التحقيقات والمعلومات الجديدة التي توفّرت لحلّ لغز القضية، قد لا تصل إلى أي حلّ، في ظلّ الفساد المنتشر في القضاء والشرطة العراقية".

اعترف مصطفى عامر، الذي ألقي عليه القبض في تكريت قبل خمسة أشهر من قبل وحدة الاستخبارات العسكرية العراقيّة، بأنّ مارغريت حسن، اختطفت من قبل عصابة إجرامية سنيّة على علاقة بمتمرّدين سياسيين، متخصّصين في عمليّات خطف الضحايا المهمّين.

من جانبه، قال الضابط علي السوداني، من المرجّح أن يكونوا جميعاً مع "داعش" اليوم أو على علاقة به. وأكمل أنّه لدى عامر مفاتيح مفصّلة عن القضية، بسبب خدمته قاتلي السيدة الأيرلندية. وأضاف السوداني: "عامر يعرف كلّ شيء، مختطفيها وقاتليها ومقرّ دفنها. وكذلك أدلى عامر بمعلومات عن المسؤولين الرسميّين الذين أفرجوا عن أحد المتهمين بجريمة قتلها".

تجدر الإشارة إلى أنّه أطلق سراح العراقي مصطفى سلمان الجبوري، عام 2008، بعد أن عثرت القوّات الأميركية في بيته على حقيبة مارغريت حسن وبعض أغراضها الشخصية في عام 2005.

وفي عام 2009، حُكم بالسجن مدى الحياة على العراقي علي لطفي جسّار الراوي، لتورّطه في الجريمة. وهو الذي اعتقل حين كان يحاول ابتزاز السفارة البريطانية، مطالباً بمليون دولار مقابل معلومات تتعلّق بقبر مارغريت. بيد أنّه بعد مرور عام على سجنه، لم يظهر في يوم إعادة النظر بمحاكمته في بغداد، وحينها فقط اكتشفوا أنّ الراوي لاذ بالفرار.

ويؤكّد الضابط السوداني، أنّ رجاله يعلمون أين يعثرون على المختطفين. ويكمل أنّ السلطات العراقية لم تبذل الجهود الكافية لاعتقال مرتكبي الجريمة، أو العثور على قبر القتيلة.



اقرأ أيضا:العراق: ديون الحكومة تقطع الطعام عن السجناء