انطلاق احتفالات عيد الـ"نوروز" في العراق

انطلاق احتفالات عيد الـ"نوروز" في العراق

21 مارس 2016
احتفالات وسط دعوات تفاؤل (Getty)
+ الخط -


مع بدء النصف الثاني من شهر مارس/آذار من كل عام، تنطلق احتفالات شعوب عديدة بعيد الـ"نوروز"، فرس، وأذريون، وبلوش، وأفغان، وطاجيك، وأوزبك، وكازاخ، إلى جانب الأكراد، الذين يحتفلون في هذه المناسبة بعيدهم القومي الوحيد طيلة السنة.

وأقرت الأمم المتحدة، عيد الـ"نوروز"، كمناسبة دولية على المستوى العالمي، ويقدر عدد المحتفلين به بنحو أربعمائة مليون نسمة، في إيران وتركيا والعراق وأفغانستان وباكستان وكازاخستان، وبعض دول الاتحاد السوفييتي السابق، وجاليات منتشرة في أغلب بقاع العالم.

ووجهت حكومة إقليم كردستان العراق، رسالة تهنئة للسكان في إقليم كردستان بالمناسبة، وطالب رئيس الإقليم، مسعود البارزاني، بالتمسك بحق الاستقلال، ودعا إلى حوار للانفصال السلمي عن العراق.

وإلى وقت قريب، كان لعيد الـ"نوروز" بُعد سياسي مهم لدى الأكراد في تركيا والعراق وسورية، حيث كانت السلطات تخشى من أن يعزز الاحتفال بالمناسبة نزعة الانفصال، لكن تغير الأوضاع في العراق وسورية منح السكان مزيداً من الحرية للاحتفال بالمناسبة.

وأصدرت القنصلية الأميركية العامة في أربيل، اليوم الاثنين، بيان تهنئة لجميع المواطنين في إقليم كردستان والعالم، بمناسبة أعياد الـ"نوروز".

وقال القنصل الأميركي في أربيل، ماتياس ميتمان، في كلمة له "نبارك للمواطنين جميعاً، ونقف مع كل من يجتمع للتعبير عن السعادة والفرح، بمناسبة حلول شهر الربيع والعام الجديد، نوروز موعد التجدد والتسامح، وخروج العائلات إلى الطبيعة، واستقبال العام الجديد".

ونوروز، كلمتان باللغة الكردية، (نو) معناها جديد، و(روز) وهو يوم، أي يوم جديد، وهو أول أيام العام الجديد بحسب التقويم الكردي، وأول شهور العام الكردي يدعى أيضاً نوروز، ويُصادف 21 من شهر مارس/آذار من العام الحالي 2016، أول أيام عام 2716. وبحسب المصادر التاريخية، فإن هذا التقويم الذي يعتمده الأكراد يعود إلى الألف الرابع قبل الميلاد إلى عصر الميديين.

وتربط مصادر كردية وعربية وفارسية، حدث الـ"نوروز" بـ(كاوا) و(أزدهاك)، والأول يعني الإنسان الواقعي، مقابل أزدهاك الأسطوري، وتم اختيار تاريخ محكم بينهما، ليكون فيما بعد حدثا تاريخيا.

ويصف الشاعر الكردي (بيراميرد) الـ"نوروز"، في إحدى قصائده بالعيد الكردي القديم، وكلمة "قديم" هي الوصف المعروف حتى لدى الأكراد عن عيدهم، بكونه عيداً قديماً لم يؤرخ، ولم يرد ذكره مفصلاً ومحدداً في أسانيد تاريخية، كما هو الحال في أحداث ومناسبات أخرى.

أما تداخل المناسبة مع شعوب أخرى فمرده، على الأغلب، تعاقب العديد من الحضارات والممالك على المنطقة، التي كانت كردستان أو المناطق التي عاش فيها الكرد قديماً إحداها.

وقال الباحث العراقي، مجيد عبدالله الشمس، في كتاب عن أصل النوروز، "إنه عيد عراقي يعود إلى العصر السومري وأسطورة عشتار وتموز، ولا علاقة للفرس به".

ووضع الباحث، وفق تقسيم سياسي، الفرس وايران في جهة، والعراق والكرد والعرب في جهة أخرى، كما أشار إلى أن كل الحكومات المتعاقبة، والإمبراطوريات التي حكمت إيران عبر التاريخ، لم تكن من الشعب الفارسي، والساسانيون مثال على ذلك.

من جانبه، تحدث الباحث العراقي، خزعل الماجدي، في كتابه (إنجيل سومر) عن مكانة (تموز)، وقال إن الاحتفالات كانت تُقام بموت وحياة (تموز) في مملكة سومر، ولفت إلى أنه في 21 مارس/آذار من كل عام، كان السومريون يعقدون احتفالات كبرى ويعرفون هذا اليوم بعيد (زكمك).

ويأتي تقسيم العام وفق التقويم الكردي انسجاما مع تصنيفات الطبيعة والزراعة، فالربيع يعني الخضرة، والصيف يعني الهواء والماء، والخريف نضج الفواكه، والشتاء البرد وتساقط الثلوج.

وقياساً إلى بعض الحقائق التاريخية المتعلقة بالأكراد، يعد هذا التقويم حتى عيد الـ"نوروز" حديثاً، فقلعة أربيل مثلاً يمتد عمرها بين 6 و8 آلاف عام، بحسب تقديرات اليونسكو التي تعتبرها إرثاً للبشرية.


اقرأ أيضا:نوروز إيران.. أسطورة حيّة