ظاهرة انتحار المزارعين في فرنسا تتصاعد

ظاهرة انتحار المزارعين في فرنسا تتصاعد

01 مارس 2016
مظاهرة احتجاجية للمزارعين (فرانس برس/GETTY)
+ الخط -
أثارت تقديرات فرنسية رسمية لأعداد المزارعين الفرنسيين الذين يقدمون على الانتحار سنوياً صدمة في المجتمع الفرنسي، بعد أن بينت أن نحو 200 مزارع أقدموا على الانتحار شنقاً عام 2013.


وبينت الأرقام مستوى الضغوط الاقتصادية الكبيرة التي يرزح المزارع الفرنسي تحتها، والتي تتزايد مع تراجع مؤشرات الاقتصاد الفرنسي عموماً، كما تساهم إلى حدّ كبير في تهشيم الصور المرسومة في الأذهان عن الريف الفرنسي والحياة المثالية فيه.

فقد نشر موقع Munchies المتخصص بالغذاء، أمس الاثنين، مقالة عن انتحار المزارعين الفرنسيين، ونقل عن المزارع السابق والباحث جاك جيفريدو بأن الأعداد الفعلية للمزارعين المنتحرين في فرنسا تتجاوز الأرقام الرسمية المعلنة، وتقترب في الحقيقة من 600 حالة انتحار.

ولفت كاتب المقال نيك روز إلى تصريح أدلى به جيفريدو لمحطة تلفزيونية فرنسية قائلاً: "أعداد مجهولة لأشخاص يقدمون حياتهم من أجل إطعامنا وتوفير الغذاء للسكان"، ومشيراً إلى أن "من العار تفشّي ظاهرة انتحار المزارعين دون أن نفعل شيئاً في المقابل، من العار السكوت".

اقرأ أيضاً: زيادة حالات الانتحار في العراق.. احتلال وعنف وبطالة

كما نقل عن المزارع لويس غاناي (35 عاماً) قوله بأنه كافح كثيراً نوبات التفكير بالانتحار بسبب الضغوط المادية الهائلة المرتبطة بوظيفته، خصوصاً بعد وفاة 15 بقرة لديه في سنة واحدة.

وتابع غاناي "يبدأ عملنا في الصباح الباكر، بمعدل 80 ساعة في الأسبوع، ونحن نعلم أننا لن نحصل على أكثر من 200 إلى 300 يورو في الشهر، وهذا تعذيب حقيقي". وأضاف " الإرهاق البدني، الضغط النفسي، البنك الذي ينذرك دوماً بأنه سيتخلى عنك، وموت البقرات... لم يبق لدي أي سبب للعيش بعد الآن".

وترتفع معدلات الانتحار في فرنسا بنسب أعلى بكثير من باقي دول الاتحاد الأوروبي، إذ تشير الأرقام إلى 16.7 حالة انتحار لكل 100 ألف من السكان في فرنسا مقابل معدل وسطي يقدر بنحو 11.7 حالة لكل 100ألف نسمة في 28 دولة من الاتحاد الأوروبي.

انخفاض أجور المزارعين وأسعار المنتجات الزراعية، ليسا سوى عنوانين عريضين لتفاصيل المشاكل التي تجعل المزارعين في فرنسا أمام جدران مسدودة. ولا يجد هؤلاء من وسائل للاعتراض على واقعهم إلا الاحتجاج بطرق تستجدي وسائل الإعلام لتغطيتها مثل إحراق دمية تمثل وزير البيئة الفرنسي، أو التجمهر عند مداخل نقاط سياحية معروفة، أو إغراق ساحة الجمهورية في باريس بكميات كبيرة من الفواكه والخضر، وكذلك استخدام الجرارات الزراعية لرش المبيدات على مبان حكومية في عدد من المدن الفرنسية.

اقرأ أيضاً: تقرير: 302 حالة انتحار في تونس عام 2015

المساهمون