مصر: حملة توقيعات دولية للكشف عن قاتل الطالب الإيطالي

مصر: حملة توقيعات دولية للكشف عن قاتل الطالب الإيطالي

10 فبراير 2016
الطالب الإيطالي المقتول في مصر جوليو ريغيني (تويتر)
+ الخط -
من قتل جوليو ريغيني؟ سؤال طرحته عدة منظمات حقوقية مصرية، وعدد من الشخصيات العامة المصرية، في بيان مشترك، اليوم الأربعاء، بعد مرور نحو أسبوع على إعلان مقتل الطالب من دون الكشف عن قاتله.

واعتبر البيان أن "الخبر الفاجع بمقتل الباحث الإيطالي جاء ليزيد قتامة الصورة في مصر، ويرسم دائرة من العزلة والخوف حولها، ويعمّق من أسئلة مخيفة عن مدى اتساع رقعة تلك الدائرة".

جوليو (28 عاما) مجرد باحث شاب لا شأن له بالعمل السياسي خارج مصر أو داخلها، حضر من جامعة كامبريدج، وكان زائرا للجامعة الأميركية في القاهرة لعمل رسالة دكتوراه عن تجربة نقابة الباعة الجائلين المستقلة كنموذج للنقابات المستقلة في مصر.

اختفى الشاب منذ 25 يناير/كانون الثاني الماضي، بوسط القاهرة، في وقتٍ كانت فيه قوات الأمن تملأ شوارع القاهرة خوفا من إحياء ذكرى الثورة، وعثر على جثته يوم الأربعاء 3 فبراير/شباط، مقتولا على مشارف مدينة 6 أكتوبر وعلى جسمه آثار تعذيب، حسب ما تناقلته وكالات الأنباء عن بيان النائب العام المصري، ووفق ما أكد تقرير الطب الشرعي لاحقا.

وقال الموقّعون على البيان المشترك: "الحادثة، بعيدا عن تبعاتها الشخصية، تقوّض سمعة بلد الأمن والأمان التي يؤمن بها البعض، فتلك الحادثة أعقبها مباشرة قطع زيارة وزيرة التنمية الاقتصادية الإيطالية، فريدريكا جويدي، وانسحاب وفد رجال الأعمال الإيطالي المرافق، ثم استدعاء سفير مصر في روما، وفي نطاق مشابه، سبقت هذه الجريمة حادثة مقتل مجموعة من السياح على يد قوات الأمن العام الماضي".

وأعاد الموقعون السؤال "من قتل جوليو ولماذا؟ أسئلة يتحتم أن تجيب عنها السلطات المصرية، بوصفها المسؤولة الأولى والأخيرة عن أمن كل من يعيش على الأراضي المصرية، سواء كان مواطنا مصريا أم أجنبيا، جاء لطلب العلم أو السياحة أو غيره، فالدولة ليست مسؤولة فقط عن عدم ممارسة الانتهاكات، ولكن أيضا عن حماية مواطنيها والمقيمين فيها".

وتابع البيان: "إن الموقعين على البيان قد بُحّت أصواتهم على مدار عامين سابقين في مواقف وبيانات وإشارات عديدة للتحذير من مناخ القمع المتنامي في الوحشية وغلق المجال العام. فبعد حالاتٍ من القتل خارج نطاق القانون والاعتقالات والحبس والتعذيب والاختفاء القسري والمنع من السفر والمنع من دخول البلاد التي طاولت أعدادا هائلة من المواطنين المصريين، والتي أصبحت لا تفرق بينهم إطلاقا، بدأت تشمل أجانب زائرين، سياحا كانوا أو أكاديميين".

"مقتل جوليو ريغيني هو أحد أمثلة ما يمر به المصريون يوميا، سواء بيد قوات الأمن نفسها، أو بسبب غياب مفهوم العدالة والأمن بسبب ممارسات السلطة نفسها، والتي لا نعلم أي استثمار وسياحة وريادة اقتصادية تريد تلك السلطة تنميتها، حتى مع التغييب المتعمّد لارتباط ذلك بحقوق الإنسان والعدالة والأمان للشعب المصري"، هكذا أنهى الموقعون بيانهم.

ومن بين الموقعين على البيان، المركز المصري للحقوق الاقتصادية والاجتماعية، ومركز النديم لتأهيل ضحايا العنف والتعذيب، والشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان، ومركز الأرض لحقوق الإنسان.

اقرأ أيضا:العثور على جثة إيطالي بعد اختفائه منذ أيام بمصر


وفي السياق ذاته، نشرت صحيفة "ذا غارديان" البريطانية، أمس، عريضة موقَّعة من أكثر من 4600 أكاديمي من أكثر من 90 دولة، احتجاجا على مقتل طالب الدكتوراه الإيطالي في مصر في ظروف غامضة، مطالبين بتحقيق مستقل في ملابسات مقتله، فضلا عن المطالبة بالتحقيق في وقائع تزايد عدد حالات الاختفاء القسري والتعذيب في أماكن الاحتجاز في مصر.

وأشارت العريضة إلى أنه، وفقا لمنظمات حقوق الإنسان الدولية، فإن مؤسسات الدولة في مصر "تمارس بشكل روتيني نفس أنواع التعذيب التي تم الإبلاغ عن معاناة ريغيني منها، ضد مئات من المواطنين المصريين كل عام"، ودعت العريضة إلى إجراء تحقيق مستقل في وفاة الشاب الإيطالي وجميع حالات الاختفاء القسري، وحالات التعذيب والوفاة أثناء الاحتجاز، خلال شهري يناير/كانون الثاني الماضي، وفبراير/شباط الجاري، حتى يمكن تحديد المسؤولين عن هذه الجرائم وتقديمهم للعدالة.

ومن بين الموقّعين على العريضة التي نشرتها "ذي غارديان"، تشارلز بترورث، الأستاذ الفخري للفلسفة السياسية في جامعة ميريلاند الأميركية، والسير تيموثي جاور، أستاذ البحوث في الجمعية الملكية للرياضيات في جامعة كامبريدج البريطانية، والخبير الاقتصادي، هاــ جون تشانج، مؤلف الكتاب الأكثر رواجا "الأسرار الـ23 التي يخفونها عنك بشأن الرأسمالية".


اقرأ أيضا:مصر: الطالب الإيطالي تعرض لتعذيب بشع