ليتها تكون سعيدة

ليتها تكون سعيدة

30 ديسمبر 2016
لا نملك رفاهية اليأس من واقعنا (خالد دسوقي/فرانس برس)
+ الخط -

أياً كان بلد إقامتك أو لغتك الأم، وأياً كانت الظروف التي تعيشها، أو تمرّ بها بلادك أو البلدان من حولك، فإنها سنة جديدة.

وسواء كانت سنتك المنقضية جيدة أم غير ذلك، فالواقع أن كل إنسان يتمنّى أن تكون السنة الجديدة أفضل.

يحتفل العالم بحلول السنة الجديدة ليلة الغد، ربما تحتفل الأغلبية بنهاية السنة المنقضية أكثر من احتفائها بقدوم السنة الجديدة.

كانت 2016 قاسية وحزينة على كثير من البشر. قضى فيها عشرات الآلاف جرّاء الصراعات والحروب، وبات مئات الآلاف مصابين أو نازحين أو لاجئين، وعانى فيها الملايين فقراً وحقوقاً منقوصة وفرصاً مهدورة.

في العالم العربي، يكره كثيرون أن تستمر 2016 دقيقة واحدة إضافية. لا تملك القول إنها كانت أسوأ من سابقاتها، لكنها سنة سيئة على كل حال، ولهذا ينتظر العرب من 2017 أن تكون أفضل في أي شيء، وألا يتكرر فيها أي مما جرى في سابقتها.

يظن البعض أن العرب لا يملكون تغيير الواقع المزري الذي يقبعون فيه حالياً، والذي يمكننا أن نرجعه إلى سنوات طوال من التفريط بحقوقهم وحريتهم وثرواتهم وأراضيهم، لكن الواقع أنهم يملكون، لو أرادوا، أن ينتفضوا ضدّ هذا الواقع المفروض عليهم، إما لتغييره أو حلحلته، أو على الأقل إعلان رفضهم استمراره.

لست من هؤلاء المتفائلين بتغير قناعات ورهانات العرب قريباً، لكنني رغم ذلك لا أفقد الأمل، ربما الرهان على جيل قادم يتعلّم من أخطاء الجيل الحالي الذي فشل فشلاً ذريعاً في تحقيق ما كان يصبو إليه.

شخصياً، ترتبط نهاية العام عندي بذكريات سيئة، ففي ليلة رأس السنة رحل والدي عن دنيانا قبل 19 عاماً، بعد صراع مع مرض عضال قضى عليه خلال أشهر قليلة، وفي مثل هذه الأيام تم حجب موقع "العربي الجديد" في مصر قبل عام من الآن، بعد أيام قليلة من حجبه في السعودية والإمارات على التوالي، وهو الحجب الذي ما زال قائماً حتى الآن.

ربما كانت تلك الذكريات الشخصية بسيطة مقارنة بذكريات أكثر ألماً وأقوى تأثيراً، لكنها تظل نموذجاً لما عاشته الملايين على مدار السنين من وقائع حزينة أو مأساوية، وبعضها لم تنته آثاره على الملايين حتى اليوم.

كعرب، لا نملك رفاهية اليأس أو القنوط من واقعنا رغم كل الذكريات الأليمة التي تترك ندوباً في قلوبنا عاماً بعد عام، ورغم كل الكوارث والمشكلات التي نعيشها، فنحن لا نملك إلا التفاؤل بالمستقبل وتمني الخير وانتظار الأفضل.

وسواء كان الأفضل قادماً أم كان القادم أسوأ، فإن انتظار الأفضل يظل إحدى الغرائز التي يولد بها البشر، وربما كان أحد أبرز أسباب بقائهم على قيد الحياة.

ليت 2017 تكون سنة سعيدة.


دلالات