تفتيش المنازل المجاورة للكنائس المصرية يثير غضب سكانها

تفتيش المنازل المجاورة للكنائس المصرية يثير غضب سكانها

25 ديسمبر 2016
مداهمة المنازل القريبة من الكنائس (العربي الجديد)
+ الخط -
أثار تنفيذ الشرطة المصرية، حملات أمنية مكثفة، خلال الساعات الماضية، خاصة بعد منتصف الليل، على الشقق السكنية المجاورة لعدد من الكنائس الكبرى والأديرة في كافة المحافظات، حالة من الذعر والغضب بين المواطنين من قاطني تلك العقارات.

وبرّرت السلطات الأمنية، حملاتها، بحجة البحث عن متهمين، فضلاً عن القبض على جناة يستعدون لتفجير عدد من الكنائس بتصنيع عبوات ناسفة ومتفجرات في المنازل المحيطة، بعد وصول معلومات إلى أجهزة الأمن المصرية بذلك.

وفي سياق متصل، عاد زوّار الفجر بقوة إلى عدد من المناطق السكنية في القاهرة الكبرى، خاصة مناطق "الهرم وفيصل وبولاق الدكرور وحلوان وعين شمس والمطرية والألف مسكن"، فيما عللت أجهزة الأمن تلك المداهمات الليلية بالبحث عن "عدد من الجناة"، وقامت القوات بتفتيش المنازل من دون إظهار إذن من النيابة العامة أو إبراز تحقيق الشخصية، بينما أصاب منظر "زِيّ القوات الأسود" وعدم ظهور أي شيء من الجسم عدا العينين أثناء التفتيش، فضلاً عن التسليح بكافة أنواع الأسلحة، حالة من الذعر والخوف، خاصة بين الأطفال والسيدات وكبار السن.

فيما أكد أحد المواطنين، رفض ذكر اسمه، في منطقة "المطرية"، أن زيّ بعض القوات أثار الخوف، وبعد إجراء التفتيش قال واحد من القوات "آسفين على الإزعاج". وأضاف عندما سأل أحد الأهالي "أنتم مين؟"، كان الرد "وانت مالك تسمع الكلام وبس"، موضحا أن عمليات التفتيش تتم داخل غرف النوم وفحص أجهزة الكمبيوتر الخاصة والهواتف المحمولة.



بدوره، أكد محمود عطية، "عامل" في منطقة فيصل ولديه ثلاثة أولاد كلهم في عمل ليلي": "الحمد لله أنهم غير موجودين، لأن أحدهم ملتحٍ"، مشيراً إلى أن طَرَقات الباب كانت مفزعة للغاية، وبعدها دخل أشخاص بزي مدني وعسكري أقوياء البنية، قاموا بتفتيش دقيق بأرجاء المنزل، والتحفظ على أجهزة الكمبيوتر والمحمول الخاصة بأولادي، لتنتهي القصة بعد ذلك بدون أي شيء".

من جانبه، قال محمد عبد الكريم، "موظف" ومقيم في حلوان، إنّ لديه ولدين وثلاث بنات، وكان دخول القوات الساعة الواحدة ليلاً والجميع في حالة نوم عميق، موضحاً أن عمليات التفتيش الغريبة أثارت غضب إحدى بناته التي طلب منها أحد الضباط تحقيق الشخصية وقام بالكشف عنها لدى جهاز كان بحوزته، وبعدها ترك الجميع المنزل بدون كلام أو كلمة اعتذار".

وقالت ربة منزل من منطقة عين شمس (رفضت ذكر اسمها)، إنّ القوات قبضت على شقيقها "مبيّض محارة"، في الثالثة فجراً، رغم أنه لا ينتمي إلى أي جهة، إلا أن السبب الوحيد هو رفضه أسلوب القوات في دخول منزله.

وقال الناشط الحقوقي، المحامي فتحي عبد العزيز، إنّ "ما يحدث من قبل قوات الشرطة يأتي في إطار التخبط الذي تقوم به إزاء أي حدث"، مشيراً إلى أن "تفتيش المنازل وزوّار الفجر قبل أيام من الاحتفال بأعياد الميلاد، يؤكد عدم قدرتها على السيطرة الأمنية، وبالتالي تلجأ إلى هذا الأسلوب الإجرامي"، موضحاً أن وزارة الداخلية تتبع فكر حبيب العادلي، وزير داخلية مبارك، وتتعامل مع المواطنين بعداوة.

وقررت وزارة الداخلية المصرية، تغيير أماكن التمركزات الأمنية الموجودة في الشوارع، بعد استهدافها بعبوات ناسفة من قبل عدد من العناصر التي اعتادت على مهاجمتها مؤخراً، والاتجاه إلى تنقل تلك التمركزات من مكان إلى آخر، وعدم ثباتها بشكل يومي ودائم.

فيما أكد مسؤول أمني أن وزير الداخلية، اللواء مجدي عبد الغفار، اتخذ قرار الموافقة على عدم ثبات التمركز الأمني في مكان واحد، وأن يكون التغيير بصفة مستمرة، خاصة في ظل الاستعداد للاحتفال بأعياد الميلاد، موضحاً أن آخر استهداف للكمائن الأمنية كان كمين شارع الهرم بداية الشهر الجاري الذي أودى بحياة 6 من الضباط والجنود، لافتاً إلى أن الكمائن الثابتة كانت موضع استهداف، والتي أدت إلى وفاة أكثر من 120 ضابطا وجنديا داخل تلك الكمائن منذ النصف الأخير من عام 2015 حتى الشهر الجاري، نظرًا لثباتها بشكل يومي ودائم.