خايسته كل عائد إلى بلده بعد انتهاء البرد

خايسته كل عائد إلى بلده بعد انتهاء البرد

22 ديسمبر 2016
بذل كل ما كان يملكه لتعليم أولاده (العربي الجديد)
+ الخط -

بعد أن عاش فيها طوال ثلاثة عقود، بدأ اللاجئ الأفغاني خايسته كل (45 عاماً)، يشعر بالضيق في باكستان. وعلى خلاف غيره من اللاجئين، يعتزم أن يعود إلى بلاده في أول فرصة بعد انتهاء موسم البرد القارس في أفغانستان.

ينتظر خايسته إعلان المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين عودة عملية التسجيل التي أوقفتها بحلول موسم البرد لمدة شهرين، وذلك بعدما أكدت مصادر في وزارة اللاجئين الأفغانية أن المفوضية قررت، بالتنسيق مع الوزارة، أن تضاعف من قيمة المساعدة المالية للاجئين عند العودة، بعد انتهاء فترة توقف التسجيل. وبالتالي يتوقع أن تدفع المفوضية لكل لاجئ، بعد استئناف عملية التسجيل، 800 دولار أميركي عند العودة، بعد أن كانت تدفع 400 دولار.

ومع أن المفوضية لم توثق لغاية الساعة ما تحدثت عنه المصادر في الوزارة، إلا أن الأمر لاقى قبولاً واسعاً في أوساط الأفغان وفي وسائل التواصل الاجتماعي، كما زاد من فرح خايسته وشجّعه أكثر على الاستعداد لأجل العودة في أول فرصة بعد انتهاء موسم البرد.

يقول خايسته بنبرة يشوبها القلق إننا "عشنا ثلاثة عقود في باكستان في حالة من الطمأنينة والراحة رغم الفقر والافتقار إلى الكثير من احتياجات الحياة الأولية، كماء الشرب والرعاية الصحة، ولكن آن الأوان أن نعود إلى بلادنا بكرامة واحترام".

ما يؤسف الرجل هو حرمان أولاده من التعليم. يؤكد أن شغله الشاغل في حياته المتبقية والتي يريد أن يمضيها في بلده هو تعليم أبنائه وبناته جميعاً، إذ إنه لا يريد أن يكون مصير أولاده مثله "يتجوّلون بين سوق وآخر لأجل الحصول على لقمة العيش".

يؤكد خايسته أن كل ما كان يملكه بذله لأجل تعليم أولاده، ولكن اليد الخالية هي التي حالت دون أن يواصل أولاده التعليم. كما حاول أكثر من مرة أن يسجّل أولاده في المدارس الحكومية الباكستانية، ولكنه لم يتمكن من ذلك، كونه لاجئاً أفغانياً.

اللاجئ الذي امتهن الكثير من المهن، كالعمل في مصانع الطوب ونقل البضائع والعمل في الفنادق، يأمل أن تكون حالته المعيشية أحسن بعد العودة إلى بلده، فله فيها بيت وأرض ورثها عن أبيه. كما يطمح أن يفتح تجارة خاصة به ولو كانت بسيطة.

ومع الاستعداد والتأهب للرحيل، يظل خايسته قلقاً بشأن الوضع الأمني في أفغانستان، ويأمل لو تبرم المصالحة بين طالبان والحكومة الأفغانية على غرار ما حصل بين الأخيرة والحزب الإسلامي بزعامة قلب الدين حكمتيار أخيراً. كما يناشد جميع أطراف الصراع الأفغاني أن يعودوا إلى طاولة الحوار وأن يرحموا المواطنين الأفغان الذين عاشوا خلال عقود في الويلات.

المساهمون