76 ألف نازح من الموصل منذ بدء العمليات العسكرية

76 ألف نازح من الموصل منذ بدء العمليات العسكرية

27 نوفمبر 2016
النازحون يقاسون البرد والجوع (بولينت كيلك/Getty)
+ الخط -

ارتفعت أعداد النازحين الفارّين من معارك الموصل إلى أطراف المدينة، إلى نحو 76 ألف نازح منذ بدء العمليات العسكرية على المدينة قبل أكثر من شهر، بحسب إحصائية جديدة لوزارة الهجرة والمهجرين.

وقالت الوزارة، في بيان لها، اليوم الأحد، إنّ "أعداد النازحين من الموصل منذ بدء العمليات العسكرية على المدينة وصلت إلى 76 ألفاً و461 نازحاً".

ولم توضح الوزارة المناطق التي توجّه إليها النازحون، واكتفت بالرقم الذي شكل موجة النزوح المستمرة منذ بدء عمليات استعادة السيطرة على الموصل من قبل القوات العراقية المشتركة، بدعم من التحالف الدولي.

وتأتي هذه الإحصائية لوزارة الهجرة والمهجرين العراقية، بعد أربعة أيام من إحصائية أخرى نشرتها الوزارة بيّنت وصول أعداد النازحين، حتى الأربعاء الماضي، إلى 71 ألف نازح، ما يعني نزوح 5 آلاف شخص آخرين، خلال الأربعة أيام الماضية.

وتستمر موجات النزوح من أطراف مدينة الموصل والأحياء الشرقية منها، والتي مازالت القوات العراقية تحاول التقدم فيها خلال معارك ضارية مستمرة مع تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، في وقت توجَّه مئات النازحين الآخرين نحو الصحراء على الحدود العراقية السورية.


وفي ظل استمرار موجات النزوح من الموصل، يجد النازحون أنفسهم وسط موجة البرد الشديد التي ضربت البلاد، وعدم وجود مخيمات كافية لإيوائهم، فضلاً عن الجوع الذي بدأ يفتك بهم أمام عجز المنظمات المحلية والمتطوعين عن توفير ما يحتاجونه.

ووجّه ناشطون ومتطوعون في فرق الإغاثة الإنسانية، انتقادات لاذعة للحكومة العراقية، لعدم اهتمامها بنازحي الموصل وتركهم في العراء يقاسون البرد والجوع.

وقال الناشط المدني صالح العبيدي، إنّ "أوضاع نازحي الموصل تنذر بكارثة إنسانية حقيقية أمام تفرّج الحكومة العراقية والأمم المتحدة على ما يجري لهم، فهم بلا طعام ويقفون في طوابير لساعات طويلة للحصول على القليل من الطعام لسد رمق أطفالهم".

وأضاف العبيدي، لـ"العربي الجديد"، أنّ "البرد مشكلة أخرى تواجه النازحين، فلا توجد مخيمات كافية لإيوائهم ولا فرش أو أغطية ولا وقود للتدفئة ولا حتى ملابس خاصة، إنهم خرجوا من المدينة بملابسهم البسيطة مشياً على الأقدام لعشرات الكيلومترات".

وتابع العبيدي "موقف الحكومة العراقية معيب جداً تجاه نازحي الموصل، فلا توجد أي مساعدات أو استعدادات لاستقبالهم، ونجد أنفسنا كمتطوعين عاجزين أمام الأعداد الكبيرة منهم، لعدم توفر الدعم المالي اللازم".

وفوق معاناة الجوع الشديد الذي انعكس على وجوه النازحين، بدأ البرد هو الآخر يفتك بأجسادهم، في وقت لم توفر فيه الحكومة العراقية ما يلزم لتقيهم البرد القارس، في وقت وصلت فيه درجات الحرارة في المناطق الشمالية من البلاد إلى ما دون الصفر المئوي.

وكانت الأمم المتحدة أعلنت، نهاية عام 2015، عن توقف برنامجها لإغاثة النازحين العراقيين، لعدم توفر الدعم المالي من قبل الدول المانحة، حسب بيان سابق للمنظمة.

فيما أعلنت وزارة الهجرة والمهجرين العراقية، قبيل انطلاق معركة استعادة الموصل، عن استعدادها لاستقبال 100 ألف نازح فقط، في وقت مازال نحو مليون ونصف المليون مدني داخل الموصل لا يستطيعون الخروج منها.

وحسب منظمات إنسانية مدنية، فإن ما يعتمد عليه النازحون في معيشتهم يتوقف على المنظمات المدنية والناشطين والمتطوعين، وما يقدمه المتبرعون من مساعدات غذائية وإنسانية.

وكشف مدير منظمة "لمسة رحمة" الإنسانية، حسن عادل، أنّ "الموقف صعب جداً، ولا بد من تدخل دولي وعربي عاجل لتدارك النازحين وإغاثتهم، فما يحصل هو كارثة إنسانية حقيقية وموجات النزوح مستمرة أمام تفرج الحكومة العراقية".

وبيّن عادل لـ"العربي الجديد"، أنّ "البرد والجوع يفتكان بنازحي الموصل، وأغلبهم يفترشون العراء ويلتحفون السماء، وسط المناطق الصحراوية، إذ لا مخيمات ولا غذاء ولا أغطية تقيهم موجة البرد".

وكشف ناشطون من الموصل عن وفاة العديد من الأطفال وكبار السن في المناطق الصحراوية التي توجه إليها النازحون بسبب البرد والجوع والمرض، أمام ما وصفوه بالصمت الحكومي عن تلبية نداءاتهم واستغاثتهم الإنسانية.

 

المساهمون