تجاهُل "أونروا" حقوق العاملين واللاجئين الفلسطينيين مؤشر للانسحاب

تجاهُل "أونروا" حقوق العاملين واللاجئين الفلسطينيين مؤشر للانسحاب

14 نوفمبر 2016
وقفة في غزة ضد تقليصات أونروا (عبد الحكيم أبورياش)
+ الخط -

أكد اتحاد الموظفين العرب في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، أن استمرار إدارة المؤسسة الأممية في تجاهل حقوق اللاجئين والعاملين، يزيد اليقين حول وجود مؤامرة لإضعاف "الوكالة" وصولاً إلى إنهاء وجودها كشاهد أكبر على معاناة الفلسطينيين.

وندد رئيس اتحاد الموظفين العرب في "أونروا" بغزة، سهيل الهندي، خلال مؤتمر صحافي اليوم الإثنين، سبقته مسيرة حاشدة من الموظفين والعاملين في الوكالة، بسياسة التقليصات والقرارات الظالمة التي تمارسها "أونروا" بحقهم.

وقال الهندي إن "إدارة الوكالة تأبى إلا الاستمرار في غطرستها وحرمانها وتنكيلها بحقوق اللاجئين والعاملين، وتقطع كل أمل في إنهاء المشكلة، وتضرب عرض الحائط بكل المبادرات والنقاشات مع ممثلي العاملين، وهي رسالة بوجود مؤامرة واضحة لإضعاف المؤسسة الأممية وإنهاء وجودها".

وأضاف أنه على الرغم من مرور 3 أشهر على الأزمة، ما زال الصمت يمارس من قبل الوكالة، إذ لم تسمع كلمة واحدة من قبل نائبة المفوض العام، ساندرا ميتشل، ولا مدير عام "أونروا" في لبنان، حكم شهوان، في الوقت الذي تم تعيينهم لرعاية اللاجئين الفلسطينيين وتوفير الخدمات لهم.

وأشار الهندي إلى أنه "على الرغم من النداءات المتكررة للمسؤولين بالمجيء إلى الضفة الغربية أو قطاع غزة للبحث عن سبل حل الأزمة والتخفيف من حدة الاحتقان، لكن لا حياة لمن تنادي"، مضيفًا أن هذه الممارسات هي رسالة واضحة منهم للتأكيد على التنصل من حقوق اللاجئين ومطالبهم.

ووجه رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بضرورة "فتح تحقيق حول أسباب الأزمة، وتردي الأوضاع المعيشية للاجئين والعاملين في أونروا بالضفة الغربية وقطاع غزة، واستدراك الموقف قبل حدوث الانفجار".

وأكد بيان صادر عن اللجنة المشتركة للعاملين في الضفة الغربية وقطاع غزة، وصل "العربي الجديد"، على إغلاق المقرات الرئيسية لوكالة الغوث في الضفة وغزة (مكتب الرئاسة في الشيخ جراح في القدس، مكتب غزة الإقليمي، مكتب الرئاسة في غزة) يومي 21 و 23 من الشهر الجاري.

كما أكد البيان على إغلاق مكاتب المناطق التي تعمل بها أونروا في محافظات الضفة الغربية في يومي 20 و24 من الشهر الجاري، إضافة لإغلاق مكاتب رؤساء المناطق في قطاع غزة في ذات اليومين.

في حين شدد العاملون في أونروا على اعتبار يوم 22 من الشهر الجاري، يوم غضب في الضفة الغربية وقطاع غزة، حيث سيتم تعليق العمل في كل مؤسسات وكالة الغوث في شمال قطاع غزة ومنطقة الوسط في الضفة الغربية، وكذلك عقد مؤتمر صحافي للإعلان عن سلسلة فعاليات وتوضيح مجريات الأمور.

يقول الناطق الإعلامي باسم اتحاد العاملين العرب في "الأونروا"، حسونة زكوت، لـ"العربي الجديد"، إن "العاملين أعلنوا اليوم عن سلسلة خطوات تصعيدية، وسيتم الإعلان عن خطوات أخرى لاحقة، حتى تستجيب إدارة الوكالة لمطالبنا، حيث إن الخطوات هذه مستمرة حتى إحقاق حقوق الموظفين واللاجئين".

ويلفت زكوت إلى فشل الحوارات مع إدارة الوكالة، واصفا الحوار بأنه "حوار الطرشان"، ولا تكترث الإدارة للموظفين وتتعامل معهم بفوقية متذرعة بالعجز المالي، مؤكدا أنه لا حل حتى الآن مع إدارة الوكالة رغم تدخل مسؤولين ووزراء فلسطينيين من أجل إنهاء الأزمة، والذين بدروهم أكدوا على حقوق الموظفين واللاجئين، في مقابل أن إدارة الوكالة تضرب بأي اتفاق عرض الحائط، وتتنكر لحقوق اللاجئين والموظفين.

ووعقد اتحاد العاملين، ظهر اليوم الإثنين، مؤتمرا موسعا في مدينة نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة، للاحتجاج على سياسة التقليص.

وأوضح الاتحاد في بيان ألقاه مصباح أبو كشك، متحدثا باسم العاملين، أن "وكالة الغوث تقوم بتقليصات ممنهجة بينها تجميد توظيف الخريجين الجدد، وحرمانهم من الوظيفة، وهو ما أدى إلى زيادة العبء على عمال الوكالة، إضافة إلى زيادة أعداد العاطلين عن العمل، بسبب عدم توفير فرص عمل لهم".

وأشار إلى أن الوكالة عمدت إلى تجميد الرواتب منذ خمس سنين، ولم تطرأ خلالها زيادة على رواتب العاملين، بالإضافة إلى فرض قانون الإجازة القسرية الإستثنائية بدون راتب. ولفت إلى تقليصات أخرى تقوم بها الوكالة بشكل ممنهج في الخدمات والتشغيل، وهو ما أدى إلى وقف برامج كاملة كانت تقدمها.

وطالب العاملون في بيانهم السلطة الفلسطينية والقوى والفصائل الفلسطينية واللجان الشعبية في المخيمات، برفع الصوت عاليا والضغط على المفوض العام لوكالة الغوث لإنهاء الأزمة وتحميله المسؤولية الكاملة لما ستؤول إليه الأمور، مشيرين إلى "ضرورة استعداد اللاجئين والعاملين والطلاب لفعاليات هي الأكبر لرفع الصوت وتحدي الظلم والغطرسة".

دلالات