"آيريس" فكرة إيرانية لتعليم اللغات

"آيريس" فكرة إيرانية لتعليم اللغات

14 نوفمبر 2016
مؤسّسو " آيريس" (العربي الجديد)
+ الخط -
استفاد القائمون على مشروع "آيريس" في إيران من إقبال الشباب على تعلّم اللغات الأجنبية. وبات يمكنهم اليوم، من خلال البرنامج، تعلم لغات أجنبية بطريقة ممتعة، وزيادة تواصلهم مع العالم الخارجي

نجح أمين كمال همداني وأصدقاء مقرّبون منه في تحقيق ما كانوا يفكرون فيه قبل نحو ثلاث سنوات. هؤلاء بدأوا بتصميم برنامج عملي ومفيد لتعليم اللغات الأجنبية للإيرانيين، في ظلّ إقبال عدد كبير من الشباب على تعلم اللغات. والنتيجة كانت برنامج "آيريس"، الذي حقق خلال ثمانية أشهر من بدء بيعه، أرباحاً تقدر بـ 700 ألف دولار. شعار البرنامج شخصيّة كرتونيّة بنفسجيّة اللون، وقد حاول مصمّموه أن يكون برنامجهم سلساً، على أمل الوصول إلى العالمية.

يصف همداني "آيريس" بالفكرة المبتكرة والجديدة، والتي تستهدف الشباب في إيران أو المجتمعات الأخرى. ويشبه هذا البرنامج، الذي يمكن تحميله على أي كومبيوتر، برنامج "ميديا بلاير"، ما يعني أنه يمكن تشغيل أي فيلم أو فيديو من خلاله. يترجم "آيريس" كلمات أي فيلم إلى أي لغة يختارها المستخدم، شرط أن يكون الحوار مكتوباً. بالتالي، إذا ما نقر المستخدم على أي كلمة، سيجد ترجمتها وجذورها وكيفية استخدامها في أعلى الشاشة.

يقول همداني، وهو مؤسس المشروع، إن في "آيريس" عدداً غير محدد من اللغات، لافتاً إلى وجود سبع لغات محدثة وموسعة، من بينها الإنكليزية والفرنسية. يضيف أنّه يساعد كثيرين على تعلّم اللغات بطريقة أكثر متعة. وعادة ما ينصح معظم مدرّسي اللغات الأجنبية طلابهم بزيارة البلد الناطق بهذه اللغة. وفي حال تعذّر عليهم الأمر، فمن الجيّد مشاهدة الأفلام التي ينتجها أو الاستماع إلى أغنيات بلغته، وهذا ما حاول فعله.

هذا البرنامج المبتكر يتيح الترجمة وتقسيم الجمل، الأمر الذي يختلف من لغة إلى أخرى. كذلك، يقدّم ترجمة بلغتين جديدتين، غير تلك التي ينطق فيها الفيلم. ويشير إلى أنّ عدم توفّر الحوار مكتوباً في جمل بلغة النص الأصلي للفيلم أمر يحل بسهولة، إذ يمكن الحصول عليه من الإنترنت. ويقدّم "آيريس" معلومات حول كيفية الحصول عليها ودمجها مع الفيديو.

ورغم كون "آيريس" مخصّصاً للشباب، إلا أنه يمكن للأطفال الاستفادة منه. فهو يقدّم ترجمات مكتوبة مع التفاصيل المتعلقة بأصل كل كلمة، وصور كرتونية تساعد الأطفال على إدراك المعاني، مما يعني إمكانية تعلّم أي لغة في عمر مبكّر. وبالإضافة إلى ما سبق، هناك مستويات متطوّرة في البرنامج نفسه، منها ترجمة أفلام وثائقية.

من جهته، يقول المشرف على تطوير تصميم البرنامج وتسهيل طريقة التعامل معه، علي أصغر بابايي، إنه يعمل في مجال تصميم المواقع منذ 11 عاماً. وفي "آيريس"، يحاول التفكير في طرق مبتكرة تزيد من سهولة تعلم اللغة الأجنبية، ما يعني سلاسة أكبر في التعامل. ويضيف أن "آيريس يتمتع بمعايير دولية، وقد سجّل كاختراع معتمد". في الوقت الحالي، يعمل على تحديثه وتسويقه في العالم.

الفكرة التي عمل الشباب عليها على مدى سنوات تحوّلت إلى مشروع ناجح، وبات البرنامج معتمداً في عدد من معاهد تعليم اللغات الأجنبية في كل أنحاء إيران، لا سيما في المدن الكبرى. لم يتوقّع الشباب، الذين أسّسوا هذه الشركة الصغيرة، نجاحاً سريعاً، ويؤكّدون أنّ الشباب الإيراني مهتم بتعلّم اللغات.

ومن بين 80 مليون إيراني، عدد السكان في البلاد، هناك 24 مليون طالب يرتادون الجامعات في الوقت الراهن، يتعلّم معظمهم لغة أجنبيّة واحدة على الأقل بحسب عدد من المواقع الإيرانية، وهو ما أدركه همداني مبكراً، على حدّ قوله. ويرى صاحب المشروع أن الأفلام تبقى محبّبة وقريبة من قلوب كثيرين، وتعد وسيلة مساعدة لتعلم اللغات بسهولة. ويرى أنه يمكن لآيريس أن يوفّر فرصة تعلم أسرع. على سبيل المثال، ارتفع عدد اللاجئين السوريين في دول الاتحاد الأوروبي خلال السنوات القليلة الماضية، وبالتالي يحتاج هؤلاء إلى إتقان لغات تلك البلدان. لذلك، يحاول همداني التفاهم مع الجهات الأوروبية لاستخدام برنامجه في صفوف اللغات هناك، علها تساعد من يريد تعلم لغة جديدة على إنهاء مراحله التعليمية بشكل أسرع.

إلى ذلك، يتحدّث عن حاجته إلى مستثمر أجنبي. فرغم النجاح الذي حققه في إيران خلال فترة وجيزة لم يكن يتوقعها، إلا أنه يتحدّث وفريقه عن مشاكل تعترضهم، منها عدم وجود قانون يحفظ حقوق الملكية في البلاد، ما يشكّل تحدياً بالنسبة إليهم.

من جهة أخرى، ساهم الحظر الاقتصادي الذي فرض على البلاد في سنوات سابقة، بسبب البرنامج النووي، في عزل الإيرانيين عن العالم الخارجي. شارك "آيريس" في معرض "جيتكس" الذي أقيم في دبي قبل مدة، وكان هذا أول ظهور للمشروع خارج الحدود الإيرانية. يقول القائمون عليه إنه لاقى ترحيباً، لكن تحويله إلى مشروع عالمي ما زال يتطلّب وقتاً.

المساهمون