عدنان عمرو... طفل مقدسي يتعرض للخطف والتنكيل من الاحتلال

عدنان عمرو... طفل مقدسي يتعرض للخطف والتنكيل من الاحتلال

01 نوفمبر 2016
الطفل عادل المصاب بعد الاعتداء عليه (العربي الجديد)
+ الخط -


حالة الهلع والخوف التي تتمكن من عادل عمرو (10 سنوات)، نجل المحاضر في جامعة بيرزيت، جمال عمرو، ومن سكان حي واد الجوز، شمال القدس المحتلة، تمنعه من العودة إلى مدرسته في حي الثوري، جنوب المسجد الأقصى، بعد أن خطفه مستوطن إسرائيلي متطرف يقطن بجوار مدرسة الأيتام الإسلامية في الحي، حيث يدرس هناك في الصف الخامس الأساسي.

اختطاف عادل على مدى ساعات، ثم احتجازه من قبل شرطة الاحتلال في مركز داخل مستوطنة "هار حوما" المقامة على أراضي جبل أبو غنيم، جنوب القدس، قبل يومين، كان كابوسا بكل ما تحمله الكلمة من معنى، بحسب والده الذي عانى من ارتفاع في ضغط دمه، وتسارعا في نبضات قلبه نقل على أثرها إلى المستشفى تأثرا بما حدث مع طفله.

وروى الوالد جمال عمرو، لـ"العربي الجديد"، ما حدث مع عادل، واصفاً اختطافه والتنكيل به من قبل المستوطن المتطرف، وإقدام جنود الاحتلال على ضربه وتعذيبه بـ"الاعتداء الوحشي والهمجي"، متسائلا: "كيف لدولة عظمى عسكريا أن تلاحق طفلا لم يتجاوز العاشرة وتعرضه لكل هذا التعذيب والتنكيل، ما خلّف لديه رعبا وندوبا نفسية؟".

ويتابع: "كان عادل في طريق عودته من المدرسة في حي الثوري، جنوب البلدة القديمة من القدس، اعترضه مستوطن متطرف معروف ببلطجته وعدوانه على سكان الحي، واختطفه بعد رشه بغاز الفلفل قبل أن ينقله إلى داخل منزله ويواصل ضربه هناك".

ويضيف الوالد: "المستوطن لم يكتف بضرب عادل، بل اتصل بشرطة الاحتلال التي حضرت على الفور، لينضم أفرادها إلى ضربه، ثم ينقل من هناك إلى مركز شرطة في مستوطنة هار حوما المقامة على أراضي القدس والقريبة من المكان، ويحتجز هناك لأكثر من سبع ساعات دون أن يسمح لنا بالوصول إليه أو حضور جلسة التحقيق معه، في حين نُسبت إليه اتهامات برجم المستوطن بالحجارة".

ويؤكد والد عادل أن ما حدث مع ابنه كان مخالفا لكل القوانين، إذ هدد أفراد الشرطة ومعهم المستوطن والدة عادل وشقيقه بإطلاق النار عليهما إن اقتربا من غرفة التحقيق، في وقت كان خمسة من المحققين وسط صراخهم وشتائمهم يتناوبون على التحقيق معه ومحاولة انتزاع اعتراف منه.





ولفت إلى أن "ما حدث في ذلك اليوم كان موثقا بكاميرات الفيديو، التي بينت أن اتهامات المستوطن لا صحة لها، وبعد ساعات الاحتجاز الطويلة أطلق سراح عادل، وكان في حالة صدمة ورعب شديدين، ولم يكن يريد التحدث وإنما احتضان والديه".

في اليوم التالي، استدعي الطفل عادل للتحقيق مرة أخرى، ما فاقم حالته النفسية عندما علم أن أحد ضباط مخابرات الاحتلال طالب والده بتسليمه لهم.

يقول الوالد: "اتصلت بالحركة العالمية للدفاع عن الأطفال، وأبلغوني بعدم الذهاب إلا برفقة محام من قبلهم، وهناك قام المحامي بتوبيخ المحققين، مذكرا إياهم بمخالفتهم الفظيعة للقانون في التحقيق مع طفل دون وجود أحد من ذويه، وهم بلباسهم العسكري وبأسلحتهم، وهي ممارسات يمنعها القانون لدى التحقيق مع قاصر".

يضيف: "خلال التحقيق وبحضور زوجتي (والدة عادل)، كرروا على عادل الأسئلة ذاتها، ونفى التهم المنسوبة إليه، كما استجوبوه عن هوية أطفال ظهروا بالفيلم في طريق عودتهم من المدرسة، وفي كل مرة كان يجيب بعدم معرفته بهم".

لم ينتزعوا من عادل أي اعتراف، لكنه لا يزال يعيش الرعب والصدمة بعد تجربة هي الأولى من نوعها بالنسبة له. وعانى في السابق بعد إصابة شقيقه برهان الذي يكبره بعامين برصاص الاحتلال، كما عايش 24 اقتحاما لمنزل عائلته وما تعرض له والده الدكتور جمال عمرو، ووالدته زينة عمرو المرابطة في المسجد الأقصى، وأشقاؤه وشقيقاته جميعا من اعتقال واعتداء وتحطيم لمحتويات المنزل.

يصر الدكتور عمرو على موقفه بمقاضاة المستوطن مختطف طفله، وملاحقة عناصر شرطة الاحتلال التي شاركت في التنكيل بعادل، بدلا من توفير الحماية له.

هذا الموقف أبلغه الدكتور جمال لمندوبي منظمتين دوليتين حضرتا قبل ظهر اليوم، الثلاثاء، ووثقتا ما حدث مع هذا الطفل بكامل التفاصيل، وهو يأمل بأن تتم في النهاية معاقبة المعتدين جميعا، بالرغم من عدم ثقته بالقضاء الإسرائيلي.