غضب عارم يطاول المدارس العمومية في المغرب

غضب عارم يطاول المدارس العمومية في المغرب

04 أكتوبر 2016
اكتظاظ ونقص مهول في الكوادر (عبد الحق سنة/ Getty)
+ الخط -
يبدو أن الموسم الدراسي الجديد في المغرب يعد أحد أسوأ المواسم الدراسية التي شهدتها البلاد، بإجماع العديد من المنظمات والجمعيات ذات العلاقة بالشأن المدرسي والتربوي في المملكة، فضلا عن ما أثاره الدخول الدراسي الحالي من احتجاجات على مستوى آباء وأمهات التلاميذ، بسبب ظاهرة الاكتظاظ ونقص عدد الكوادر التعليمية.

واتفقت عدد من الجمعيات التي تمثل المجتمع المدني والتلاميذ وأولياء أمورهم على السواء، على أن الدخول المدرسي الذي انطلق قبل أيام خلت في المغرب يعد "كارثة بكل المقاييس"، وتجلى ذلك في الكم الكبير من الاحتجاجات التي تقوم بها أسر التلاميذ بشكل شبه يومي، أمام أبواب المؤسسات التعليمية في مختلف مدن البلاد.

حركة "تنوير"، ذات الاتجاه الحداثي في المغرب، انتقدت بشدة ما وصفته بالوضعية الكارثية للمدرسة العمومية في البلاد، من خلال جولات قام بها نشطاء هذه المنظمة الحقوقية عبر عدد من المدارس في مدن وقرى المملكة، خلصوا بعدها إلى وجود "تراجعات تمس بنية وجودة التعليم، والعنصر البشري، ومناهج التربية والتكوين".


ومن المشاهد المؤلمة التي سردتها هذه الحركة الحقوقية، في بيان وصلت "العربي الجديد" نسخة منه، أن عددا من الأقسام في مدينة الدار البيضاء مثلا تضم أزيد من خمسين تلميذا، كما أنه في إحدى القرى بضواحي مدينة خنيفرة، وجد حقوقيون تلاميذ يدرسون في إصطبل مخصص للدواب تم اتخاذه مدرسة.

وأشارت "تنوير" إلى عدد من المشاكل التي تحدّ من إشعاع المدرسة العمومية في المغرب، منها تخلف المناهج، وعدم ملاءمة مواد التعليم مع سوق الشغل، وتوزيع جغرافي سيئ لا يناسب التوزيع السكاني، وانعدام المرافق الاجتماعية، مثل المطاعم والمراحيض والخزانات؛ الشيء الذي يتسبب في الهدر المدرسي، خصوصا في صفوف الفتيات".

ومن جهتها، توقفت الفيدرالية الوطنية المغربية لجمعيات آباء وأمهات وأولياء التلاميذ، ضمن بيان وصلت "العربي الجديد" نسخة منه، عند ما وصفته "بالدخول المدرسي الكارثي خلال هذه السنة"، مشيرة إلى "اختلالات المنظومة التربوية، واستفحال الخصاص في الموارد البشرية بجميع فئاتها، وتنامي ظاهرة الاكتظاظ بشكل غير مسبوق".

وتعتزم الفيدرالية الوطنية المغربية لجمعيات آباء وأمهات وأولياء الدخول في برنامج احتجاجي، مباشرة بعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول، موعد الانتخابات البرلمانية في المغرب، حيث سيشمل هذا البرنامج الاحتجاجي تنظيم وقفات سلمية محلية، وتتوج بمسيرة وطنية في الرباط".

وبدوره، انتقد المجلس الوطني للبرنامج الحكومي لتدريب 10 آلاف "كادر تربوي" ما نعته بالتراجع المخيف للمدرسة العمومية في المغرب، والذي ظهر جليا في الاختلالات خلال الموسم الدراسي الجديد، من قبيل تكديس الأقسام، ونقص الكوادر التعليمية، محذرا من عواقب هذا الوضع التعليمي، والتي تتمثل في التسرب المدرسي، وما يليه من ظواهر اجتماعية منحرفة، كالتطرف والسرقة والدعارة.