مبادرات شبابية لخدمة المجتمع الفلسطيني وبقائه في القدس

مبادرات شبابية لخدمة المجتمع الفلسطيني وبقائه في القدس

30 أكتوبر 2016
التأكيد على أهمية استقلالية تمويل المبادرات (العربي الجديد)
+ الخط -
يحاول أعضاء مبادرة "شباب البلد" لملمة جهودهم للاستمرار في خدمة مجتمعهم الفلسطيني في مدينة القدس المحتلة، بعد عام من الصدمة إثر استشهاد بهاء عليان، أحد الأعضاء الفعالين للمبادرة، في ظل صعوبات وتحديات تواجههم، من التضييق الإسرائيلي وقلة التمويل.

في عام 2012 أطلق عشرة شبان مقدسيين مبادرة "شباب البلد"، من قلب قرية جبل المكبر، جنوب القدس، لتجميع جهود الشباب المقدسي في وجه محاولات الاحتلال طمس إبداعاتهم، ونفذوا مبادرات مجتمعية وثقافية عدة، كان أشهرها أطول سلسلة قراءة في باب العامود بمدينة القدس عام 2014، والتي كان أبرز القائمين عليها الشهيد، بهاء عليان، الذي استشهد العام الماضي خلال تنفيذه عملية طعن وإطلاق نار قتل فيها عدد من الإسرائيليين في مدينة القدس.


لم يكتف النشطاء بسلسلتهم تلك، بل أسسوا مكتبة مقدسية خالصة في جبل المكبر، وجمعوا كتبا تبرع بها الأهالي وصلت لأكثر من 6 آلاف كتاب، وتمكنوا من تأسيس المكتبة والصمود فيها لغاية الآن، بدون اللجوء إلى أي تمويل مشروط. واتخذوا من المكتبة مقرا لمبادراتهم، التي يتطوع فيها الكثير من المقدسيين من بينهم شبان وتلامذة مدارس.


ويواجه "شباب البلد" معيقات عدة، منها مضايقات الاحتلال وتخويف المتطوعين أو الداعمين تمويليا، كما توضح الناشطة المقدسية، آية جوهر، لـ"العربي الجديد"، على هامش ندوة أقيمت بمدينة البيرة، وسط الضفة الغربية، في حديثها عن دور المبادرات الشبابية في القدس للحفاظ على الهوية المقدسية.


من أبرز المعيقات التي تواجه المدينة المقدسة إجمالا، بحسب الصحافية المقدسية، هنادي القواسمي، والتي تحدثت خلال الندوة، هو غياب المعرفة والمعلومات الكافية عن مدينة القدس، علاوة على أن الإعلام لا يتناول الوضع المقدسي بتنوع، بل تغلب عليه النمطية في طرح القضايا المقدسية، ويفتقر للمعلومات التفصيلية.



ولفتت القواسمي "العربي الجديد" إلى التعتيم الإعلامي، الذي يفرضه الاحتلال على ما يجري في المسجد الأقصى، واستهداف الإعلاميين العام الماضي لطمس ما يحدث في الأقصى.


وأكدت التعاون مع النشطاء والقائمين على تلك المبادرات، معربة عن خشيتها من احتضان مؤسسات أجنبية داعمة وممولة تلك المبادرات، ما يفقد المبادرات استقلاليتها، وشعبيتها وتفرّغ من محتواها وجوهرها، في حين أنها بدون التمويل الأجنبي تبقى عفوية وشعبية ومستقلة.


القواسمي شددت في كلمتها على أهمية تلك المبادرات واستقلاليتها عن مؤسسات الاحتلال، لكنها نبهت إلى ضرورة الابتعاد عن التكرار والنمطية، وأن تشمل قطاعات متعددة من المجتمع المقدسي وليس قطاعي الثقافة أو التعليم فقط.


من جانبه، قال منسق دائرة الشباب والمتطوعين التابعة لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في القدس، إبراهيم أبو دلو، لـ"العربي الجديد"، إن "أهم ما يواجه المبادرات المقدسية هو التضييق من قبل الاحتلال بالاعتقالات والترهيب ومنع إقامة الأنشطة، إضافة إلى قلة التمويل وقلة التنسيق والبرامج الفاعلة، في ظل استياء من الدور غير الكافي للسلطة الفلسطينية". ولفت إلى التضييق على جمعية الهلال الفلسطينية في القدس.


هذه المبادرات لا بد منها في تعزيز دور المواطن المقدسي في المدينة المقدسة، وصموده في ظل الصراع الديموغرافي، ومحاولة الاحتلال بوسائل شتى سحب الإقامة من المقدسيين بهدف تقليل أعدادهم وزيادة عدد المستوطنين في المدينة المقدسة، إذ زاد عددهم عن 550 ألف مستوطن، مقابل نحو 300 ألف مقدسي يعيشون في مدينة القدس وضواحيها، منهم 35 ألف مقدسي يعيشون في بلدة القدس القديمة، بحسب الصحافية القواسمي.


ولفتت القواسمي إلى أن أكثر من 14500 فلسطيني في مدينة القدس المحتلة فقدوا حق إقامتهم في المدينة المقدسة منذ عام 1967، في ظل ما تعانيه القدس أصلا من محاولات إسرائيلية لتهويدها وأسرلة تعليمها والسيطرة على مؤسساتها، فجاءت تلك المبادرات لتؤكد على أهمية واستقلالية المقدسيين عن المؤسسات الإسرائيلية وعدم التبعية لمؤسسات الاحتلال.


المساهمون