"طلائع الأمل" الفلسطينية تتصدّر 30 ألف مدرسة عربية

"طلائع الأمل" الفلسطينية تتصدّر 30 ألف مدرسة عربية

نابلس

سامي الشامي

avata
سامي الشامي
24 أكتوبر 2016
+ الخط -

حازت مدرسة "طلائع الأمل" الفلسطينية، اليوم الإثنين، لقب أفضل مدرسة على مستوى الوطن العربي، في منافسة بين قرابة 30 ألف مدرسة عربية، ضمن مسابقة تحدي القراءة العربي في دبي.

ساحة مدرسة طلائع الأمل، الواقعة في حي رفيديا غربي مدينة نابلس، إلى الشمال من الضفة الغربية المحتلة، اكتظت، منذ صباح اليوم، بطالبات المدرسة، بزيّهن الموحد، بالإضافة إلى المعلمات وأهالي الطلاب، الذين حضروا لمتابعة الإعلان عن نتائج المسابقة.

تابع الحضور، البث المباشر عبر شاشة عرض كبيرة في ساحة المدرسة، كما شاهدوا عروضاً تعريفية بالمسابقة والمتسابقين، إذ كانت الطالبة مريم ثلجي من شمال مدينة الخليل جنوب الضفة، قد تأهلت إلى المرحلة النهائية، ضمن مسابقة بطل أول تحد للقراءة العربية، بينما حاز المركز الأول الطفل الجزائري محمد فراج.

وبعد الإعلان عن صاحب المركز الأول في تحدي القراءة العربية، ووسط حالة من الانتباه لدى طلاب ومعلمات المدرسة، أعلنت منشطة الحفل، فوز مدرسة طلائع الأمل، بأفضل مدرسة على مستوى العالم العربي، واستحقاقها جائزة بقيمة مليون دولار، تقديرا لتميزها ومبادرتها في تطوير القراءة العربية.



عمّت البهجة واختلطت دموع فرح المعلمات بصراخ وهتاف طلاب المدرسة، ورددت الطالبات أغنية المدرسة بصوت جماعي، وهتفن لفلسطين وللمدرسة، وللمعلمات اللواتي بذلن جهداً كبيراً وأعددن بشكل متقن على طوال سنوات لتحقيق هذا الحلم والوصول إلى هذه المرتبة.

عمت الفرحة طلاب المدرسة (العربي الجديد)


وفي اتصال هاتفي من مقر الحفل في دبي، هنأ وزير التربية والتعليم العالي، صبري صيدم، الشعب الفلسطيني، وأسرة المدرسة، والطالبات، لما قدمنه من أجل القراءة العربية، ومن أجل رفع اسم فلسطين عالياً، في حين تحدثت عبر الهاتف أيضا مديرة المدرسة، وفاء شموط، مهنئة طالباتها ومعلماتها بالنجاح الكبير، وعبّرت عن سعادتها التي لا توصف، ومن المقرر أن يعود الوفد الفلسطيني من دبي، يوم الثلاثاء.

المرتبة الأولى لم تأت من فراغ (العربي الجديد)


من جهتها، عبرت منسقة مشروع تحدي القراءة العالمية، والأنشطة في مدارس طلائع الأمل، هديل حُميض، لـ"العربي الجديد" عن فرحة الكادر التعليمي في المدرسة، للإنجاز والتفوق الذي حازته المدرسة، وقالت: "صحيح أننا حشدنا كل طاقاتنا وإمكانياتنا وبذلنا جهدا ليس بيسير، وعملنا فوق طاقتنا لساعات إضافية من أجل الوصول إلى المرتبة الأولى على مستوى الوطن، إلا أن الفضل يعود لله تعالى في هذا التوفيق".

وأشارت حُميض إلى أن المدرسة بأسرتها وكادرها التعليمي، لم تكن تتوقع أن تكون الأولى في المسابقة، وتحوز اللقب، إلا أن التطلعات للمراتب العليا كانت حاضرة، وكان الأمل بأن يصل اسم مدرسة طلائع الأمل وفلسطين إلى أعلى المستويات أيضا موجودا، ولفتت إلى أن المنافسة كانت كبيرة مع المدارس الأخرى في الوطن العربي.

انخراط الطلاب في مشروع تحدي القراءة (العربي الجديد) 


تفوقت طلائع الأمل على 980 مدرسة فلسطينية تقدمت للمشاركة في المسابقة، حيث تأهلت بعد ذلك لتنافس 30 ألف مدرسة عربية، كل واحدة تقدم ما عندها من أساليب وابتكارات دراسية تنفذها مع طلابها، وتخضع المدارس لمعايير وقوانين المسابقة، وعلى إثرها تتأهل للمراحل النهائية أو تستثنى.

وأوضحت حُميض أن المدرسة كانت مع مجموعة عربية من خمسة دول، وهي مصر ولبنان والبحرين والجزائر وفلسطين، وكان انتظار النتيجة في جوّ من الخوف والترقب، لأن اللقب سيكون لمدرسة واحدة، ولا يوجد مركز ثان أو ثالث.

وأضافت "كان من بين المعايير التي لفتت انتباه القائمين على المسابقة، ما فعلته المدرسة في مشروع تحدي القراءة، وكنا في طلائع الأمل قد خصصنا حصة دراسة من 20 دقيقة لكافة الصفوف، يقرأ خلالها الطلاب كتباً من المكتبة ويلخصون ويكتبون ما فهموه من الكتب تحت إشراف المعلمات، إضافة إلى وضع مكتبة في كل صف، وتطويرها بشكل مستمر بالكتب الجديدة، لتوفير بيئة مناسبة تحث وتشجع الطالب على القراءة".

العديد من النشاطات، كالحوارات والندوات والنقاشات حول طبيعة الكتب، وما بين صفوف المدرسة، قادت المدرسة الفلسطينية إلى نجاح كبير رفع اسم فلسطين عاليا، وأعطاها دفعة معنوية ضخمة للسير في طريق القراءة والثقافة والتقدم إلى العالمية.

ولم تخف الطالبة دينا البزرة، في الصف الرابع الأساسي، في مدرسة طلائع الأمل، فرحتها الكبيرة بأن تكون مدرستها الأفضل على مستوى الوطن العربي، وقالت لـ"العربي الجديد": "شعوري كتير حلو، ما بقدر أعبر عنو، وأنا بحب مدرستي زي ما بتحكي الأغنية لفوق النجوم"، وكانت طالبات المدرسة قد غنين بصوت واحد أغنية خاصة بالمدرسة "مدرستي" بعد الإعلان عن فوزها باللقب.

34 عاماً مضت على تأسيس المدرسة، وقد كانت قبل التأسيس فكرة طرحت بين عدد من المعلمين، وكان التنفيذ بأن تصبح طلائع الأمل روضة للأطفال، ثم تطورت إلى أن أصبحت مدرسة ثانوية، تميزت على المستوى المحلي وأضحت من أفضل المدارس الفلسطينية، واليوم تتفوق على مستوى الوطن العربي أجمع، وتحصد المرتبة الأولى على المستوى العربي.