مغاربة يؤازرون طفلة مريضة بسرطان نادر

مغاربة يؤازرون طفلة مريضة بسرطان نادر

20 أكتوبر 2016
تعاني الطفلة من سرطان نادر (العربي الجديد)
+ الخط -
أعلنت وزارة الصحة المغربية عن تكفّلها بحالة الطفلة رانيا، البالغة من العمر 11 عاماً، التي تعاني من سرطان نادر قلب حياتها رأساً على عقب، نظراً لما يتطلب علاجه من تكاليف باهضة وسفر إلى مستشفيات خارج البلاد، عجزت عنه عائلتها الفقيرة، قبل تدخل الوزارة، إذ يجري تحضير سفرها إلى فرنسا لتلقي العلاجات اللازمة.

قرار وزير الصحة المغربي، الحسين الوردي، لم يكن ليتخذ لولا حملة افتراضية وأخرى ميدانية قام بها شباب مدينة آسفي من أجل مساعدة ابنة مدينتهم التي تعاني منذ سنوات من سرطان من النوع النادر يصيب الخلايا المتوسطة التي تغطي الغلاف المحيط بالرئة، ويصيب خاصة من لهم علاقة مباشرة بالآبار والمناجم.

وصدمت أسرة هذه الطفلة بعد أن علمت بطبيعة هذا المرض، كونه لا يصيب سوى الأشخاص الذين تفوق أعمارهم الخمسين عاماً، ما أذهل عدداً من الأطباء الذين تابعوا ملفها الصحي، وهي الحالة الأولى في المغرب، والحالة الخامسة على الصعيد العالمي، وفق ما ذكره أطباء رانيا.

ولأن علاج رانيا، إن وُجد يصعب توفيره في المستشفيات والمراكز الطبية داخل البلاد، فإن الأطباء أوصوا بضرورة نقلها إلى الخارج لتلقي العلاج على يد أخصائيين في هذا المرض النادر، وهو الطلب الذي عجزت أمامه عائلة رانيا، لقلة ذات اليد، ونظراً للمصاريف الطائلة التي يتطلبها هذا العلاج.

شباب مدينة آسفي المهمشة، وأمام هذا الوضع الحرج للطفلة رانيا، شمروا على ساعد الجد، وشكلوا سريعاً حملة انطلقت من مواقع التواصل الاجتماعي، لتتحول إلى حملة ميدانية على أرض الواقع، تعمل على جمع أكبر قدر من المال من أجل مساعدة رانيا على الابتسامة وطرد شبح المرض اللعين.



وهيأت الحملة الشبابية العديد من النداءات والدعوات التي بثوها في كل مكان وفي مختلف الفضاءات والساحات، كما أقنعوا مسيري فريق مدينتهم الذي لعب، أمس الأربعاء، مقابلة نصف نهاية كأس العرش، من أجل تخصيص نصف مداخيل المقابلة لفائدة رانيا، وهو ما تحقق بالفعل، قبل أن تدخل وزارة الصحة على الخط  لتتكفل بعلاج هذه الطفلة المريضة.

حملات التكافل الاجتماعي بالمغرب لا تتوقف عند حدود مبادرات شبابية تنطلق في أغلبها من العالم الافتراضي لتتحول بعد ذلك إلى قوة واقعية على أرض الميدان، بل تتمثل أيضاً، في جمعيات أنشأها شباب دافعهم هو التطوع وإشاعة ثقافة التآزر، ومن ذلك جمعية "بسمة" التي تنظم حملات لتدفئة بيوت الفقراء في الشتاء القارس.

الفنانون المغاربة لهم دور أيضاً، في التكافل الاجتماعي لفائدة الطبقات الفقيرة والمحرومة، قبل بضعة أسابيع قليلة قام ممثلون فكاهيون مغاربة بمبادرة لاقت استحساناً كبيراً وسط المغاربة، وتتمثل في شراء الأضاحي لصالح الأسر الفقيرة التي عجزت عن الاحتفال بعيد الأضحى المبارك.

ومن جهتها بادرت الفنانة، منال الصديقي، التي أصيبت بسرطان الثدي قبل أن تعلن شفاءها الكامل منه، قبل شهور قليلة بعد خضوعها للعلاج الكيماوي، إلى مبادرات شخصية لإدخال السرور على الأطفال المرضى، آخرها تقمصها شخصية بهلوان من أجل إضحاك أطفال التوحد داخل مدرستها الابتدائية.

 

 

المساهمون