مصر تعترف بتلوث "النيل" بعد نفوق الأسماك

مصر تعترف بتلوث "النيل" بعد نفوق الأسماك

19 يناير 2016
نفوق الأسماك في مصر (تويتر)
+ الخط -

فتحت أزمة نفوق كميات كبيرة من الأسماك بمحافظة كفر الشيخ المصرية، قبل يومين، الباب مجددا للحديث عن تلوث مياه نهر النيل، الذي كلما تعددت مصادر وحوادث تلوثه؛ زادت تطمينات الحكومة للمواطنين، بأن المياه نظيفة وآمنة، دون التعرض للحديث عن سياسات جادة لتلافي تلك الأزمات.

وكانت مجموعات كبيرة من الأسماك "نوع سيلفر" قد طفت نافقة على سطح نهر النيل، وانتشرت حولها بقع زيتية، وتلوث حاد في مياه النهر، لم تعترف به الحكومة إلا مؤخرا، من خلال بيان رسمي صدر عن مجلس الوزراء أمس.

وتبين من التحقيقات الأولية، التي أُجريت، أن الحادث جاء نتيجة عدة أسباب من بينها الأقفاص السمكية الموجودة بالمخالفة للقانون، والتي يقوم أصحابها باستخدام مواد ملوثة لتغذية الأسماك، ما يؤدي إلى زيادة معدلات تلوث مياه النهر وإحداث تأثير سلبي على نوعية المياه ومأخذ محطات مياه الشرب، إلى جانب حلول موسم السدة الشتوية، وهو ما أدى إلى نفوق الأسماك وتلوث وتأثر جودة المياه في المنطقة المحصورة بين محافظتي كفر الشيخ والبحيرة، بحسب مجلس الوزراء المصري.

وكان رئيس الوزراء المصري، شريف إسماعيل، قد وجه كلا من وزراء الري، والصحة، والبيئة، والإسكان، ومحافظ كفر الشيخ، باتخاذ ما يلزم من إجراءات احترازية لمنع تكرار ظاهرة نفوق الأسماك في نهر النيل. كما شدد على ضرورة متابعة تطورات الحادث في بعض مدن ومراكز محافظة كفر الشيخ، والوقوف على ما تم تنفيذه من الإجراءات الخاصة بمواجهة هذه المشكلة، وتجاوز آثارها السلبية، وخاصة على الصحة العامة والبيئة.

وفسرت وزارة البيئة المصرية الحادث بـ"نمط تغذية هذا النوع من الأسماك (السيلفر) والذي يتغذى على الطحالب، ولزيادة المحتوى العضوي لنمو الطحالب يقوم أصحاب الأقفاص باستخدام مخلفات مزارع الدواجن، وينتج من ذلك حمل عضوي كبير يؤدي إلى استنزاف الأكسجين الذائب في المياه مما يسهم بدوره في نفوق الأسماك، علاوة على ممارسات أصحاب الأقفاص والتي من شأنها غمر الأقفاص إلى أعماق المجاري المائية لإخفائها عن أعين الأجهزة الرقابية التي تقوم بإزالة الأقفاص.

وكانت وزارة البيئة المصرية قد شنت حملات مكثفة مشتركة بين محافظتي البحيرة وكفر الشيخ لمنع ترحيل الأقفاص من محافظة إلى أخرى، حيث إنهما متقابلتان على ضفتي النيل، وقد تمت إزالة ما يقارب 212 قفصا، سعة القفص الواحد 10 أطنان على جانب كفر الشيخ والجانب المقابل بالبحيرة.


وشمل تفسير وزارة البيئة للظاهرة "حلول موسم السدة الشتوية مما يعني نقص كمية المياه المتدفقة بمنطقة إلى المسافة المحصورة بين محافظتي كفر الشيخ والبحيرة، ما يعني زيادة تركيز الأمونيا ونقص الأكسجين الذائب في الماء".
وقال رئيس هيئة الثروة السمكية، محمد عبدالباقي، في تصريحات صحافية، إن تلوث المياه في محافظتي كفر الشيخ والبحيرة، علاوة على انخفاض مستوى المياه بسبب السدة الشتوية، وعدد من المصانع التي تُلقي بمخلفاتها الصناعية في نهر النيل، كلها يسهم في نفوق الأسماك.


وحوادث تلوث مياه النيل كثيرة ومتعددة، بدءا من تسريب مياه الصرف الصحي في المنطقة بين السد العالي وخزان أسوان، مرورا بإلقاء حيوانات نافقة ومخلفات المصانع الصلبة في النهر، وصولا إلى غرق المراكب المحملة بالمواد السامة، ونفوق الأسماك.

وسبق حادثة نفوق كميات كبيرة من الأسماك وتلوث مياه نهر النيل، حادثة أخرى في إبريل/نيسان الماضي، عندما غرق صندل محمل بـ500 طن من الفوسفات في النيل، واستمرار أعمال رفع الصندل لأكثر من أسبوعين.

كما شهد النيل في صعيد مصر أيضًا، غرق ناقلة نهرية في منطقة أسوان جنوب مصر في سبتمبر/أيلول 2010، ما أدى إلى تسرب أكثر من مائة طن من زيت الديزل، وتهديد سلامة مياه الشرب في المنطقة.

وفي أكتوبر/تشرين الأول 2012، اكتشف المواطنون والصيادون في مدينة إدفو بمحافظة أسوان، ظهور بقعة زيت بطول 6 كيلو، بسبب مخلفات المصانع في المنطقة، ومع بداية عام 2013 شهد نهر النيل، حادث تسرب بقعة زيتية بطول 2 كيلو متر، من أمام مأخذ مرفق مياه قرية الحلفاية التابعة لمركز نجع حمادي شمال محافظة قنا.

وفي 18 إبريل/نيسان 2013، شهدت محافظة بني سويف في صعيد مصر، تسربًا لبقعة زيتية، بشكل مفاجئ، لم يعرف مصدرها، ما استدعى المهندس محمود طه، رئيس شركة مياه الشرب والصرف الصحي ببني سويف، إلى رفع حالة الطوارئ، ومن ثم تفتيت البقعة، وتشغيل محطات التنقية بعد التأكد من سلبيات العينة والسيطرة على التسرب.
وفي عام 2014، وفي مدينة دشنا بمحافظة قنا، ظهرت بشكل مفاجئ بقعة زيتية كبيرة الحجم، دون معرفة أسباب ظهورها، ما ترتب عليه إيقاف تشغيل محطة المياه واتخاذ الإجراءات الاحترازية على المأخذ المائي واستدعاء موظفي مجلس المدينة والبيئة ومعامل الصحة لبيان صلاحية مياه الشرب.



اقرأ أيضا:التلوث يكبّد مصر 1.3 مليار دولار سنوياً

دلالات