المطر ضيف ثقيل على فقراء غزة

المطر ضيف ثقيل على فقراء غزة

01 يناير 2016
مأساة عائلات فلسطينية بسبب الأمطار (العربي الجديد)
+ الخط -


تستغل الثلاثينية، خولة الحاوي، ظهور أشعة الشمس لنشر وتجفيف ملابس أولادها العشرة، بعد أنّ بللها المطر، وبلل معها مرافق منزلهم البسيط، المكون من ألواح الصفيح "الزينقو"، في منطقة "جورة الصفطاوي"، شمال قطاع غزة، والتي تغرق خلال المطر.

الحال المأساوي لعائلة الحاوي لم يكن أفضل من حال عشرات البيوت المجاورة، والتي تعاني من المشكلة ذاتها، والتي تبدأ لحظة هطول المطر، ولا تنتهي مع توقفه، بل يبدأ بعدها فصل من فصول المعاناة المتكررة، مع عدوهم القاسي، والذي يهدد أمنهم طوال الوقت.

وتقول خولة الحاوي "أم محمد" لـ"العربي الجديد"، إنّ بناتها الثماني وطفليها يعانون من أزمات في التنفس، بسبب عدم مواءمة البيت للسكن في ظل الظروف المناخية الصعبة، والمشاكل المتكررة كل عام، مع درجات حرارة الصيف العالية، وبرودة الشتاء القارص.

وتضيف: "توجهنا لكل المؤسسات، وزار بيتنا عدد من المسؤولين، والذين وعدونا بالمساعدة لتحسين ظروفنا المعيشية، لكن لم نر شيئاً على أرض الواقع، أصبحت تلك الوعود على رفوف النسيان، وبقي أطفالي يواجهون كل هذه المصاعب، دون معين".

اقرأ أيضاً: فيضانات غير مسبوقة تغرق شمالي إنجلترا

على بعد أمتار من منزل خولة، كان أبو سالم قاعود (44 عاماً) يحاول إصلاح باب منزله المكون بشكل كامل من ألواح الصفيح المهترئ، والذي يفتقد مقومات العيش الكريم. هو عبارة عن كومة صفيح وضعت داخل حفرة دون أي حجر بناء، أو بلاط للأرض، أو حتى نوافذ وأبواب.

ويقول أبو سالم، لـ"العربي الجديد"، "أنا كالهارب من الثأر، أجلس على هذا الفراش، متوقعاً قدوم (المطر) في أي لحظة، إنه الهاجس الخفي بالنسبة لي، ولأطفالي، والذين يحملون فرشهم، ويلوذون بالفرار، بعد أن يقترب".

حال البيت كان أصعب من وصف أبو سالم، والذي يلفت إلى أنه مع بداية المطر تبدأ المياه بالتجمع في بركة الصفطاوي، ونتيجة شدة تدفق المياه من المناطق المرتفعة، تنفجر البركة، وتزحف المياه نحو المنازل، في الوقت الذي تتدفق المياه من ثقوب الصفيح.

ويضيف "زوجتي تعاني من أزمة صدرية مزمنة، وابنتي الصغيرة مريضة، وطفلي يعاني من ثقف في القلب، كل هذه الأمراض جراء تأثيرات المطر، فنحن نعاني منذ 18 عاماً".

أبو سالم، تغلب على يأسه من مناشدة المسؤولين، وطالب الجميع بتحمل مسؤولياته، والتحرك بشكل عاجل من أجل إنقاذ العائلات الفقيرة من خطر المطر والبرد، "لا نريد أن تكون مهامكم مقتصرة على إجلائنا من بيوتنا إلى المدارس، وإرجاعنا بعد توقف المطر".

يشار إلى أن "جورة الصفطاوي" ليست المنطقة الوحيدة في قطاع غزة التي تتعرض للغرق، ويتعرض أهلها لشتى أنواع العذاب الناتج عن برد الشتاء، وحرارة الصيف، بل تشابهها في ذلك عشرات المناطق من رفح جنوباً، حتى بيت حانون شمالاً، مروراً بالمخيمات، والمناطق المهمشة، والحدودية.

دلالات