البريطانيون يرحبون باللاجئين السوريين ويدعمونهم

البريطانيون يرحبون باللاجئين السوريين ويدعمونهم

10 سبتمبر 2015
اللاجئون يستمرون في التدفق على أوروبا (Getty)
+ الخط -
على الرغم من عدم تقديم بيانات دقيقة عن أعداد اللاجئين الذين تسعى بريطانيا لاستقبالهم، أعلن رئيس الوزراء ديفيد كاميرون الإثنين الماضي عن استعداد بلاده لقبول 20 ألف لاجئ سوري من أولئك المقيمين حالياً في مخيّمات في سورية وتركيا والأردن ولبنان، وذلك خلال السنوات الخمس المقبلة، على أن تعطى الألوية للأطفال واليتامى. وقال كاميرون إنّ محاولات اللاجئين السوريين وغيرهم الوصول إلى أوروبا خلال الأسابيع الأخيرة "تفطر القلوب؛ ولذلك تبذل بريطانيا المزيد من الجهود لمساعدتهم". ولفت إلى أنّ الآتين الجدد سيمنحون تأشيرات إنسانية لمدة خمس سنوات، لتُدفع تكاليف توطينهم في السنة الأولى من ميزانية المساعدات الخارجية.

وتهافت الشعب البريطاني لتقديم التبرعات لمساعدة اللاجئين في خطوة إنسانية لافتة. فقد أعلنت منظمة "أنقذوا الأطفال" عن تلقيها أكثر من مليون جنيه إسترليني خلال 24 ساعة من إطلاق حملتها لدعم اللاجئين. كما قال الناطق باسم الصليب الأحمر إنّ التبرعات لمنظمته بلغت مئات الآلاف.

وفي هذا الإطار، تقول رئيسة جمع تبرّعات الطوارئ في منظّمة "أنقذوا الأطفال" دومينيك شورتن لـ "العربي الجديد" إنّ استجابة العامة لندائهم "لاقت أصداء لا يمكن تصديقها". ومع شكرها لكلّ من تبرّع، تلفت إلى أنّ المنظمة جمعت حتى أمس 1.2 مليون جنيه إسترليني، وما زالت تأمل بجمع المزيد من المال حتى يبلغ الرقم ثلاثة ملايين جنيه (4 ملايين و607 آلاف دولار أميركي).

أمّا عن كيفية صرف التبرعات، فتقول شورتن إنّ المنظمة ستساعد الأطفال اللاجئين وعائلاتهم، وتقدم لهم الدعم الذي يحتاجونه حين يضطرون لخوض رحلات طارئة للفرار من أماكن الصراع والاضطهاد وتأمين ملاذ آمن لهم. وتختم أنّ كلّ متبرع يحدث فرقاً حقيقياً مهما كان حجم تبرعه.

وفي السياق نفسه، تقول منظمة "الإغاثة الإسلامية" في بريطانيا إنّ "أوروبا تبدو اليوم كالنور المشع على سورية، خصوصاً أنّ اللاجئين شعروا أنّهم منسيون في الأشهر الأخيرة".

وكانت مجموعة "الوقوف في وجه العنصرية" البريطانية قد نظمت قافلة من السيارات في 6 سبتمبر/أيلول الجاري لتقديم مواد ومساعدات طوارئ بلغت قيمتها 6 آلاف جنيه استرليني، لمخيّم الطوارئ في مدينة كاليه الفرنسية تجاه الحدود البريطانية، وذلك في إشارة إلى مساعدة اللاجئين والمهاجرين من كافة الجنسيات.

بدوره، انتقد المتحدّث باسم موقع "ميل أونلاين" البريطاني ماز سالم موقف الحكومة السلبي تجاه اللاجئين. وقال إنّ أسلوب كاميرون مخز، خصوصاً حين يزعم أنّ الأشخاص الآتين إلى بريطانيا إنّما يأتون بهدف الحصول على المساعدات الحكومية، بينما هم في الواقع فارّون من الحروب والاضطهاد في بلادهم.

ولا يخفى على أحد رد فعل شعوب أوروبا الغاضب والمتعاطف حيال صورة الطفل السوري عيلان عبد الله الذي مات غرقاً وقذقته الأمواج إلى شواطئ تركيا. تلك الصورة فتحت أبواب العديد من دول أوروبا للاجئين السوريين، حتى إنّ محافظة بريستول البريطانية دعت سكانها إلى استقبال اللاجئين في منازلهم.

هذا الأمر وغيره من الضغوطات الشعبية والسياسية دفع كاميرون، الذي تعنت في البداية، إلى الرضوخ وإبداء استعداد حكومته لاستقبال المزيد من اللاجئين.

كذلك، تمكنت المرشحة لزعامة حزب العمال إيفيت كوبر من إقناع رئيس مجلس العموم جون بيركو بالسماح بانعقاد جلسة طارئة عقدت أمس الأول الثلاثاء. كما حثّت كاميرون على إعادة النظر في ما هم قادرون على القيام به مع البلديات والمجتمعات المحلية في جميع أنحاء البلاد تجاه اللاجئين. ورفضت تقييد مخطّط استقبال اللاجئين بأولئك المتواجدين في مخيماتهم في الدول المجاورة لسورية. وطالبت بأن تشمل أولئك الذين وصلوا إلى أوروبا.

وتشير بيانات صادرة عن وزارة الداخلية البريطانية، إلى أنّ 25 ألفاً و771 شخصاً قدموا طلبات لجوء إلى بريطانيا عام 2015، منهم 2204 سوريين. ومنحت بريطانيا حقّ اللجوء لـ 87 في المائة من هؤلاء السوريين.

اليوم، يبدو الشعب البريطاني مستعداً لاستقبال المزيد من اللاجئين، ويطالب حكومته بالتصرف على هذا الأساس. فقد وصل عدد التواقيع على عريضة تطالب باستقبال اللاجئين إلى أكثر من 420 ألفاً. فيما نالت عريضة مضادة تطالب بعدم استقبال المزيد من المهاجرين 82 ألف توقيع فقط.

ومع ذلك، تصر حكومة كاميرون على رفض المشاركة في برنامج الاتحاد الأوروبي لإعادة توطين اللاجئين المتواجدين في أوروبا. وتشدد في المقابل على دعمها للشعب السوري بمساعدات إنسانية تقول إنّها بلغت مليار جنيه إسترليني.

إقرأ أيضاً: النخب الألمانيّة ترحّب باللاجئين