"مونيتور": النظام المصري قتل 23 معارضاً منذ أول أغسطس

"مونيتور": النظام المصري قتل 23 معارضاً منذ أول أغسطس

09 اغسطس 2015
تنوعت وسائل القتل الممنهج لمعارضي السلطة بمصر (Getty)
+ الخط -

دانت منظمة "هيومن رايتس مونيتور"، النهج الذي تتبعه قوات الأمن المصرية باستهداف المعارضين لها وقتلهم، إما بالتصفية الجسدية المباشرة، أو بالتعذيب والإهمال الطبي للمعتقلين في السجون، وأيضًا قتلهم من خلال أحكام القضاء المسيسة بالإعدام التي تصدر بحقهم.

وقالت المنظمة، في بيان لها مساء السبت: "بات الحق في الحياة للمعارضين جريمة، لذا حُرم من أن يمتلكه معارضو السلطات، بينما تتفنن السلطات المصرية في تدمير هذا الحق بكافة الصور غير القانونية والتصفية المباشرة، أو الأخرى التي تلبس ثوب القانون بتنفيذ أحكام إعدام غير نزيهة، أو بالقتل في السجون سواء تحت وطأة التعذيب الوحشي أو بإهمال صحة المرضى من المعتقلين ومنع العلاج عنهم حتى الموت".

ورصدت المنظمة عدة أشكال من إهدار "الحق في الحياة" خلال الأسبوع الأول من أغسطس/آب الجاري، أسفرت عن وفاة 23 ضحية من المواطنين، من بينهم سبعة أطفال وسيدة بسيناء، بينما وصل عدد من تم قتلهم من خلال القتل المباشر أو الإهمال الطبي أو التعذيب إلى 43 مواطنا خلال الشهرين الماضيين.

ضحايا عمليات سيناء
وأوضح بيان المنظمة، أنه بتاريخ 1 أغسطس، وبحسب المرصد السيناوي لحقوق الإنسان، قامت قوات الجيش بقتل 3 أشقاء أثناء تواجدهم داخل مزرعتهم الخاصة، بمنطقة "الأحراش" بمدينة رفح، وهم "أحمد سالم حسن الهواري، محمد سالم حسن الهواري وحسن سالم حسن الهواري" قتلا مباشرا بالرصاص الحي.

وبتاريخ 4 أغسطس قصفت طائرات حربية تابعة لسلاح الجو المصري منزلا في منطقة "أبو العراج" جنوب الشيخ زويد، مما أسفر عن مقتل سبعة أشخاص من بينهم سيدة تدعى "ختام دياب، 25 سنة" و5 أطفال هم: "محمد عودة عبد المنعم 9 سنوات" و"عودة محسن 6 سنوات" و"هدى فؤاد 8 أشهر" و"حنين حسن عواد"، و"منصور جمعة محسن 12 سنة"، بالإضافة إلى مقتل المواطن حسن عواد.

اقرأ أيضاً: اتهامات للجيش المصري بتصفية طفلين ومدرّس في سيناء

وفي 6 أغسطس، قصفت طائرات حربية تابعة لسلاح الجو المصري منزلا في منطقة "المهدية" جنوب مدينة رفح؛ مما أسفر عن مقتل طفلين هما "محمد منصور أبوهولي" و"إيمان منصور أبو هولي" ورجلا مسنا هو "أحمد حمَاد المنيعي".

قتلى الإهمال الطبي

ووثقت المنظمة عدة حالات قتل نتيجة الإهمال الطبي في مقار الاحتجاز، من بينها حالة المواطن "محمود حنفي محمود علي 59 عامًا"، الذي توفي بتاريخ 7 أغسطس داخل قسم أول الرمل بمحافظة الإسكندرية، حيث كان يعاني من فشل بعضلة في القلب، بالإضافة إلى مرض السكري، وتم احتجازه بقسم الشرطة منذ اعتقاله من منزله بمنطقة المكس بالإسكندرية في 7 يوليو/تموز الماضي، وحتى تاريخ وفاته بمكان غير آدمي.
ورغم استنجاد المواطن، الذي يعيل 3 فتيات وزوجة، المتكرر لنقله إلى مكان مناسب لحالته الصحية وتوفير العلاج له، إلا أن إدارة القسم أصرت على التعنت معه وسوء معاملته ومنع الزيارات والأدوية عنه حتى وفاته.

اقرأ أيضاً: "التعذيب الممنهج" يحصد أرواح مئات المصريين شهريّاً

وتابع البيان: قبل ثلاثة أيام من هذه الجريمة وفي 4 أغسطس، توفي معتقل آخر بنفس الطريقة ولكن داخل سجن العقرب "مرجان مصطفى سالم 53 عامًا"، وهو متزوج ويعيل 6 أبناء، وكان قد اعتقل في أواخر أكتوبر/تشرين الأول من العام 2013 من داخل إدارة مرور شبرا الخيمة بمحافظة القليوبية، أثناء استخراجه بعض التصريحات الخاصة بسيارته التي يعمل عليها كسائق، وتم احتجازه بشكل تعسفي دون عمل محضر أو قضية أو اتهامه بأية تهم، حيث كان يتم التجديد له دوريًا كل 45 يومًا.
وبسبب التعنت معه داخل مقر احتجازه ومنع الزيارات والأدوية عنه، تسبب مرضه بقصور في الشريان التاجي بالقلب ومرض الضغط إلى تدهور صحته حتى وفاته.

وخلال نفس الأسبوع وفي بدايته توفي 3 آخرون بنفس الطريقة، فقد توفي المعتقل "أحمد حسين عوض غزلان 52 عامًا"، في 1 أغسطس الماضي داخل مستشفى سجن الأبعادية بدمنهور بمحافظة البحيرة بسبب نقص الإمكانات والتجهيزات بالمستشفى، وتعنت إدارة السجن في نقله لمستشفى خارجي مجهز.

وكانت أسرة المعتقل المتوفى أحمد غزلان أكدت أنها لاحظت في آخر زيارة له، في 30 يوليو/تموز تدهور صحته وارتفاع درجة حرارته بشكل مريب وشعوره بإعياء مستمر، وأوضحت أن إدارة السجن لم تهتم لأمره قبل فقدانه التام للوعي ومطالبات المعتقلين معه بالزنزانة، لافتة إلى أنه طوال 5 شهور من اعتقاله كان يعاني ظروف اعتقال صعبة مع إصابته بارتفاع ضغط الدم.​

اقرأ أيضاً مصر: وفاة معتقل بسبب الإهمال الطبي

ووافق نفس اليوم وفاة المعتقل "عزت حسين محمد السلاموني 57 عامًا"، داخل سجن ليمان طرة، حيث كان المعتقل يعاني من توقف في وظائف معدته البيولوجية منذ 25 يوليو الماضي، دفع إدارة السجن لنقله لمستشفى السجن بعد ثلاثة أيام من مرضه بانسداد معوي، وخلال فترة احتجازه بالعناية المركزة بمستشفى السجن طيلة 72 ساعة، كانت أجهزته الداخلية بجسده قد توقفت تمامًا عن العمل، وبعدها تمت إعادته لزنزانته حيث فارق الحياة بها.

وتوفي بنفس الطريقة معتقل خامس، في الثالث من الشهر الجاري، هو "رمضان عبد العزيز إبراهيم بدوي 46 عامًا"، وكانت قد بدت عليه أعراض التسمم مطلع الشهر الجاري دون سابق إنذار، حيث أصيب بقيء مستمر وحمى شديدة وإسهال، ما اضطر إدارة سجن الأمن المركزي في الجبل الغربي في سوهاج إلى نقله إلى مستشفى سوهاج العام، وتوفي بعد ذلك بساعات.

واعتبر بيان المنظمة أن وفاة المواطنين الخمسة، جريمة قتل مع سبق الإصرار والترصد، قامت بها الأجهزة الأمنية المصرية، ودعت لمسائلة تلك الأجهزة الأمنية عنها، حيث إن أسر جميع المعتقلين أكدوا أنهم لم يعاملوا أثناء فترة اعتقالهم معاملة إنسانية تحترم كرامتهم، بالإضافة إلى عدم توفير أية سبل لهم للحصول على حقهم في الخدمة الصحية كمعتقلين.

اقرأ أيضاً: تقرير حقوقي مصري يرصد 114 حالة تعذيب في يونيو

تصفية جسدية
كما دانت المنظمة ما قامت به الأجهزة الأمنية المصرية من تصفية 5 مواطنين في قرية السريين بمحافظة الفيوم في 6 أغسطس الماضي، حيث اعتبرت المنظمة أن ذلك تم "دون جريمة ارتكبها هؤلاء لتلك التصفية المباشرة والاستهداف الواضح لهم، وقامت بعد ذلك بتلفيق تهمة قتل ابنة أحد ضباط الشرطة، بعد أن اعتبرت نفسها قاضيًا وجلادًا بالإضافة إلى عملها، فباتت تتحرى عن الجريمة وتصدر حكمًا وتنفذه في آنٍ واحد، دون أن يحصل المتهمون على حقهم في المحاكمة العادلة أمام جهة قضائية نزيهة ومناسبة".

وطالبت "هيومن رايتس مونيتور" بتحقيقات دولية بعدما تصاعدت الانتهاكات الحقوقية التي تصاعدت وتيرتها مؤخرًا، وقتل أكثر من 280 معتقلا بسبب التعذيب الذي يتعرضون له منذ أحداث 30 يونيو/حزيران من العام 2013، وكذلك بسبب الإهمال الطبي وعدم توفير الرعاية الطبية اللازمة للحالات المرضية.

اقرأ أيضاً تقرير للتنسيقية المصرية: التعذيب جريمة لا تنتهي