خبراء أوروبيون يستبعدون مزاعم تسلل متشددين بين المهاجرين

خبراء أوروبيون يستبعدون مزاعم تسلل متشددين بين المهاجرين

30 اغسطس 2015
تدفق المقاتلين من أوروبا إلى الشرق الأوسط (GETTY)
+ الخط -
يرى خبراء أمنيون تربطهم صلات وثيقة بالحكومات ووكالات الاستخبارات أن خطر دفع تنظيمات مثل الدولة الإسلامية ببعض المتشددين للتسلل إلى أوروبا، بين صفوف موجة المهاجرين الهائلة، يعد خطراً أقل بكثير مما لمح إليه بعض الساسة.


وتوضح الوكالة المسؤولة عن إدارة الحدود في الاتحاد الأوروبي (فرونتكس) أن أكثر من ثلث مليون مهاجر ولاجئ دخلوا الاتحاد الأوروبي هذا العام، أغلبهم عن طريق إيطاليا واليونان والمجر بنهاية شهر يوليو/ تموز. وكثير من هؤلاء الوافدين من دول مثل سورية والعراق حيث يتمتع تنظيم الدولة الإسلامية بالنفوذ في مناطق شاسعة.

ودفع ذلك أحزاباً مناهضة للهجرة مثل رابطة الشمال في إيطاليا، وحزب الاستقلال في بريطانيا، لإصدار تحذيرات شديدة من خطر تسلل متشددين بين المهاجرين. حتى ينس شتولتنبرغ الأمين العام لحلف شمال الأطلسي قال للصحافيين في مايو/ أيار الماضي "بالطبع إحدى المشاكل أنه ربما يكون هناك مقاتلون أجانب. ربما يحاول إرهابيون الاختباء... للاندماج بين المهاجرين".



لكن مثل هذه التحذيرات تقابل بالريبة من جانب الخبراء الأمنيين الذين يشيرون إلى أن تدفق المقاتلين ظل أساساً في الاتجاه المعاكس، أي من أوروبا صوب الشرق الأوسط.

وقال كلود مونيكيه ضابط المخابرات الفرنسي السابق الذي يترأس المركز الأوروبي للاستخبارات الاستراتيجية والأمن في بروكسل: "لا حاجة بالدولة الإسلامية لتصدير مقاتلين إلى أوروبا لأنها تستورد المقاتلين من أوروبا"، مضيفاً "يوجد من خمسة إلى ستة آلاف أوروبي إما موجودون في سورية أو زاروها وغيرهم يرحلون (إليها) طوال الوقت. لذلك فمن الصعب تبين الميزة التي تجعل الدولة الإسلامية تصدر السوريين أو العراقيين الذين يتكلمون العربية ويعرفون العراق وسورية، والذين تحتاج إليهم هناك".

أما بالنسبة للمتطوعين الأوروبيين الذين تدربوا وقاتلوا في العراق أو في سورية ويريدون العودة إلى بلادهم خلسة من دون أن يكتشف أحد أمرهم، ففكرة الاختباء بين مجموعات كبيرة من المهاجرين قد تبدو مغرية بعض الشيء.

وقال ماغنوس رانستورب مدير الأبحاث في مركز دراسات الأخطار المختلفة بكلية الدفاع الوطني السويدية "هذه طريقة معقدة للغاية لكي يصل بها الإرهابيون إلى الاتحاد الأوروبي. وهناك طرق أسهل كثيراً للتسلل إليه".


وعلى الرغم من كل ذلك فقد ألقت الشرطة القبض على مهاجر، في حالة واحدة على الأقل، للاشتباه أنه من الإرهابيين. ففي مايو/ أيار الماضي احتجزت الشرطة الإيطالية مغربياً عمره 22 عاماً اسمه عبد المجيد طويل، تشتبه تونس بأنه عضو في خلية من المتشددين الإسلاميين وراء هجوم أسفر عن مقتل 22 شخصاً في متحف باردو في تونس في 18 مارس/ آذار.

وتقول السلطات الإيطالية إنه وصل إلى صقلية قبل ذلك بشهر بين مجموعة من المهاجرين على متن قارب انطلق من ليبيا، وأنقذت البحرية الإيطالية ركابه. ويقول طويل إنه بريء يخوض معركة قانونية حتى لا يتم تسليمه إلى تونس.

ويعتبر الخبراء الأمنيون أن ثمة سبباً آخر يجعل الدولة الإسلامية في غنى عن التفكير كثيراً في تهريب بعض الناس إلى أوروبا، وهو أنه لا يوجد نقص في "الذئاب المنفردة" من المتشددين في أوروبا. فمن بروكسل وباريس إلى كوبنهاغن وقعت اعتداءات قاتلة منذ مايو/ أيار من العام الماضي ارتكبها أشخاص يعيشون في أوروبا ويمكنهم السفر بحرية عبر القارة الأوروبية.

ويقول محققون إن الرجل الذي يتهمه مدعون فرنسيون "بالشروع في القتل بقصد الإرهاب" على ظهر قطار سريع يوم 21 أغسطس/ آب الجاري، هو مغربي عاش على الأقل في خمس دول أوروبية، على الرغم من أنهم يظنون أيضاً أنه سافر إلى سورية عن طريق تركيا هذا العام.

وقال رانستورب "كم الناس الذين على اتصال بالدولة الإسلامية، لا الذين ذهبوا (إلى سورية والعراق)، بل المتعاطفون الذين قرروا التحرك (في أوروبا)، هو ما يبقي الأجهزة الأمنية على يقظتها في أوروبا".

اقرأ أيضاً: الشرطة النمساوية تعترض شاحنة مهاجرين جديدة