نيجيريا تحتفل بمرور عام من دون إصابات بشلل الأطفال

نيجيريا تحتفل بمرور عام من دون إصابات بشلل الأطفال

24 يوليو 2015
إحدى حملات التلقيح في نيجيريا (فرانس برس/ GETTY)
+ الخط -
احتفلت نيجيريا، اليوم الجمعة، بمرور أول عام من دون الإبلاغ عن أي إصابة بشلل الأطفال، لتصل إلى مرتبة كان عدد كبير من الخبراء يشكك في أن تبلغها، نظراً للصراعات الداخلية التي تُعرقل جهود القضاء على المرض.

ويعني هذا حذف اسم نيجيريا من قائمة البلدان التي يتوطن فيها شلل الأطفال، وذلك بعد بضعة أسابيع، عندما يتسنّى لمنظمة الصحة العالمية التأكيد على أن آخر عيّنات مأخوذة من أشخاص يعيشون بمناطق ظهرت فيها إصابات في السابق، خالية من فيروس المرض.

وبعد هذا الإنجاز تتجه الأنظار إلى باكستان التي لا تزال تتبقى فيها قلة من الإصابات، ويتعيّن عليها أن تحذو حذو نيجيريا الآن.

ويرجع بدء الفترة التي ظلت فيها نيجيريا خالية من أي إصابة بالمرض إلى 24 يوليو/ تموز عام 2014، وهي أطول فترة من نوعها، فيما يراود الأمل القارة الأفريقية أن تصبح في الشهر القادم خالية تماماً من أي إصابة بشلل الأطفال خلال عام كامل بعد أن سجّلت آخر إصابة بالمرض في الصومال.

وبذلك تدنو فرصة أن يصبح مرض شلل الأطفال ثاني مرض بشري معدٍ يتم استئصاله بعد الجدري. وظلّ شلل الأطفال حتى خمسينيات القرن الماضي يصيب الآلاف سنوياً في بلدان العالم الغنية والفقيرة على السواء، فيما يُهاجم الفيروس الجهاز العصبي ويتسبّب في شلل غير قابل للشفاء في غضون ساعات من الإصابة.


وغالباً ما ينتشر المرض بين صغار السنّ، وفي مناطق لا تتمتع بظروف صحية جيدة، ما يجعل فيروس المرض يرتع بحرية في مناطق الصراعات والاضطرابات، لكن يمكن استئصال شأفة المرض من خلال حملات التطعيم الشاملة لكل شرائح المجتمع.

وبذلت نيجيريا جهوداً مضنية لاحتواء شلل الأطفال منذ أن فرضت بعض الولايات الشمالية حظراً على التطعيم لمدة عام في أواسط عام 2003، بعد أن زعم بعض حكام الولايات والزعماء الدينيين في الشمال الذي تقطنه أغلبية مسلمة أن التطعيمات لوثتها القوى الغربية لنشر العقم والإيدز بين المسلمين.

وفي يناير/كانون الثاني من عام 2009 تعهّد الزعماء القبليون في أرجاء البلاد بدعم حملات التطعيم وإقناع الآباء بتطعيم الأطفال، لكن في نفس التوقيت تقريباً بدأت جماعة بوكو حرام المتشدّدة تمرداً دامياً لإقامة دولة إسلامية في شمال شرقي البلاد.

وقال خبراء دوليون إن العالم بات الآن أقرب من أي وقت مضى في مجال القضاء نهائياً على مرض شلل الاطفال، مع عدم تسجيل أي حالات من هذا المرض العضال في شتى أرجاء القارة الأفريقية هذا العام، وأقل من 25 حالة عالمياً.

وفي عام 1988 عندما تم إعلان المبادرة العالمية لاستئصال شلل الأطفال للقضاء على المرض كان متوطناً آنذاك في 125 بلداً، وكان يصيب ألف طفل كل يوم بالشلل. لكن منذ ذلك الحين، وبفضل حملات التطعيم المكثفة، تم القضاء على المرض عالمياً بنسبة 99 في المائة.

لكن منظمة الصحة العالمية أعلنت مراراً أنه ما دام هناك طفل واحد مصاب بشلل الأطفال في أي مكان، فإن جميع أطفال العالم يصبحون عرضة لخطر الإصابة به.

اقرأ أيضاً: تطعيم 600 ألف طفل سوري ضد شلل الأطفال

المساهمون