احتجاجات البصرة على انقطاع الكهرباء تمتد إلى النجف

احتجاجات البصرة على انقطاع الكهرباء تمتد إلى النجف

23 يوليو 2015
أزمة الكهرباء في العراق تتمدد (فرانس برس)
+ الخط -


تمتد أزمة انقطاع الكهرباء على مساحةٍ أوسع جنوب العراق، فبعد خروج مظاهرات البصرة الحاشدة التي أسفرت عن صدامات مع قوات الأمن وقع إثرها قتيل وعدد من الجرحى، خرجت تظاهرات واحتجاجات في محافظة النجف، حيث احتشد الأهالي أمام مبنى المحافظة محتجين على استمرار أزمة الطاقة الكهربائية.

بدأت الاحتجاجات الحاشدة تمتد من البصرة لتشمل مختلف مدن جنوب العراق، كمحافظات المثنى وذي قار والنجف، وقد تشمل كل المحافظات الجنوبية لتمتد إلى بغداد إذا استمر الحال على ما هو عليه.

واحتشد المتظاهرون أمام مجلس محافظة النجف مطالبين المجلس بالضغط على الحكومة المركزية ووزارة الكهرباء بهدف زيادة ساعات الكهرباء للمحافظة، في مقابل الارتفاع الخطير لدرجات الحرارة في المنطقة، تزامناً مع توتر كبير في محافظات المثنى وذي قار والبصرة.

وقال الناشط عمار النجفي لـ"العربي الجديد" إنَّ "درجات الحرارة الشديدة والانقطاع المستمر للتيار الكهربائي في النجف دفع المواطنين إلى التظاهر أمام مبنى مجلس المحافظة للمطالبة بوضع حد لأزمة الكهرباء، فالمواطنون يعانون بشكل خطير في كل المناطق الجنوبية من العراق، خصوصا أنَّ ارتفاع درجات الحرارة بلغ معدلات قياسية خطيرة".

وبيّن النجفي "هذه الاحتجاجات ستستمر وتمتد إلى باقي المحافظات الجنوبية، ولن تتوقف حتى يحصل المواطنون على حقوقهم، فالجهات المعنية، ووزارة الكهرباء على وجه التحديد، غير قادرة على وضع حد لمشكلة الكهرباء التي تتفاقم كل يوم وأثرت على كافة الجوانب الاقتصادية والاجتماعية وغيرها".



وتشهد محافظتا المثنى وذي قار جنوب العراق، توتراً واضحاً مشابهاً لما في البصرة والنجف بعد قيام الجهات المعنية في ذي قار بقطع إمدادات الطاقة الكهربائية من محطة الطاقة الحرارية في ذي قار إلى المثنى.

وأوضح محافظ ذي قار، يحيى الناصري، في بيان أن "غرفة عمليات الطاقة في محافظة ذي قار قررت قطع خط التجهيز المغذي لمحافظة المثنى، والممتد من محطة الطاقة الحرارية في ذي قار، بهدف توفير 40 ميغا واط من الطاقة الكهربائية، والمحافظة مضطرة لاتخاذ هذا القرار لتوفير الطاقة اللازمة للمواطنين".

من جانبها، أعربت محافظة المثنى عن رفضها القاطع لهذا القرار مطالبة وزارة الكهرباء باحتواء الأزمة بشكل سريع وعدم تجاوز الحصص المقررة للمحافظات من الطاقة.

وقال رئيس مجلس محافظة المثنى، حارث حمود، في تصريحات صحافية إنّ "وزارة الكهرباء تعتبر من الوزارات السيادية، وعلى هذا الأساس يجب أن تدار منظومة الطاقة الكهربائية في العراق بشكل مركزي، وإنَّ كافة عمليات الإنتاج والتوزيع والنقل هي من صلاحيات الوزارة حصراً وليست من صلاحيات المحافظات".

وبيّن حمود أن "قرار محافظة ذي قار بقطع التيار الكهربائي عن محافظة المثنى، يعتبر قرارا خاطئا وتجاوزا كبيرا على صلاحيات وزارة الكهرباء، وعلى محافظة ذي قار أن تحسم قضاياها العالقة مع الوزارة بالطرق القانونية، وليس بالتجاوز على حصة محافظة المثنى من الكهرباء".

ولا يزال التوتر يسود مدينة البصرة إثر الاحتجاجات الكبيرة التي خرجت في المدينة نتيجة الانقطاع المستمر في التيار الكهربائي، في ظل ارتفاع حاد في درجات الحرارة وصل إلى معدلات قياسية بلغت 51 درجة مئوية.

وكان مقتل متظاهر في البصرة وجرح عدد آخر بعد حدوث مصادمات مع قوات الأمن؛ قد وضع المسؤولين المحليين على المحك، ما نتج عنه تقديم قائم مقام قضاء شمال البصرة استقالته من منصبه.
ولم تلقَ تعهدات محافظ البصرة، ماجد النصراوي، بزيادة معدلات تجهيز الطاقة الكهربائية وتوفير فرص عمل للعاطلين قناعة من أهالي البصرة الذين مازالوا يصرون على المضي قدماً في مطالبهم حتى تحقيقها وتوفير ما يكفي من الطاقة الكهربائية.