شباب كردستان يهجرون إقليمهم

شباب كردستان يهجرون إقليمهم

22 يوليو 2015
يحمّل البعض المسؤولية لحكومة الإقليم (فرانس برس)
+ الخط -
يشهد إقليم كردستان العراقي عودة قوية لقضية هجرة الشبان إلى الخارج، بعد تراجع استمر منذ عام 2003 حتى العام الماضي 2014.

وبحسب تقديرات حكومية داخلية، فإنّ نحو 3 آلاف شخص يغادرون الإقليم شهرياً لخوض مغامرة الانتقال الى بلد يقبل بهم كلاجئين أو مهاجرين.

وبعد تصدر عناوين الهجرة الإعلام المحلي بشكل بارز في كردستان العراق، أخذ المسؤولون في حكومة الإقليم وأعضاء برلمانه يتداولون القضية. ويحاول بعض هؤلاء تحميل الحكومة المسؤولية لأنّها لم تتمكن من تلبية مطالب الشباب خصوصاً على مستوى التوظيف. فيما يجد آخرون أنّ في الأمر انعكاساً للمشاكل الاقتصادية التي يعاني منها "كردستان" والتي تطاول بتأثيراتها مختلف شرائح المجتمع.

وعلى صعيد متصل، تبرز حالة جديدة، وهي تداول الأخبار عن نشاطات المهربين الذين يعملون على نقل المهاجرين سراً من دول الجوار العراقي، خصوصاً من تركيا الى الدول الأوروبية مقابل مبالغ كبيرة. ومن ذلك ما تداوله إعلام الإقليم عن مهرّب كردي من مواطني اقليم كردستان خلال مشاركته بحفل غنائي خاص، وتم التعريف به بأنّه أشهر مهرب بين تركيا وأوروبا. فيما شارك مهرب آخر، أبقى اسمه مستعاراً، في مداخلة على "فيسبوك"، لقيت أصداءً في الإعلام المحلي. فقد ذكر أنّه يعمل على تهريب البشر بين تركيا وأوروبا، انطلاقاً من مدينة اسطنبول التركية. وأشار إلى أنّ لديه في المعدل 350 زبوناً شهرياً، يستضيفهم في مسكن خاص به ويجهزهم للمغادرة. كما لفت إلى أنّ حركة الهجرة بين مواطني اقليم كردستان هي الأعلى منذ 10 سنوات.

بدوره، قال وزير الهجرة والمهجرين في الحكومة العراقية درباز محمد، وهو كردي، إنّ الهجرة طالما تتم سراً وبشكل غير قانوني فلا يمكن السيطرة عليها، كما لا يحق للحكومة المركزية أن تغلق الحدود وتمنع الشبان من السفر إلى الخارج. فيما ذكر أنّ السبب في هجرة الشبان من العراق هو الأوضاع السياسية، وعدم الاستقرار، وحرب داعش، والبطالة، وضعف الخدمات. وقال إنّ "كلّ هذه الأسباب تجعل الشبان يعتقدون أنّهم بلا أمل في بناء حياتهم في إقليم كردستان".

فيما لفت محمد الى أنّ "قسماً كبيراً من النازحين العراقيين الموجودين في اقليم كردستان يحاولون الهجرة إلى أوروبا مع مواجهتهم مصاعب في تأمين حياة جيدة لهم في الإقليم".

وأدى إقبال السكان في إقليم كردستان العراق على الهجرة واللجوء إلى الخارج إلى تردد البعثات الأجنبية في العراق في منح تأشيرات سفر للعراقيين مقارنة بالفترة الماضية.

وعن ذلك، يقول عبد الرحيم عبد الرحمن، وهو أحد مواطني الإقليم، لـ"العربي الجديد": "أثناء متابعتي لموضوع تأشيرة السفر الأوروبية الموحدة التي كانت سفارات ألمانيا وفرنسا ودول أخرى تمنحها للعراقيين مع بعض الصعوبات، لم تعد الدولتان وغيرهما ممن ينضوي تحت اتفاقية شنغن، تمنحها للمواطنين العاديين.. وحتى بالنسبة لرجال الأعمال والسياسيين باتت هناك تعقيدات في منح التأشيرة". ويتابع أنّ "الكثير من العراقيين ممن حصلوا على التأشيرة ذهبوا ولم يرجعوا. وطلب قسم منهم اللجوء هناك".

وفي واحد من أشهر البرامج الحوارية المباشرة، التي تبث من محطة "روداو" الكردية، تحدث مسؤولون وأساتذة جامعة ومواطنون عن عودة ظاهرة الهجرة من كردستان العراق. وقال الأستاذ ريبوار سيويلي إنّ سبب هجرة الشباب يعود الى فشل السلطة وانعدام الأمل في الإقليم. وأشار إلى أنّ "الشباب هنا اعتادوا على أن تتحقق مطالبهم والوعود التي تعطى لهم، ولأنّ ذلك لم يتحقق باتوا يشعرون بالإحباط، لذلك قرروا معارضة الوضع عبر الهجرة".

من جانبه، قال رئيس مجلس محافظة السليمانية هفال أبو بكر إنّ "الحالة اعتيادية، فالإنسان يتحرك من مكانه كما تتحرك الأرض والشمس، لكنّ الغريب هي الهجرة الجماعية الحاصلة في الإقليم". وتابع أنّ "الأحزاب الحاكمة هي السبب في ذلك".

أما رئيس مجلس محافظة اربيل، علي رشيد، فقلل من أهمية الأمر، وقال: "فليذهب الشباب ويروا أوروبا.. لماذا يقتصر ذلك علينا نحن فقط؟". ودعا الحكومة إلى تقديم تسهيلات للشباب الراغب بالسفر إلى الدول الأوروبية. وأشار إلى أنه يفعل ذلك بدوره "لأنّ الشباب أحرار في القرار الذي يتخذونه.. فقبل سنتين كانوا يعودون من أوروبا الى كردستان، والآن يغادرون. هم أحرار في ذلك تماماً".

إقرأ أيضاً: ابتسامة في يومهما

المساهمون