وحدات "مستعربين" تهاجم أطفال القدس وتنكل بهم

وحدات "مستعربين" تهاجم أطفال القدس وتنكل بهم

24 يونيو 2015
فتية من المعتدى عليهم في بيت حنينا (العربي الجديد)
+ الخط -
يبدو أنّ وحدات "المستعربين" في جيش الاحتلال الإسرائيلي لم تجد لها عملاً تقوم به سوى مهاجمة أطفال في مدينة القدس.
فلم يخطر ببال سبعة فتية مقدسيين أن يكون تواجدهم يوم أمس الثلاثاء، بالقرب من الشارع الرئيسي 20 وسط حي بيت حنينا شمال القدس المحتلة، بعد صيام يوم شاق بالنسبة إليهم، سبباً في اعتقالهم والتنكيل بهم من قبل وحدة من المستعربين في الشرطة الإسرائيلية.

و"المستعربون" هم عناصر أمن تتبع الشرطة الإسرائيلية ويتخفون بزي مدني فلسطيني. يتواجدون عادة قرب مناطق التماس مع المناطق الفلسطينية، وتوكل لهم مهمة الاندساس وسط الفلسطينيين، خاصة في أوقات المواجهات بغية اعتقال النشطاء منهم.

وزعم بيان للمتحدثة باسم شرطة الاحتلال أن الفتية (محمد جابر 13 عاماً، مراد علقم 14 عاماً، نور الدين أبو هدوان 15 عاماً، عمر الطويل 14عاماً، عمر ياسين 14 عاماً "يحمل الجنسية الأميركية"، محمد تايه وصالح اشتيه 15 عاماً) هاجموا مركبات للمستوطنين كانت تمر على الشارع المذكور، ورشقوها بالحجارة.

شهود عيان تواجدوا في المكان، ومنهم أصحاب محلات مجاورة تقع على امتداد الشارع الرئيس في الحي، قالوا لـ"العربي الجديد"، إن الفتية كانوا في نزهة على الأقدام بعد أن أنهوا صيام يومهم، واستراحوا في المكان الذي اعتقلوا فيه، حالهم حال عشرات الأطفال والفتية المقدسيين الذين لا يجدون متنفساً لأوقات فراغهم سوى ممارسة رياضة المشي في الشوارع القريبة عند محاور الطرق الرئيسة التي تحولت إلى طرق لاستخدامات المستوطنين، وبالتالي أي حادث يقع هناك يتهم به هؤلاء الأطفال.

يضيف الشهود: "هرعنا على صراخ هؤلاء الفتية، وقد فوجئنا بمجموعة من الأشخاص الملثمين يوسعونهم ضرباً وركلاً، اعتقدنا أنهم مستوطنون، ثم سحلوهم بعنف شديد، وجروهم إلى سيارات كانت تنتظرهم. وحين اقتربنا منهم، رفع هؤلاء أسلحتهم في وجوهنا، ثم ما لبثت على الفور أن حضرت دوريات لحرس الحدود والشرطة، وقامت بمرافقة سيارات المستعربين حتى خرجت من المنطقة".


أمام قاعة محكمة الصلح الإسرائيلية في القدس الغربية تجمع أهالي هؤلاء الفتية، كانوا في حالة من الغضب الشديد بعد أن رأوا أطفالهم وهم ينقلون في سيارة محصنة إلى داخل المحكمة، فيما آثار الضرب والتعذيب على وجوههم.

والد الطفل نور أبو هدوان، قال لـ"العربي الجديد" "ما ذنبهم يضربون وينكل بهم هكذا؟ هل يفعلون مثل هذا مع مستوطنين بأعمار أطفالنا يحرقون سياراتنا ومساجدنا ويقتلون أبناءنا؟".

أمّا والدة الطفل عمر الطويل، فلم تتمالك نفسها وهي تتحدث عن ابنها عمر المسالم الذي اعتاد أن يخرج بعد إفطار كل يوم مع أصحابه للتنزه "يشموا الهوا".

ويذكر جواد صيام مدير مركز معلومات واد حلوة في سلوان، أن مركزه يتابع من خلال محاميه قضية هؤلاء الأطفال السبعة، حيث سيعرضون اليوم على المحكمة لتمديد اعتقالهم.

ويصف صيام ما جرى بأنه تصرف وحوش وذئاب آدمية اتجاه أطفال أبرياء، متسائلاً عن دور مؤسسات حقوق الإنسان والطفل في حماية أطفال القدس؟ وعن رفض بان كي مون أمين عام الأمم المتحدة اعتبار إسرائيل دولة الاحتلال ضمن الدول التي تنتهك حقوق الأطفال الفلسطينيين وترتكب جرائم حرب بحقهم؟

ووفقاً لمعطيات مركز معلومات واد حلوة، فقد اعتقلت قوات الاحتلال منذ مطلع العام 2015، وحتى نهاية مايو/أيار المنصرم، ما مجموعه 255 طفلاً مقدسياً تعرض جميعهم للضرب والتعذيب، ثم الحبس المنزلي، وتحولت بيوت هؤلاء إلى سجون، فيما تحول ذووهم إلى سجانين يمنعون أبناءهم من مغادرة المنزل تحت طائلة السجن والغرامة ومعاقبة الأهل، بدلاً من أن يكونوا حضن أمان.

اقرأ أيضاً:إسرائيل تحرم أطفال النقب من التعليم