السلطات المصرية تنكّل بمعارضيها بـ"الإخفاء القسري"

السلطات المصرية تنكّل بمعارضيها بـ"الإخفاء القسري"

15 يونيو 2015
الإخفاء السياسي سياسة متبعة لدى أجهزة الأمن (العربي الجديد)
+ الخط -
في ظل تصاعد موجة الاختفاء القسري الذي تقوم به الأجهزة الأمنية المصرية ضد معارضي السلطة في مصر، طالبت مؤسسة "إنسانية"، منظمة حقوقية، السلطات المصرية بالكشف عن مكان المُختفين قسرياً وإطلاق سراحهم.

وتؤكد المؤسسة أن ما تنتهجه السلطات المصرية الحالية يتعارض مع "الاتفاقية الدولية لحماية جميع الأشخاص من الاختفاء القسري" والصادرة من الأمم المتحدة، والتي تنص المادتان الأولى والثانية منها على أنه "لا يجوز تعريض أي شخص للاختفاء القسري، ولا يجوز التذرع بأي ظرف استثنائي كان، سواء تعلق الأمر بحالة حرب أو التهديد باندلاع حرب، أو بانعدام الاستقرار السياسي الداخلي، أو بأية حالة استثناء أخرى، لتبرير الاختفاء القسري".

ووفقاً للمادة الخامسة من الاتفاقية "تشكل ممارسة الاختفاء القسري العامة أو المنهجية جريمة ضد الإنسانية، كما تم تعريفها في القانون الدولي المطبق، وتستتبع العواقب المنصوص عليها في ذلك القانون".

وتلجأ السلطات المصرية الحالية منذ أحداث 3 يوليو/ تموز 2013 إلى التنكيل بالمعارضين، من خلال التصفية الجسدية لبعضهم، والاعتقال والتعذيب، والإخفاء القسري لبعض آخر، فضلاً عن مطاردة الآلاف، واضطرار آخرين للهجرة خارج البلاد.

وفي الآونة الأخيرة اتسعت رقعة الإخفاء القسري بشكلٍ رآه بعضهم محاولة لـ"كسْر عظام" المعارضين، ومنهم قياديون في جماعة الإخوان المسلمين، أكبر فصيل معارض للسلطة الحالية والذي يرى أن الجيش المصري نفّذ "انقلاباً عسكرياً" ليعزل الرئيس محمد مرسي.

اقرأ أيضاً مصر: 163 حالة اختفاء قسري منذ أبريل

واختطفت قوات الشرطة (يرتدون زياً رسمياً) الدكتور "محمد طه أحمد محمد وهدان"، والشهير بـ"محمد وهدان" في 27 مايو/أيار 2015، من على طريق المحور بمدينة 6 أكتوبر، في محافظة الجيزة، واقتادته إلى مكان غير معلوم.

ويبلغ وهدان من العمر 54 عاماً (ولد في 27 يناير/كانون الثاني 1961)، متزوج ولديه 4 أبناء، ويعمل أستاذاً في كلية الزراعة بجامعة قناة السويس، ويُقيم بمحافظة الإسماعيلية، ويشغل منصب مسؤول قسم التربية في جماعة الإخوان المسلمين.

وأكدت أسرته أنها قدمت بلاغات إلى النائب العام للكشف عن مكان اختطافه، لكن دون رد حتى الآن.

كذلك اختطفت قوات من الجيش والشرطة الدكتور عبد الرحمن عبد الحميد أحمد البر، القيادي في جماعة الإخوان المسلمين، في 1 يونيو/حزيران 2015، من منطقة 6 أكتوبر واقتادته إلى مكان غير معلوم.

وتقول أسرته إنهم علموا نبأ اعتقاله من وسائل الإعلام، لأنه كان مطارداً ولا يعرفون أين يقطن، كما أنهم قدموا بلاغات للنائب العام والمحامي العام للكشف عن مكانه، لا سيما أنه يعاني من فيروس الكبد الوبائي.

وهو يبلغ من العمر 52 عاماً (ولد في 14 يونيو/حزيران 1963)، متزوج ولديه 5 أبناء، ويعمل عميداً لكلية أصول الدين في جامعة الأزهر، ويقيم بمركز أجا في محافظة الدقهلية.

اقرأ أيضاً: الأمن المصري يعتقل القياديين في الإخوان غزلان والبرّ

واختطفت قوات الجيش والشرطة الدكتور "محمود سيد عبد الله غزلان"، الأستاذ المساعد بكلية الزراعة قسم الكيمياء في جامعة الزقازيق، وهو المتحدث السابق باسم جماعة الإخوان المسلمين، ويبلغ من العمر 67 عاماً (ولد في 7 إبريل/نيسان 1948)، متزوج ولديه خمسة أبناء منهم اثنان رهن الاعتقال هما أنس ويحيى، ويُقيم في منطقة المهندسين بالجيزة.

وعلمت أسرته نبأ اعتقاله من وسائل الإعلام أيضاً، إذ أعلنوا أن قوات من الجيش والشرطة اقتحموا إحدى الشقق بمدينة 6 أكتوبر حيث كان يقطن واقتادته إلى مكان غير معلوم، وقدمت أسرته شكاوى إلى النائب العام ووزير العدل للكشف عن مكان اختطافه، إذ إنه يعاني من الغدة الدرقية والضغط.

اقرأ أيضاً: مصر.. الدولة تحارب الإرهاب باعتقال السلميين
اقرأ أيضاً مصر: 44 حالة اختفاء قسري بينها 3 فتيات بمايو