تفجير "داعش" سجن تدمر يقسم المعارضة حول "باستيل" سورية

تفجير "داعش" سجن تدمر يقسم المعارضة حول "باستيل" سورية

31 مايو 2015
+ الخط -

ينقسم السوريون حول كل الأشياء، بعضهم موال للسلطة ورئيسها بشار الأسد، وبعضهم معارض لها، والمعارضون للسلطة منقسمون إلى تيارات وجماعات وجبهات، أكثرها يحمل السلاح وبعضها يلتزم السلمية.

وأثار تدمير تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، فجر أمس السبت، سجن تدمر العسكري، الذي يوصف بـ"باستيل سورية"، الكثير من الجدل بين السوريين المعارضين للنظام الحاكم، والذين تباينت آراؤهم بشدة حول أسباب تفجير السجن، واعتبر بعضهم التفجير خطيئة، في حين عبر البعض عن أن نظام الأسد المستفيد الوحيد من تفجير السجن، باعتباره دليلا واضحا على سنوات القمع والتعذيب الطويلة.

وسجن "تدمر" سجن عسكري يقع قرب مدينة تدمر الصحراوية، وبالقرب من آثارها الشهيرة (نحو 200 كلم شمال شرق دمشق)، وافتتح عام 1966، وهو بالأساس مخصص للعسكريين وتشرف عليه الشرطة العسكرية، لكنه شهد واحدة من كبرى المجازر في عهد الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد، وتحديدا في 27 يونيو/حزيران 1980، وهي المجزرة التي أودت بحياة مئات السجناء من مختلف المستويات الاجتماعية والسياسية المعارضة.

وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن تنظيم الدولة فجر سجن تدمر، عبر زرع عبوات ناسفة داخله وفي محيطه، بينما كان خاليا تماما من السجناء، مشيراً إلى أن التفجير خلف دماراً واسعاً في السجن، وهو ما أظهرته صور ومشاهد فيديو نشرها التنظيم على الإنترنت لاحقا.

وسيطر داعش على مدينة تدمر الأثرية الواقعة في قلب الصحراء قبل 11 يوما، وبينما حذر كثيرون من تدميره آثار المدينة، على غرار ما فعله بالآثار الآشورية في العراق، إلا أن التنظيم نشر لاحقا صورا تؤكد سلامة المدينة الأثرية، مؤكدا أنه سيحافظ عليها.



ويدور حاليا جدل سوري واسع حول لجوء "داعش" إلى تدمير السجن الشهير، حيث كتب الشاعر والأكاديمي السوري محيي الدين اللاذقاني: "على الذين لم يتفهموا ضرورة الحفاظ على سجن تدمر، أن يتذكروا الدور الدعائي الذي لعبته المعتقلات النازية التي تم الحفاظ عليها بعد الحرب الثانية".


وكتب رائد فتيان: إن الذين يعيبون على تدمير سجن تدمر ويطلقون عليه باستيل سورية، قد نسوا أو أنهم لا يعلمون أن الفرنسيين هدموا سجن الباستيل وأزالوا معالمه، وهدم المصريون السجن الحربي باستيل مصر. إن معالم الظلم لو بقيت لتجددت في الواقع مرة أخرى، واستبدل الجلاد بآخر لأن المكان موجود وقائم".

وكتب الصحافي عمار حمو: لمن ساءه أننا استنكرنا تفجير ‫سجن تدمر‬ الخالي من السجناء. أنصحه بقراءة الشهادات كـ(الطريق إلى تدمر- القوقعة- شاهد ومشهود) ليعلم أننا نستنكر طمس معالم جريمة، وإخفاء حقائق تاريخية نقلها من عاش بما تبقى من دمائهم.

وكتب الإعلامي السوري جابر الحجي: من لم يعش مع سجن تدمر 40 سنة. يسمع عن مآسيه ويسمع ممن كانوا فيه، وعن أحبابه الذين دخلوه ولم يخرجوا. فلن يعني له تدمير هذا السجن أي شيء.


في حين هاجمت صفحة "الثورة السورية ضد بشار الأسد" على "فيسبوك"، تفجير سجن تدمر، وكتبت الصفحة: "اندفع الكثيرون للدفاع عن عصابة داعش، عندما قامت بتفجير أضرحة وآثار، في سورية والعراق، فنبشوا في كل كتب الفقه كي يخرجوا أدلّة ترى أن ما تفعله داعش أمر محمود، ينبغي أن نرفع لها الشكر والتقدير عليه، اليوم قامت العصابة بتفجير سجن تدمر، هذا السجن الذي شهد مقتل آلاف من السوريين على مدار عقدين على الأقل، في ظروف وحشية، ليطمسوا هذا الدليل، بكميات متفجرات كانت تكفي لتفجير مطار، ويطمسوا هذا الشاهد على إجرام الأب والابن بحق شعب".

وأضافت الصفحة: "لا يمكن إيجاد تفسير ديني ولا عسكري لتفجير السجن، ولا يمكن فهم هذه الجريمة إلا باعتبارها جزءا من الحرب المفتوحة التي تشنّها عصابة البغدادي (زعيم تنظيم الدولة)، بالتعاون مع عصابة القرداحي (مسقط رأس بشار الأسد) الذي يُشاهد هذه الصور، ويضحك ملء شدقيه سروراً بطمس مسرح الجريمة على يد هؤلاء الأوباش".










دلالات