الدنمارك تحاصر "أئمة الكراهية ودعاة الحروب"

الدنمارك تحاصر "أئمة الكراهية ودعاة الحروب"

28 مايو 2015
شعار انتخابي يشبّه الإسلام السياسي بالنازية (العربي الجديد)
+ الخط -

في تطور جديد بشأن مواقف الدنمارك حول "مكافحة التطرف"، تقدمت وزيرة العدل الدنماركية ميتا فريدركسن بمقترح أمام البرلمان، يقضي باعتبار الأئمة الذين "يدعون إلى كراهية اليهود ويخطبون عن الحروب" غير مرغوب فيهم في بلادها.

وتأتي تصريحات فريدركسن على خلفية حضور إمام أسترالي هو إسماعيل الوحواح اجتماعاً دعا إليه "حزب التحرير" الإسلامي في كوبنهاغن. وقد خطب الوحواح بحسب الوزيرة عن "الجهاد المقدس ضد الغرب".

وتسعى كوبنهاغن منذ الهجوم الذي شهدته في فبراير/شباط الماضي، إلى ما تسميه "محاصرة التطرف ومنع جنوح الشباب نحوه". ويتبين من المعلومات التي حصلت عليها "العربي الجديد" أن وزيرة العدل بالتعاون مع بقية الأحزاب، تسعى قبل بدء شهر رمضان إلى منع دخول هؤلاء الذين ينتظرون الموافقة على تأشيرات الدخول. ويشير مصدر خاص لـ "العربي الجديد" إلى أن القرار "سيشمل حتى هؤلاء الذين يحملون جنسية غربية".

من جهتها، تعمل الأجهزة الأمنية على تقديم ما لديها من معلومات عن هؤلاء الذين سبق وعبروا الحدود، وخصوصاً جهاز الاستخبارات الدنماركي الذي يراقب بشكل لصيق كل ما يدور في مساجد الدنمارك ومصلياته. وما استنفر الأجهزة الأمنية ووزارة العدل، هو أن الوحواح راح يمجد الهجمات ضد الغرب ويتحدث عن الجهاد ضد أوروبا في حديثه عن هجوم شارلي إيبدو، في حين كان علم تنظيم "داعش" يُرفع في الخلفية. لكن مسلمين تحدّثوا إلى "العربي الجديد"، أوضحوا أن "الراية لم تكن لداعش بل راية لا إله إلا الله التي يستخدمها حزب التحرير حتى من قبل تشكّل داعش. وهذا يظهر مدى الخوف من التطرف الإسلامي".

ويبقى أن ما قاله الوحواح في خطبته يعدّ خطيراً للسياسيين والأمنيين، إذ اعتبر هؤلاء أن خطبه وتصريحاته تحمل تهديداً، كما حدث في زيارات سابقة لكوبنهاغن. وقد أعادت الصحف التذكير بما قاله لصحيفة "ديلي تلغراف" في كوبنهاغن عام 2012: "سوف تدفعون الثمن. أنتم ترسلون قواتكم إلى العراق للقصف بهدف نشر الديمقراطية. نحن سنرسل قواتنا إلى أستراليا وفرنسا وألمانيا. إن السياسيين في بلادكم مجرمون ويكذبون وحضارتكم ستدفع الثمن".

وكانت ألمانيا قد طردت سابقاً هذا الإمام المؤيد لتنظيم الدولة الإسلامية والمؤمن بالخلافة، ومنعته من دخول أراضيها، كذلك منع الوحواح من دخول إندونيسيا في حين أنه محكوم بالإعدام في الأردن.

إلى ذلك، كشفت إحدى الصحف المحلية (مترو إكسبرس) في شهر فبراير/شباط الماضي أن عدداً من أئمة المساجد المتشددين والممنوعين من دخول البلاد مرات عدّة، قد دخلوها من دون أن تكشفهم الاستخبارات. وتتهم الصحف الدنماركية أئمة المساجد عموماً بأنهم "يلقون خطب عن الشريعة ويجندون الشباب من أجل الجهاد المقدس".

وفي السياق، عبّرت تصريحات بعض الأحزاب عن تأييد منع هؤلاء من دخول البلاد وعن استعدادها للتصويت لصالح القرار، ومنها حزب الشعب الاشتراكي اليساري وحزب المحافظين الذي رفع شعاراً انتخابياً يساوي فيه ما بين الإسلام السياسي والنازية.

وكان استطلاع للرأي أجرته صحيفة "مترو" بين قرائها في فبراير/شباط الماضي، قد كشف أن 92% من المستطلعين يؤيدون إغلاق الحدود أمام الأئمة المتشددين.

من جهته، رأى الناطق باسم حزب التحرير في كوبنهاغن يونس كوك، أن القرار "منافق تتخذه الدولة الدنماركية التي تتبجح بحرية التعبير"، ويعدّ ذلك "هجوماً على المسلمين" إذ يُمنع ضيوف جمعياتهم من دخول البلاد.

لكن أئمة آخرين تحفظوا على الإفصاح عن هوياتهم، يرون أن "هؤلاء الضيوف والأئمة من خلال خطبهم النارية يلحقون الأذى بالمسلمين، من خلال إثارة الرأي العام والقوانين ضد الجاليات التي تعيش بأمن وسلام".

حزب التحرير

"حزب التحرير" في الدنمارك مرخّص وقانوني، وهو لم يُحلّ ولم يُمنع من العمل كما حدث في ألمانيا. وتعدّ كوبنهاغن معقلاً أساسياً له في دول شمال أوروبا، وهو يجذب إلى صفوفه الشباب الأكثر تعلماً وأصحاب المناصب في المجتمع الدنماركي، بمن فيهم هؤلاء الذين ولدوا في البلاد وهؤلاء الذين يتحدرون من أصول دنماركية أيضاً.

اقرأ أيضاً: "التحريض ضد اليهود" تهمة إمام دنماركي في ألمانيا