زواج بالتقسيط في غزة

زواج بالتقسيط في غزة

07 ابريل 2015
شباب من غزة في حفل زواج- تصوير:عبدالحكيم أبورياش
+ الخط -

وجد الشاب الفلسطيني خليل زيدان، في إحدى مؤسسات "تيسير الزواج"، الآخذة في الانتشار داخل قطاع غزة، السبيل الوحيد لتوفير متطلبات زواجه المتعثر منذ نحو عامين، نتيجة عدم قدرته على تحمل نفقات الزواج ودفعها في آنٍ واحد، نظرا لتدهور الأوضاع المعيشية والاقتصادية لسكان القطاع.

وباتت مؤسسات تيسير الزواج مقصداً للمئات من شباب القطاع، المحاصر إسرائيلياً، منذ نحو ثماني سنوات، لما توفره من مساعدات تخفف من التكاليف الباهظة لإتمام إجراءات الزواج المعتادة، في ظل عزوف الشباب عن اتخاذ قرار الزواج، بسبب ضعف إمكانياتهم المادية وارتفاع معدلات البطالة في صفوفهم.

ويقول زيدان (33 عاما) لـ"العربي الجديد"، إنّ متوسط تكاليف مراسم العرس مع تجهيز غرفة يعيش فيها الزوجان، تبلغ نحو عشرة آلاف دولار، في حين أن ما يتقاضاه شهرياً لا يتجاوز 250 دولارا، الأمر الذي سبب له حالة من الإحباط واليأس لعدم قدرته على الزواج، وجعل من مشروعات التيسير السبيل الوحيد لإنهاء معاناته.

وتتكفل مؤسسات تيسير الزواج بتقديم عدة خدمات وتسهيلات للشاب المقبل على الزواج، كتزويده ببعض أثاث المنزل وإيجار صالة الأفراح، بجانب توفير مستلزمات الغذاء وحفلة الشباب، مقابل مبلغ مالي يتم تسديده بالتقسيط على عدة أشهر، سواء عن طريق الدفع المباشر، أو عبر الخصومات البنكية الميسرة.

وتبددت مخاوف الشاب أحمد جمال من تأخر الزواج والدخول في نفق الديون المالية، فور سماعه بأحد إعلانات مؤسسات تيسير الزواج، التي قدمت عرضا بأسعار مغرية يوفر للعروسين قاعة أفراح وكروت الفرح وحافلات لنقل المدعوين، بجانب بعض الأجهزة الكهربائية، مع تقسيط المبلغ على تسعة أشهر.

وأوضح جمال (26 عاما) لـ"العربي الجديد"، أن ظاهرة تيسير الزواج هي نتيجة متوقعة لتردي الأوضاع الاقتصادية في القطاع، وارتفاع معدلات البطالة لدى الشباب وندرة فرص العمل، مشدداً على أهمية أن تشمل تلك المشاريع فئة ذوي الاحتياجات الخاصة، وبالتحديد جرحى الاعتداءات الإسرائيلية على القطاع.




ووفقاً للجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، بلغت معدلات البطالة في قطاع غزة مع نهاية عام 2014، 32.6 في المائة، بواقع 27.8 في المائة بين الذكور، مقابل 53.1 في المائة للإناث. كما سجل أعلی معدل بطالة للفئة العمرية 24-15 سنة لكلا الجنسين، حيث بلغت 57.2 في المائة، بواقع 51.8 في المائة بين الذكور، مقابل 86.3 في المائة بين الإناث.

بدوره، قال مدير مؤسسة "حُلم" لتيسير الزواج، صقر الغول، لـ"العربي الجديد" إن "فكرة مشاريع تيسير الزواج قائمة على أساس تخفيف تكاليف الزواج الباهظة، ومساعدة الشباب غير القادرين على الزواج، لتحقيق أحلامهم وبناء مستقبلهم، في ظل ارتفاع معدلات الفقر والبطالة وصعوبة الأوضاع الاقتصادية".

وأوضح أنّ مؤسسته تمكنت، خلال عامين، من تسهيل إجراءات تزويج أكثر من 500 شاب من مختلف مناطق القطاع، عبر عدة عروض تقدمها بأسعار أقل مما هو معروض في الأسواق التجارية، ولا تتجاوز قيمتها الإجمالية أكثر من 2200 دولار، ويتكفل العريس الشاب بتسديدها على عدة شهور.