العراق: أزمة النازحين الجدد تتفاقم والمساعدات لا تكفي

العراق: أزمة النازحين الجدد تتفاقم والمساعدات لا تكفي

20 ابريل 2015
في ثلاثة أيام عبر أكثر من100ألف نازح لبغداد (Getty)
+ الخط -

تفاقمت أزمة النازحين في العاصمة العراقية بغداد، ولم تعد الحكومة أو منظمات المجتمع المدني قادرة على تلبية احتياجاتهم المتزايدة.

وفي هذا السياق، قال عضو ائتلاف الوطنية، حامد المطلك، لـ"العربي الجديد" إن المساعدات الحكومية التي وصلت إلى النازحين لا تكفي 5 في المائة منهم، مضيفاً، أن الحكومة وجميع مؤسساتها لا تستطيع استيعاب الأعداد المتزايدة من النازحين القادمين من محافظة الأنبار، في ظل الظروف المادية السيئة التي تمر بها.

وأشار المطلك إلى أن الجوامع ودور العبادة التابعة للوقفين السني والشيعي، فتحت أبوابها لاستقبال النازحين ومساعدتهم قدر المستطاع على تخطي محنتهم، داعيّاً في الوقت نفسه المنظمات الدولية والإنسانية لإيصال المواد الضرورية التي تحتاجها الأسر النازحة.

يشار إلى أن مئات العوائل نزحت من الأنبار، خلال الأيام القليلة الماضية، إلى العاصمة بغداد ومناطق أخرى، بعد اشتداد العمليات العسكرية وسيطرة تنظيم "داعش" على بعض المناطق في المدينة، حيث أكد رئيس مجلس إنقاذ الأنبار، الشيخ حميد الهايس، أن أكثر من 100 ألف نازح عبروا إلى العاصمة بغداد خلال الثلاثة أيام الماضية، غالبيتهم من مدينة الرمادي والقرى المجاورة لها.

وأشار الهايس إلى أن بعض سياسيي محافظة الأنبار ينعمون بالأمان في المنطقة الخضراء في العاصمة بغداد، وتركوا نازحي محافظتهم يواجهون معاناة التهجير.

إلى ذلك، أكد عضو مجلس محافظة بابل أسعد منعم لـ"العربي الجديد" أن المحافظة استقبلت في الفترة السابقة الكثير من العوائل النازحة، ولا تمانع أن تؤوي العوائل التي نزحت من محافظة الأنبار بسبب الأوضاع الأمنية المتصاعدة، موضحاً أن أعداد النازحين من محافظة الأنبار بدأت تتزايد خلال اليومين الماضيين.

وأشار منعم إلى أن مجلس المحافظة لم يتسلم أموالاً ولا توجد أموال مخصصة لإيواء النازحين، مطالباً الحكومة المركزية باتخاذ التدابير وتخصيص الأموال اللازمة لمواجهة هذه الأزمة.

وفي المقابل قال النائب عن التحالف الوطني، عبود وحيد العيساوي، في تصريحات صحافية، إن جميع الجهات المعنية والعشائر ومنظمات المجتمع المدني المحلية والأجنبية، مطالبة، اليوم، بدعم النازحين من محافظة الأنبار والوقوف معهم في محنتهم وتوفير المأوى والمساعات الغذائية والاحتياجات اليومية لهم، باعتبارهم ضيوف إلى حين عودتهم إلى مناطقهم معززين مكرمين.

وأشاد العيساوي بـ"توجيهات ديواني الوقفين الشيعي والسني بفتح جميع الجوامع والحسينيات لإيواء النازحين القادمين من الأنبار، وتوفير كافة الخدمات لهم، مؤكداً، في الوقت نفسه، أن وقوف العراقيين مع بعضهم بعضاً في محنهم يعطي درساً وطنيّاً على الوحدة الوطنية وتماسك النسيج الاجتماعي الواحد ودحض ما كانت تصبو إليه التنظيمات الإرهابية بزرع التفرقة بين أبناء البلد.

من جهة أخرى، ذكرت المفوضية العليا المستقلة لحقوق الإنسان، أنها رصدت تصرفات فردية عند بعض الحواجز الأمنية في العاصمة بغداد، تمنع أو تؤخر دخول نازحي الأنبار وتنقلهم في مناطق العاصمة.

وقالت عضو المفوضية، بشرى العبيدي، في حديث لـ"العربي الجديد" إنه للأسف الشديد، لغاية الآن هناك تصرفات فردية في بعض الحواجز الأمنية في العاصمة، تمنع أو تعرقل دخول نازحي الأنبار، وهي تصرفات تخالف قرار رئيس الوزراء، حيدر العبادي، ومجلس النواب القاضي بإلغاء فقرة الكفيل، داعيّاً القيادات العليا إلى محاسبة المخالفين لتعليمات الحكومة لأنهم يسيئون إلى عامة القوات الأمنية، حسب تعبيرها.

وأضافت العبيدي أن المفوضية تتفهم حرص القوات الأمنية ومخاوفها من قضية اندساس الإرهابيين بين صفوف النازحين، ولكن هذه المشكلة لا يتحملها النازح الذي فر من الموت ووصل إلى بغداد سيراً على الأقدام.

اقرأ أيضاً:
نازحة عراقية ترمي طفلها في الفرات بعد وفاته جوعاً
إجراءات أمنية تمنع آلاف النازحين من دخول بغداد
وفاة أطفال ومسنّين بسبب إغلاق بغداد أمام النازحين