أهمّ مناطق التنوّع الحيوي في العالم

أهمّ مناطق التنوّع الحيوي في العالم

12 ابريل 2015
أرز لبنان من مناطق التنوّع الحيوي (جوزيف عيد/فرانس برس)
+ الخط -

مناطق التنوّع الحيوي، أو الأحيائي، مناطق تضمّ تنوّعاً فريداً من جهة، ومهدّداً بالإنقراض من جهة أخرى، بحسب معايير "الاتحاد العالمي لصون الطبيعة" و"المنظمة العالمية لحماية الطيور".

تضم هذه المناطق مساحات هامة للطيور والنباتات والثدييات والزواحف والبرمائيات، ومحميات طبيعية، ومناطق رئيسية للفراشات، ومناطق هامة للتنوع الأحيائي في المياه العذبة وعلى الشواطئ وفي أعالي البحار.

في لبنان، صنّفت الجهات الدولية المعنية المنطقة العليا لحوض الليطاني، ومحمية أرز الشوف، ورواق غابات الأرز، كمناطق تنوع أحيائي من الأهم في العالم. وهي اليوم تتطلع إلى لبنان مرة أخرى لإعلان منطقة جديدة واحدة على الأقل، تكون برية جبلية وساحلية في آن. ولكي يتم تحقيق ذلك، فإن الأمر يقتضي تحديد المنطقة الجديدة على ضوء معيارين عالميين يتعلقان بمدى تعرّض الأنواع لخطر الإنقراض، ومدى تفرّد الموقع.

وفي ما يتعلق بالمعيار الأول، يكفي أن يحتوي الموقع على فرد من نوع "جد مهدّد" أو "مهدّد"، أو على 30 فرداً من نوع "هش (قابل للتهديد)"، بحسب تصنيف "الاتحاد العالمي لصون الطبيعة".

أما المعيار الثاني، فهو يتعلّق بوجود مجموعة من الأنواع في الموقع ذات أهمية عددية بالنسبة إلى عدد أفراد النوع في العالم مهما كان عمرها أو في أي مرحلة من مراحل حياتها. فعلى سبيل المثال، يكون الموقع من أهم المواقع العالمية إذا ما ضم 5% من أفراد نوع محصور في توزيعه العالمي على مساحة 50 ألف كلم2. أو إذا ضم مجموعة مهمة توازي 1% من عدد أفراد النوع في العالم. أو إذا كان الموقع يساهم في حماية 1% من الحجم العالمي للنوع. أو إذا كان الموقع يضم نوعاً محصوراً بالمنطقة (مثلاً شرق المتوسط)، وغير موجود في مناطق أخرى من العالم.

ومن أجل مطابقة هذه المعايير، لا بد من إجراء دراسات حول التنوع الأحيائي في الموقع المشتبه بأنه على قدر عال جداً من الأهمية. على أن تتم هذه الدراسات من قبل المجتمع المحلي والخبراء الوطنيين لكي يصار لاحقاً إلى تحليلها وتقييمها ومتابعتها.

والمتابعة تعتبر من أهم مراحل تحديد ومراقبة المناطق الأهم عالمياً لناحية التنوع الأحيائي. فهي تعتمد على معلومات دقيقة حول هذا التنوع، تنفذ منها إلى الإطلاع الدوري على تطور الأنواع لجهة ازدياد أو نقص أعدادها. فإذا ما كان هنالك ازدياد، تعمّم طريقة إدارة الموقع ليستفيد الآخرون. وإذا كان هنالك نقص، فذلك يعني فشلاً في الإدارة، أو حصول خطأ ما وجب استدراكه وتصحيحه لتعديل الخطة الإدارية واستراتيجيتها.

*اختصاصي في علم الطيور البريّة

المساهمون