رسالة من معتقل بـ"سجن العقرب" تروي فصول المأساة

رسالة من معتقل بـ"سجن العقرب" تروي فصول المأساة

08 ديسمبر 2015
أوضاع المعتقلين في سجن العقرب مزرية (GETTY)
+ الخط -


كتب أحد معتقلي "سجن العقرب" في مصر، رسالة أثناء نقله إلى المحكمة في سيارة الترحيلات، يروي فيها مأساة المعتقلين في السجن، وما يعانونه من انتهاكات غير إنسانية.

وجاء في الرسالة: "نحن الأموات الأحياء، كل الناس يموتون مرة واحدة ونحن نتجرع مرارة الموت كل يوم مرات ومرات"، تظنوننا نبالغ فاسألوا من يقابلوننا، في لحظات بعثنا من مقبرة العقرب حين نخرج لجلسات المحاكمة".

وأضاف "اسألوهم عن أجسادنا الواهنة وعيوننا الغائرة وملابسنا المتعفنة على أجسامنا وأقدامنا الحافية. أكتب لكم بدمي قبل مداد قلم استعرته لأنقل لكم ما حدث معنا يوم الخميس الماضي، بدأنا الخميس إضرابا عن الطعام احتجاجا على الأوضاع غير الآدمية التي نعيشها في زنازين بلا ضوء، وطعام لا يسد الرمق، ورعاية صحية منعدمة عبارة عن غطاء واحد لكل سجين، وأحيانا لا غطاء، سترة على اللحم مباشرة ممنوع حتى الشباشب كل ذلك في هذا الصقيع الأدوية الدورية للأمراض المزمنة يجردوننا منها إن حصلنا عليها.

وأضاف: "أضربنا ووهما اعتقدنا أن ذلك يجدي نفعا أو يغير شيئا، وتحركت الإدارة المتمثلة في رئيس المباحث، محمد البنا، ومعاونه محمد فوزي، والضابط محمد شفيق، والمخبر علاء. تحركوا بصحبة القوة الضاربة، واقتحموا الزنازين وأخرجوا كل المضربين عن الطعام ومن بينهم مسعد أبو زيد، المصاب بشلل الأطفال، وكبلوهم من الخلف وانهالوا عليهم ضرباً.


وأشار إلى أن "مسعد أبو زيد الآن يرقد في المستشفى لا نعلم حالته وهذا دليل على خطورتها، لأنه لا تنقل أي حالة إلى المستشفى إلا على مشارف الموت، ومسعد أبو زيد في العناية المركزة ومعه أربعة آخرون يرقدون بلا حراك".

وناشد كاتب الرسالة جميع جمعيات ومراكز ومؤسسات ومنظمات حقوق الإنسان التحرك لنجدة مسعد أبو زيد "الذي لا نعرف إن كان حيا أم لا. أما نحن فلنا الله"، على حد تعبيره.


وختم رسالته بقوله: "هذا فصل من فصول القتل اليومي الذي نتعرض له، وأنا لا أدري هل سئم الناس من استغاثاتنا فلم يعودوا يستجيبون، أم أنهم تعودوا على حكايات الرعب في العقرب فصارت عادية بالنسبة لهم".

ويشهد العديد من السجون المصرية موجة إضرابات عن الطعام؛ يخوضها معتقلون سياسيون احتجاجا على انتهاك حقوقهم مقارنة حتى بالسجناء الجنائيين، وحرمانهم من محاكمات عادلة، في حين تواصل السلطات المصرية سوء معاملتهم والتعنت الشديد وسحب الأغطية ومنع الأدوية.

وإلى جانب آخر، استمر إضراب محتجزي قسم شرطة سنورس بمحافظة الفيوم، لليوم الخامس على التوالي، إذ تمتنع إدارة القسم عن الإفراج عن المعتقلين رغم صدور أحكام ببراءتهم، وتشرع في تلفيق تهم جديدة لهم.

وفي هذا السياق، تصاعدت شكاوى معتقلي سجن برج العرب بمحافظة الإسكندرية، من إدارة السجن بسبب الإفراط في إيداع الطلاب عنابر التأديب ولمدد كبيرة، وعدم السماح للمعتقلين بالتريض، والتضييق على الأهالي في الزيارات، ومنع دخول الأطعمة والأدوية، واستمرار رفض إدارة السجن السماح بالمبيت بمديرية الأمن للحاق بالجلسات في ظل تأخر وصول عربات الترحيل، مما يترتب عليه تأجيل الجلسات لعدة شهور.


اقرأ أيضاً:سجن "العقرب" المصري.. الموت برداً أو تعذيباً