المجاعة تهدد أهالي الفلوجة

المجاعة تهدد أهالي الفلوجة

03 ديسمبر 2015
عراقيون يواصلون النزوح من الأنبار (فرانس برس)
+ الخط -
تشتد المجاعة على أهالي الأنبار بشكل غير مسبوق بعد نحو عامين على بدء العمليات العسكرية والمعارك بين القوات الحكومية وتنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، بعدما قطعت القوات الحكومية كافة الطرق التي تؤمن الأغذية والأدوية ومشتقات الوقود لأهالي المحافظة، الذين لا يزالون يعيشون في المناطق الواقعة خارج سيطرة الحكومة العراقية.

وتمنع قوات الجيش العراقي والمليشيات المسلحة المساندة لها؛ مرور المواد الغذائية بشكل تام إلى مدن الأنبار، وخصوصاً مدينة الفلوجة 60 كلم غرب العاصمة العراقية بغداد، فيما يستهدف طيران التحالف الدولي باستمرار المعابر، التي يمرر منها أهالي المدينة ما يحتاجونه من الغذاء من القرى والمناطق المحيطة.

ولعل الحصار، يشتد بشكل أكبر على مدينة الفلوجة عن باقي مدن الأنبار، منذ نحو شهرين، حيث نفدت المواد الغذائية من سوق المدينة، فيما لا يجد الأهالي طريقاً لإيصال المواد الغذائية لأكثر من 100 ألف مدني لا يزالون يعيشون في المدينة بأطفالهم ونسائهم.
وطالب مجلس محافظة الأنبار، اليوم الخميس، في بيان تلقت "العربي الجديد" نسخة منه، بفتح ممرات آمنة لأهالي المحافظة للخروج، أو تأمين الأغذية والأدوية لهم، والتي أصبحت شحيحة للغاية.
وقال رئيس مجلس المحافظة، صباح الكرحوت، في بيان، إنَّ "أهالي الفلوجة يعيشون الآن أوضاعاً قاسية ومأساوية بسبب شح المواد الغذائية والأدوية والمستلزمات الطبية ومشتقات الوقود في المدينة لصعوبة وصولها إليهم".


وبين الكرحوت أنَّ "القوات الأمنية تحاصر أهالي الفلوجة من الخارج، حيث تمنع تلك القوات وصول المواد الغذائية والدواء إليهم، وفي ذات الوقت هم محاصرون من تنظيم "داعش" الذي يمنعهم الخروج من المدينة"، على حد وصفه.

وطالب الكرحوت قوات الأمن العراقية بفتح ممرات آمنة لأهالي الفلوجة المحاصرين لتسهيل خروجهم من المدينة، محذراً من وقوع كارثة إنسانية ومجاعة غير مسبوقة للأهالي المحاصرين فيها. داعياً وزارة الهجرة والمهجرين إلى افتتاح مخيم في مناطق الخالدية والحبانية بهدف استيعاب الأسر التي من المؤمل أن تنزح من المدينة بسبب شح المواد الغذائية والأدوية.

من جانبهم، طالب وجهاء الفلوجة، الجامعة العربية ومنظمة الأمم المتحدة بالتدخل الفوري لإنقاذ عشرات الآلاف من الأهالي بعد نفاد مخزون المدينة من المواد الغذائية والأدوية والمستلزمات الطبية.

وقال الشيخ محمد القريشي، أحد وجهاء الفلوجة "إنَّ القوات العراقية والمليشيات المسلحة المدعومة إيرانياً تقطع كافة الطرق المؤدية إليها، وتمنع مرور أي مواد غذائية أو إنسانية أو طبية إلى أكثر من 100 ألف مدني لا يزالون، يعيشون في الفلوجة، شيباً وشباباً أطفالاً ونساءً".

وأوضح القريشي لـ"العربي الجديد" أنَّ أهالي الفلوجة أصبحوا أمام الموت جوعاً أو قصفاً بالصواريخ والبراميل المتفجرة والمدفعية الثقيلة، التي لم تتوقف منذ عامين، وقتلت الآلاف منهم أغلبهم أطفال ونساء ولا بد أن تتدخل الجامعة العربية والأمم المتحدة لإيقاف هذه الإبادة الجماعية التي تقوم بها الحكومة العراقية وقواتها من الجيش والمليشيات المسلحة".

وتحاول القوات العراقية مدعومة بأكثر من 40 مليشياً مسلحاً اقتحام الفلوجة، منذ أكثر من عامين دون جدوى، فيما يقوم طيران التحالف الدولي والطيران العراقي بقصف المعابر والمنافذ المؤدية من وإلى الفلوجة، يومياً، لمنع دخول المواد الغذائية والإنسانية.

الناشط الإنساني، عمر الفلوجي، بين أنَّ "القوات العراقية من الجيش والمليشيات المساندة لها تمنع إيصال أي مواد غذائية مهما كانت بسيطة لأهالي الفلوجة المحاصرين، وتقصف المعابر التي يقوم الأهالي بإدخال المواد الغذائية عبرها وتقتل العشرات منهم بشكل مستمر".

وكشف الفلوجي عن عمليات تهديد بالقتل أو الاعتقال من المليشيات المسلحة والقوات العراقية تعرض لها مع عدد من الناشطين العاملين في إغاثة المحاصرين والنازحين من الفلوجة وأطرافها وباقي مدن الأنبار.


اقرأ أيضاً:أول حالة وفاة بسبب الجوع في الفلوجة