جدل حول منع كتب البنا والقرضاوي في مدارس السعودية

جدل حول منع كتب البنا والقرضاوي في مدارس السعودية

02 ديسمبر 2015
قرار سحب الكتب من مدارس السعودية (تويتر)
+ الخط -

قررت وزارة التعليم السعودية سحب أكثر من 80 مؤلفاً من مراكز مصادر التعلم في المدارس، وعلى رأسها كتب رموز لجماعة الإخوان المسلمين المصريين وهم حسن البنا وسيد قطب، إضافة إلى الشيخ يوسف القرضاوي، وعدد من الكتاب العرب، ما أثار جدلا في الأوساط الثقافية والدينية.

وكان الكثير من تلك الكتب محط اهتمام الوزارة لفترة طويلة، لكنها عممت أمس الثلاثاء بياناً على جميع مدارسها، يؤكد سحب جميع المؤلفات من المكتبات، وتسليمها إلى إدارات التعليم ومكاتبها، في موعد أقصاه أسبوعان، مع ضرورة عدم قبول إهداءات لكتب أو مطبوعات سوى الواردة من وزارة التعليم.

وتضمّن التعميم أسماء الكتب المراد سحبها، ومن بينها (الله في العقيدة الإسلامية)، و(الوصايا العشر) لحسن البنا، و(الحلال والحرام) و(الناس والحق) ليوسف القرضاوي، وكتب (معالم في الطريق) و(شبهات حول الإسلام) و(الإنسان بين المادية والإسلام) و(في ظلال القرآن) لسيد قطب، إضافة لكتب (اشتراكيتهم وإسلامنا) لبشير العوف، وكتاب (الإيمان في حياة الإنسان) لحسن الترابي، و(وحدة الفكر الإسلامي) لأنور الجندي، وكتاب (ثمانون عامًا بحثًا عن مخرج) لصلاح حسن، فضلاً عن مجموعة كتب لأبي الأعلى المودودي من بينها (مبادئ الإسلام) و(أسس الاقتصاد).

وأثار القرار الاستغراب، حيث أكد الكاتب السعودي خالد المعينا أن القضية لا يجب أن تقتصر على منع بعض الكتب، ولكن "يجب أن تطاول أيضا أفكار المدرسين الذين يروجون لأفكار متطرفة للطلاب"، وقال المعينا لـ"العربي الجديد": "الخطوة التي قامت بها الوزارة صائبة، ولكنها لا تكفي، فلكي نحاصر الإرهاب والتطرف لا يجب أن نقتصر فقط على منع الكتب، بل يجب أن نعيد صياغة عقول المعلمين الذين يروجون للأفكار المتطرفة بين الطلاب، لو لم نقم بذلك ستكون الخطوة قاصرة، فالمعلمون يشكلون مشكلة أهم من الكتب في المدارس".

وأضاف: "أنا مع حرية الكتابة والكتب، ولكن بعض الكتب الموجودة في المدارس، تغسل عقول الطلاب، صحيح أنه يصعب منع الكتب في عصر الإنترنت، ولكن نحن لا نريد أن نقصر في هذا الجانب أيضاً".

ويعترف المعينا أن هناك كتبا وردت في القائمة لم يكن لها داع، مثل كتاب (في ظلال القرآن) لسيد قطب، ويتساءل: "هذا الكتاب لا أعرف لماذا دخل في القائمة، هل للأمر علاقة بضغوط خارجية؟ هناك أمور لا نعرف سببها، ربما لأن كتب سيد قطب ممنوعة في كثير من الدول".

وأكدت مصادر لـ"العربي الجديد" أن القرار صدر قبل نحو عام، وتم البدء في تطبيقه هذا الأسبوع، بينما تحول موقع "تويتر" لساحة نقاش ساخنة بين أوساط المثقفين، ودشن ناشطون على تويتر وسم #سحب_كتب_الارهاب.

وكتب عبدالله العجيمي منتقداً القرار: "سيد قطب تمت صلاة الغائب عليه في السعودية في الستينات، ثم منعت كتبه الآن، السؤال: هل الميت الذي تغيرت أفكاره أم الحي؟". ومن جانبه اعتبر عبد الله الناصري القرار نوعا من الوصاية المرفوضة في عصر الإنترنت، وكتب: "منع الشباب يعني تحديهم في اهتماماتهم وممارسة الوصاية على عقولهم، شباب اليوم مثقف جدا ويرفض الوصاية"، وتابع: "لسنا مع الإخوان كتنظيم سياسي.. لكننا معهم كفكر وسطي نعتبره التطوير الحقيقي لدعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب".

وكتب الناشط محمد الحصيف مستغرباً: "تفسير (في ظلال القرآن) من كتب الإرهاب!، أقترح أن تحجب الوزارة الإنترنت لأنه يمكن تنزيل الكتب من هناك".

وعلى طرف آخر، حظي القرار بدعم أطراف أخرى، فاعتبر خالد أبا الخيل القرار جيداً، ولكنه تساءل عن البديل، وكتب: "خطوة ممتازة في الاتجاه الصحيح، ولكن يا حبذا يتم تعويضها بكتب أخرى تملأ الفراغ وتوفر بدائل تسمح للشباب بالمقارنة بين الأفكار".


اقرأ أيضاً: كتّاب سعوديون: العلاقات مع مصر متأزّمة

المساهمون