فيان دخيل بين نكبتين

فيان دخيل بين نكبتين

بيروت

عبد الرحمن عرابي

avata
عبد الرحمن عرابي
12 ديسمبر 2015
+ الخط -

تحوّلت النائبة في البرلمان العراقي، فيان دخيل، إلى سفيرة وشاهدة عيان نقلت جرائم تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" بحق المكون الأيزيدي في العراق. وتسعى اليوم إلى إعادة اللاجئين الأيزيديين إلى مساكنهم الأصلية في جبل سنجار، بعد تحريره من سيطرة التنظيم.

بين نكبتين عاشهما المجتمع الأيزيدي في العراق خلال السنوات الماضية، برز اسم النائبة دخيل، وهي المرأة الوحيدة الممثلة لهم في البرلمان العراقي. يتذكر الجمهور العربي والعالمي دخيل من خلال الخطبة التي ألقتها أمام البرلمان في أغسطس/آب من العام الماضي، وهي تبكي. صرخت حينها: "شعبي يذبح"، فترددت العبارة في مختلف دول العالم، وأضاءت على معاناة 350 ألف إيزيدي عراقي (بحسب إحصائيات غير رسمية)، هجّرتهم جرائم "داعش".
وبرز اسم دخيل مجدداً مع تداول خبر سقوط المروحية التي كانت تقلها قرب سنجار أثناء مهمة إغاثية، لتحصل على عدد من الجوائز الحقوقية العربية والدولية، ما ساعدها في تسليط الضوء على قضية الأيزيدية في العراق.

في هذا السياق، تقول لـ "العربي الجديد" إن "تصدر المرأة لمشهد العمل السياسي في بلد تسوده العشائرية كالعراق أمر صعب، ويزيد من صعوبته تمثيلي لفئة مظلومة داخل المجتمع في منطقة كالشرق الأوسط". تستند إلى "ثقة المواطنين والناخبين ودعم الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي أُمثله في البرلمان، للتعبير عن مأساة الشعب الأيزيدي بشكل عام، والمرأة الأيزيدية بشكل خاص".

وترفض دخيل تمييز معاناة الأيزيديين، وإن كانت تشير إلى أن جرائم "داعش من قتل وذبح وسبي وخطف أكثر من 3500 امرأة أيزيدية لفتت أنظار المجتمع الدولي إلى معاناة شعبي، ليس لأننا قوم مميزون أو لأن ديانتنا ذات خصوصية، بل لأننا تعرضنا لأبشع أنواع التنكيل التي لا تمت إلى البشرية أو القيم الإنسانية بأي صلة". تصف "داعش" بعدو البشرية. تقول: "ليسوا أعداء الأيزيديين وحدهم أو أعداء الشعب العراقي فقط، بل أعداء الإنسانية والإسلام أيضاً". تتابع أن ممارسات التنظيم "شوهت صورة الإسلام في نظر الأيزيديين، وكذلك فعل النظام العراقي السابق بحقنا". فقد نقل الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، الأيزيديين من بلدات جبل سنجار (موطنهم الأصلي) إلى مناطق قريبة منه عام 1974، ولم يُمنحوا أي وثائق رسمية تُثبت ملكيتهم لأراضيهم في سنجار أو المناطق التي نُقلوا إليها. يومها تذرع حسين بدعم الأيزيديين للحركة الكردية، فنقلهم إلى مناطق أخرى وأحاطهم بقرى ذات غالبية سُنية.

وعلى الرغم من تحرير معظم مناطق جبل سنجار من سيطرة "داعش"،إلا أن معاناتهم مُستمرة بسبب صعوبة العودة إلى مناطقهم الأصلية. وتصف دخيل سنجار بـ"المحروقة"، وتدعو السلطات العراقية إلى تحمل مسؤولياتها من خلال "استكمال تحرير الأراضي وتطهيرها من الألغام وإعادة إعمار البنى التحتية والمباني التي دمرت تمهيداً لإعادة السكان إليها". وترى أن "الجهود العراقية يجب أن تتركز أيضاً على إعادة ثقة الأيزيديين بجيرانهم بعد الجرائم التي ارتكبت بحقنا خلال حكم نظام البعث وفي ظل سيطرة داعش".

حملت دخيل قضيتهم إلى العاصمة بغداد، وساهمت في إطلاق تقرير "القضايا المُلحة في مجال حيازة الأراضي في أوساط الأيزيديين النازحين من سنجار ـ العراق"، بالتعاون مع "برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية". انتقلت بعدها إلى العاصمة اللبنانية بيروت لتسويق المشروع إعلامياً، وشرح آثار "السياسات التمييزية التي يعود تاريخها إلى 40 عاماً مضت، في تقويض وإحباط فرص عودة النازحين الأيزيديين إلى مناطقهم في جبل سنجار".

اقرأ أيضاً: قبور سنجار الجماعية.. جرائم إبادة تبحث عن توثيق

ذات صلة

الصورة
الحريات في العراق

سياسة

إتاحة الحريات في العراق ما بعد صدام حسين كانت من شعارات غزو بلاد الرافدين. لكن منذ سنوات يتراجع منسوب الديمقراطية والحريات الفردية والجماعية في هذا البلد بسرعة.
الصورة
أبو تقوى السعيدي (إكس)

سياسة

أسفر استهداف طائرة مسيّرة مقراً لفصائل "الحشد الشعبي" يتبع لـ"حركة النجباء"، عن مقتل المسؤول العسكري للحركة مشتاق طالب علي السعيدي المكنى "أبو تقوى".
الصورة
قاعة الأعراس في الحمدانية في نينوى في العراق 1 (فريد عبد الواحد/ أسوشييتد برس)

مجتمع

أعاد حريق قاعة الأعراس في محافظة نينوى العراقية الذي خلَّف مئات القتلى والمصابين، ليلة أمس الثلاثاء، مشهد الحرائق المتكرّرة التي شهدتها البلاد في السنوات الأخيرة والتي خلّفت مئات القتلى والجرحى.
الصورة
صندوق من فاكهة الرمان (Getty)

مجتمع

أفاد تحقيق صحافي عراقي بأنّ بغداد تلقّت شحنة رمّان من بيروت تبيّن أنّها محشوّة مخدّرات، علماً أنّ هذه الشحنة جزء من سداد قيمة مستحقّات النفط العراقي المخصّص لبيروت.