انتقاد فضائح علمية منع محاضرة عصام حجي بمكتبة الإسكندرية

انتقاد فضائح علمية منع محاضرة عصام حجي بمكتبة الإسكندرية

26 أكتوبر 2015
حجي في زيارة سابقة له إلى قطر (فيسبوك)
+ الخط -
"يبدو أن مواقف العالم المصري بوكالة ناسا الفضائية، عصام حجي، من النظام المصري الحالي، وهي مواقف في معظمها ناقدة، كانت سبباً رئيسياً في منع محاضرته التي كان من المقرر إلقاؤها في مكتبة الإسكندرية قبل أيام"، هذا ما انتهت إليه الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان- منظمة مجتمع مدني مصرية- عقب قرار الحكومة إلغاء المحاضرة لـ"دواعي أمنية".

وكانت الجهات الأمنية في مصر، ألغت محاضرة حجي، كانت مقررة يوم 24 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، لدواعي أمنية باعتبار أن تواجد 1200 شخص بتلك المحاضرة هو تجمع طلابي يشكل خطراً على الأمن.

فيما أعلن حجي، اعتذاره للطلاب على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" بعد إلغاء المحاضرة: "أعزائي الطلبة، حبكم ورغبتكم باللقاء تعدت التوقعات ولم تجد إدارة جامعة الإسكندرية المساحة الكافية لاحتضان حماسكم وحضوركم، وقررت إلغاء المحاضرة قبل موعدها بيوم واحد، وأنا في طريقي للإسكندرية، لدواعي أمنية. أود أن أشكر المنظمين والأعداد الكبيرة التي سجلت لحضور الندوة وتحية تقدير لقيادات الجامعة على سعيها الحثيث للحفاظ على أمن الوطن من خلال منع محاضرة عن اكتشاف كوكب المريخ".

واستهجنت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان، في بيانها، منع أجهزة أمنية مصرية، محاضرة حجي، مع طلاب كلية الهندسة في جامعة الإسكندرية عن اكتشاف المياه على كوكب المريخ.

وقبل أيام من إلغاء محاضرته، كتب العالم المصري، على حسابه "فيسبوك"، معلقاً على ضعف المشاركة في الانتخابات البرلمانية المصرية "عدم مشاركة الناخبين هي رسالة قوية منهم للمرشحين والدولة بأن مصر ليست أمة مغيبة. نصيحة للمستخفين بعقولنا: لا تقايضونا على العيش في كابوس أو الموت من أجل حلم. فإذا اخترنا اليوم الأول، فغداً لن يبقى سوى الخيار الثاني".



كما سبق أن انتقد موقف الحكومة من الحرب على الإرهاب: "البطل الحقيقي في الحرب على الاٍرهاب هو من سينهي هذه الحرب بكلمة حب ورحمة، وليس من سينتصر في معركة تسيل فيها دماء العرب من كل الأطراف".
وحجي هو عالم فضاء مصري، ولد في العاصمة الليبية طرابلس سنة 1975 وحصل على بكالوريوس في علم الفلك من جامعة القاهرة، وحصل على الدكتوراه من باريس في عام 2002، وهي أول دكتوراه مصرية في علم اكتشاف الكواكب.

ويعمل عصام حجي حالياً في معمل محركات الدفع الصاروخي بوكالة ناسا الأميركية، ويشرف فيها على مشروع قمر صناعي يدرس المياه الجوفية وآثار التغير المناخي على المناطق الصحراوية. كما يشارك في أبحاث استكشاف الماء في المريخ، وتدريب رواد الفضاء وتصميم مركبات الفضاء المتجهة إلى أجزاء مختلفة من المجموعة الشمسية.

وحصل حجي على العديد من الجوائز العلمية تقديراً لدوره في اكتشاف المياه على المريخ. وفي عام 2006 منحته فرنسا جنسيتها كعالم متميز.
ويذكر أن جامعة القاهرة فصلت العالم المصري في سنة 2004 بسبب نقده الفساد في إدارة الجامعة، في ذلك الوقت، واحتجاجه على الإجراءات الإدارية.


واعتبرت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان، أن منع محاضرة علمية لعالم دولي بزعم الدواعي الأمنية هي "فضيحة دولية للحكومة المصرية التي تدعي الالتزام بحرية الرأي والتعبير، فهذا المنع يوضح الى أي حد يقف النقد السياسي حائلاً أمام حرية التعبير والتطور العلمي والثقافي في مصر، وكما قال حجي، فإن منع المحاضرة لن يزيد مصر علماً، ولن يزيد مصر أمناً".
وأضافت الشبكة في بيانها الصادر، أمس، "إن تدخل أجهزة أمنية بالمنع أو غيره في فعالية علمية تقام داخل الجامعة، هو انتهاك سافر للحريات الأكاديمية بخلاف أنه بصفة عامة انتهاك لحرية التعبير. ويعد تكرار مثل هذه الانتهاكات والتواطؤ بالصمت أو التبرير وأحيانا بالقبول العلني من إدارات الجامعات وهيئات التدريس بها، تهديداً بالغ الخطورة لما ينبغي أن تتمتع به الجامعات من حريات أساسية لا يمكن لمهامها البحثية والتعليمية أن تستمر دونها".

وطالبت الشبكة العربية، بفتح تحقيق في الواقعة ومحاسبة من يقف وراءها، كما طالبت بوقف تدخل الأجهزة الأمنية بأي صورة من الصور في أعمال الجامعات وأنشطتها.
وغادر حجي، أمس، القاهرة، متجهاً إلى الولايات المتحدة ثانية، بعدما فشلت جهود إثناء من قرروا إلغاء محاضرته عن قرارهم.

وشغل حجي، منصب المستشار العلمي لرئيس الجمهورية، في يوليو/تموز 2013، في عهد الرئيس المصري المؤقت، عدلي منصور، والرئيس المصري الحالي، عبد الفتاح السيسي، حتى يونيو/حزيران 2014، بعدما تعرض لوابل من الهجوم اللاذع على أصداء انتقاده "الفضيحة العلمية"، التي تورط فيها الجيش المصري، باختراع جهاز يعالج الإيدز وفيروس سي، عرفت فيها بعد بـ"فضيحة جهاز الكفتة"، وكتب عنه "أنا كمستشار علمي للرئاسة لا أدعم هذا الاكتشاف بكل وضوح، فهو إهانة لمصر في الداخل والخارج، وليست المرة الأولى التي يحدث فيها ذلك".




اقرأ أيضاً: عصام حجي و"فيلة".. العلم ضحية "الكفتة"