هل انتهى الحب؟

هل انتهى الحب؟

20 أكتوبر 2015
إما أن تجاريه وتتحداه، أو يسبقك (Getty)
+ الخط -

انتهى الحب؟ كلا. فعل الحب لن ينتهي أبداً.. لكنك ستعشق وتكمله مع آخر. اعشق إذا استطعت أن تعشق. تقول التجربة إن الحب الأول يمكن أن يتكرر مرّة واحدة على اﻷقل. ليس بوسعي إلا أن أحب، وأن أكتب عن الحب واقعاً أم خيالاً. لا أجيد شيئاً آخر. ربما أجيد التعمّق أكثر في حب ليس لي، فأكتب عنه مجدداً.

الحب فعل غير إرادي، مثل التنفس. شهيقاً تقع في الحب، وزفيراً تخرج منه. من ثم، شهيق زفير وشهيق زفير، وتحيا وتموت في التجربة. الحب كالزمن، مستمرّ من دون أن يلتفت إلى الوراء. إما أن تجاريه وتتحداه، أو يسبقك.
غالباً ما نعتقد أننا نملك كل شيء، إلى أن يأتي حبّ ويعكس فراغاً عاطفياً غاب عن قلبنا. هذا الفراغ هو الحب. تهاتفها وتتفقان على موعد في مقهى، في مطعم، في سينما، وربما على شرفة مع سيجارة وأخبار الطفولة. وسرعان ما تتكلمان عن عائلة وأسماء أطفالكما، وأحلام وأحلام وأحلام... إلى أن تفترقا إلى الأبد.
تقلق عندما تغيب عنك أو عن هاتفك.. تخاف أن تخسرها. لا بأس، هذه هي مغامرة الحب. الحب هو أن تدع نفسك من أجل الآخر، لا أن تملكه.

تأتي فتاة وتصبح داءك ودواءك، بردك ودفئك، حلمك وحاضرك ومشروع ذكرى. هي أغنيتك في قصة حب. تحدثك عن مشاعرها ومعاناتها وماضيها وحاضرها.. عن أحلامها، وعن ظلم وقعت به، وعن حب خسرته، وعن مجد حققته، وعن صديق فقدته، وعن كلام جرحها، وعن قصة شجعتها. كل هذه القصص تجعلك أباً لها، فتخطفها من مآسيها، وتوسّد صدرك لها. هو شعور يأسرك ويكسر خاطرك، كلما أردت أن تتخذ موقفاً منها، فتبرر الخطأ بحبك لها.
تعانقها وتحفظ رائحة جسدها، وتقبّل عينيها وتحضن شعورها. تلتقط صورة لتذكّرك بها عند أول فراق. تنظر إلى قميصك الذي خلعته عن جسدك في سريرها، وتنظر إلى الطريق الذي مررتما به معاً. تفتقد المكان الذي جلست فيه معها. كل هذه النوستالجيا هي حب.. وإن لم تكن معك.

الحب لا يطرق أبواب القلوب الفارغة، ولا يزورها حتى! هو موجود فقط لمن يؤمن به. إن لم نؤمن بالحب، لن نحصل عليه. واعلم أن القلب الذي يعاني من الاستقرار العاطفي، ما هو إلا قلب ميت لا يعرف الحياة.
يُقال إن لا حياة من دون حب. نعم، لا حياة من دون حب. التأكيد ليس سطحياً.. فعل الحب لا ينتهي. هو موجود في كل يوم. لا تمر لحظات في حياتنا من دون أن نشعر بحب.

لا أعرف عشيقة الغد ولا شكلها، لكنني متأكد من أنني سوف أحبها، ولن أبحث عن سبب لحبي لها، ولن أعتذر عن حب أخطأت به.. احتراماً لشرف التجربة وللحظات ضحكت وبكيت فيها معها أو من دونها أو بسببها أو لأجلها.

اقرأ أيضاً: امضِ كرجل نبيل

دلالات

المساهمون