معاناة جديدة جراء قصف الجسور في اليمن

معاناة جديدة جراء قصف الجسور في اليمن

12 أكتوبر 2015
معاناة أهالي اليمن متواصلة (العربي الجديد)
+ الخط -


تتزايد معاناة اليمنيين المستمرة منذ خمس سنوات، حيث اضطروا مؤخرا إلى البحث عن طرق سير بديلة، بعد تدمير طرق معبدة وجسور رئيسية، نتيجة قصفها من قبل مقاتلات التحالف العربي.

وتتواصل المواجهات المسلحة بين التحالف العربي والمقاومة الشعبية الموالية للرئيس هادي من جانب، والحوثيين وحليفهم الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح من جانب آخر، منذ ما يقارب الـ200 يوم من الحرب في اليمن.

وساءت أوضاع بعض المواطنين الذين تعتمد أعمالهم أو تجارتهم على الحركة بين العاصمة صنعاء، والمحافظات المحيطة بها مثل المحويت، وحجة، وعمران، وصعدة، والحديدة، وذمار، ليضطر بعضهم إلى البقاء في المنازل دون عمل، أو لجوء آخرين إلى اتخاذ طرق ترابية وعرة للوصول لمبتغاهم.

وتم استهداف جسر "عصفره" الذي يبعد عن العاصمة 50 كيلومترا، ويقع في منطقة بني مطر، في الأول من أكتوبر/تشرين الأول بقصف طائرات التحالف العربي، بهدف قطع الإمدادات عن جماعة الحوثي من محافظة الحديدة، باعتباره يربط صنعاء بالحديدة، وهو الأمر الذي انعكس سلباً على معيشة المواطنين، حيث تعطلت حركة التجارة ونقل السلع، وتنقل القادمين من مدينة الحديدة الساحلية، والمناطق الواقعة على طول هذا الخط، أو القادمين من صنعاء وما جاورها.

بعد دقائق من تدميره، وقف عبد الله البعداني بسيارته حائرا أمام الجسر الذي كان يسهل الحركة فوق الممر المائي ليصل إلى العاصمة. وقال "لقد وقفت السيارات على جانب الجسر المدمر، واضطر بعض الناس إلى العودة وقطع مسافات طولية من جديد".

كما أشار إلى أن موكب أحد الأعرس اضطر إلى النزول من السيارات، وقطع الطريق سيرا على الأقدام، ونقل العروس إلى منزل عريسها الموجود في قرية تقع في الجهة الأخرى من الجسر.

وأكدّ البعداني لـ "العربي الجديد" أن بعض المسافرين القادمين من محافظة الحديدة (غربا)، افترشوا الأرض وفضلوا البقاء في أماكنهم حتى يتم تمهيد أرض جانبية لبعد المسافة وشح البنزين، مضيفا "كان المشهد محزنا لأن من بين هؤلاء أطفال ونساء، وفضل السائقون العودة لأن المسافة طويلة، ولا يتوفر لهم الوقود الكافي".

ولفت إلى أن سكان المنطقة قاموا بإيواء هذه الأسر، وأسكنوهم في منازلهم حتى تم استحداث طريق ترابي فرعي بعد أيام.

وأوضح البعداني، أن المجلس المحلي بالمنطقة عجز عن ايجاد طرق بديلة لمرور السيارات، ما دفع محسنون إلى دفع مبالغ مالية، واستأجروا جرافة قامت بردم الممر، وفتح طريق مؤقتة لتكون مناسبة لمرور السيارات الصغيرة رغم وعورتها.

إلى ذلك، توفيت امرأتان أثناء مخاض الولادة نتيجة عجز أهاليهن عن نقلهن من قرى بالمحافظة إلى مستشفى الجمهوري بمحافظة المحويت (غرب)، بعد تدمير أحد الجسور، بحسب الناشط الحقوقي طه السنحاني.

وقال السنحاني إن أهالي المحافظة تضرروا كثيرا بسبب قطع الطرقات الرابطة بين مديريات المحافظة، وبينها وبين صنعاء والحديدة. مشيرا إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية والمشتقات النفطية إلى مستويات قياسية، نتيجة عدم قدرة سيارات نقل البضائع على الدخول إلى المحافظة بعد تدمير الجسور التي تربطها بصنعاء والحديدة.

وأضاف "تجاوز سعر أسطوانة غاز الطبخ المنزلي أضعاف سعره الرسمي، بعد عجز ناقلات الغاز عن الوصول إلى المحافظة؛ وهو ما فاقم معاناة المواطنين".

واضطر الأهالي إلى إنشاء طرقات ترابية وعرة ومؤقتة، لمرور السيارات الصغيرة، غير أن سيارات نقل البضائع الكبيرة والوقود عاجزة عن الدخول إلى المحافظة.

وكانت مقاتلات التحالف العربي أغارت مؤخرا على أربعة جسور في شبكة الطرق الرابطة بين بعض المحافظات، إذ استهدفت جسر "مقشلة" بين الحديدة وصنعاء، وجسر "لاحمة" بين المحويت والحديدة، وجسر "زحام" بين صنعاء والمحويت، وجسر "شرس" بين عمران وحجة.

يذكر أنها ليست المرة الأولى التي يتم فيها تدمير الجسور، والعبّارات المائية التي تربط العاصمة بالمحافظات المحيطة، بل سبق وتضررت هذه الجسور والعبّارات في مواجهات وحروب سابقة عاشتها العاصمة صنعاء والمحافظات المجاورة خلال العقود الماضية.

اقرأ أيضا:تحولات التدخل العسكري في اليمن: حصار الانقلابيين وعودة الشرعية

دلالات