مسعفو غزة لا يلتقطون أنفاسهم

مسعفو غزة لا يلتقطون أنفاسهم

05 اغسطس 2014
مسعف فلسطيني مصاب برصاص الاحتلال (عبد الحكيم أبو رياش)
+ الخط -

يتَوَسَط المسعف الفلسطيني، أبو محمد عجور، مجموعة من زملائه المسعفين في أحد جنبات مجمع الشفاء الطبي وسط مدينة غزة. يأخذ المسعفون قسطاً من الراحة، ويتناولون القهوة بعد أن كانوا محرومين منها، مع دخول وقف إطلاق النار لثلاثة أيام حيز التنفيذ.

عجور وزملاؤه لم يتمكّنوا من الحصول على قسطٍ وفيرٍ من الراحة خلال أيام العدوان التسعة والعشرين، وكانوا يختلسون الوَسَن بين الغارات والقذائف، حاملين أرواحهم على راحاتهم بعد أن استشهد وجرح منهم العشرات، نتيجة الاستهداف الإسرائيلي المباشر لطواقمهم.

ويقول لـ"العربي الجديد" إنه وزملاءه تجمّعوا رغم الهدنة الإنسانية، ولم يتمكّنوا من مغادرة الميدان تحسّباً لوقوع استهدافات إسرائيلية أو خرق للهدنة كما حصل في الهدنة الأخيرة التي استشهد فيها أكثر من 50 فلسطينياً شرقي حيّ الشجاعية.

زميله أبو خالد شبير، يبدو على ملامحه النعاس والإرهاق، لكنه حَذِرٌ أيضاً في التعامل مع الأحداث والواقع غير المستقر، ويوضح أن عمل المُسعِف الفلسطيني خَطِر جداً، وأن الهدنة إن تمت من دون عوائق ستمكّن طواقم الإسعاف والطواقم الطبية من الاستراحة، ولو لحظات.

ويضيف أبو خالد لـ"العربي الجديد": عملنا خلال الحرب، وواصلنا الليل بالنهار، وكنا نترك التعب جانباً عند القصف والاستهداف الذي لم يتوقف ولو دقيقة واحدة، وأتمنى الآن أن يتحقق الهدوء، فهناك آلاف الجرحى بحاجة إلى تضميد جراحهم، ونحن بحاجة إلى الراحة، كما شعبنا بحاجة إلى الهدوء.

الإطفاء والدفاع المدني

ولم يختلف حال رجل الإطفاء خالد طعيمة عن سابقيه، فطواقم الدفاع المدني رافقت سيارات الإسعاف في أماكن وجودها كافة، ولم يتوقف عمل تلك الطواقم على مدار الساعة خلال الحرب الإسرائيلية المسعورة وغير المسبوقة على غزة، والتي استخدم فيها آلاف الأطنان من المتفجرات والنيران.

ويقول طعيمة لـ"العربي الجديد": إن الهدنة بالنسبة لطواقم الدفاع المدني فرصةٌ للعمل وانتشال جثامين الشهداء من تحت الأنقاض، وفتح الطرق أمام حركة المواطنين، وتمكين النازحين من العودة إلى منازلهم عبر توفير سبل الوصول للمناطق المدمرة.

أبو محمد الفقي، زميل رجل الإطفاء طعيمة، بدا منهكاً بعد أيام العدوان الطويلة، ويقول إنه لم يمر عليه في سنوات عمره السابقة حرب مثل هذا العدوان الإسرائيلي على غزة، مبيّناً أنه لم يترك المجال أمام رجال الإسعاف أو طواقم الدفاع المدني للراحة، وأن عنف الاعتداء جعلهم طوال المدة في حالة استنفار.

ويقول: هذه الهدنة فرصتنا لالتقاط أنفاسنا، فالعمل تحت الضغط مرهق بشكل غير متوقع، والذي كان يدفعنا هو حسنا الوطني وشعورنا بقدسية ما نقوم به. مختتماً: أتمنى أن تكون الأيام الصعبة السابقة آخر مكروه يحياه شعبنا الفلسطيني.

وبدأ اليوم الثلاثاء وقف مؤقت لإطلاق النار لإتاحة الفرصة لوفد فلسطيني ووفد إسرائيلي لإجراء مفاوضات غير مباشرة في القاهرة، للوصول إلى اتفاق تهدئة ينهي العدوان الإسرائيلي والحصار على القطاع، في مقابل وقف المقاومة الفلسطينية عملياتها ضد الاحتلال.

دلالات