عائلات غزة تواجه انقطاع الكهرباء بالإفطار على الشاطئ

عائلات غزة تواجه انقطاع الكهرباء بالإفطار على الشاطئ

07 يوليو 2014
الافطار على شاطيء بحر غزة (عبد الحكيم أبو رياش)
+ الخط -

تجمعت عائلة أبو أنس الخيري حول مائدة الإفطار الرمضانية، بعد أن افترشت رمال بحر مدينة غزة، هرباً من ارتفاع درجات الحرارة، في ظل الانقطاع المتواصل للتيار الكهربائي، والذي يصادف غيابها وقت السحور أو وقت الفطور، أو كليهما معا.

عائلة أبو أنس ليست الوحيدة التي تنتظر أذان المغرب لتناول فطورها على شاطئ بحر غزة، بل تشاركها عشرات العائلات التي هربت من حر الصيف، ومصادفة موعد الفطور لموعد انقطاع التيار الكهربائي، فجلسوا متجاورين على امتداد شارع البحر وفي منطقة "الكورنيش".

وينغص الانقطاع المتواصل للتيار الكهربائي على مواطني قطاع غزة البالغ عددهم مليون وثمانمائة ألف مواطن حياتهم اليومية، وذلك بعد قصف قوات الاحتلال الإسرائيلي محطة توليد الكهرباء، ونقص الوقود الذي لا يمكّن مولدات المحطة من العمل.

ويضطر عدد كبير من العائلات الغزية إلى مغادرة بيوتهم والاتجاه إلى المتنزهات العامة وشاطئ البحر لتناول إفطارهم في شهر رمضان، حتى بات الأمر منذ عامين ظاهرة اجتماعية ملفتة.

ويقول عمار الخيري الذي توسط زوجته ملك وابنتيه ليان وبيسان وابنه أنس لـ"العربي الجديد":" أنا أحب البحر وأصبحت معتاداً على ارتياده، خاصة في شهر رمضان لتناول وجبة الإفطار والحلويات الرمضانية، وفي السنوات الأخيرة أصبح قدومي للبحر أساسياً لانعدام البدائل".

ويضيف: "البيت في فصل الصيف لا يطاق مع انقطاع التيار الكهربائي، فما بالك عندما يكون انقطاع الكهرباء في شهر الصيام، لذلك نتغلب على تلك الإشكالية أنا وأسر إخوتي باصطحاب زوجاتنا إلى البحر، وكما ترى، هناك العديد من العائلات التي جاءت لتناول إفطارها على الشاطئ".

ويتوسط المواطن كريم وَشَح عائلته التي جلست في إحدى الكبائن التي تم تجهيزها للمواطنين في شارع البحر (الكورنيش)، يضع لمساته الأخيرة على مائدة الطعام ويجهز كؤوس الماء قبيل الأذان، ويقول: "قدر الشعب الفلسطيني أن يواجه صعوباته بالأمل والصمود، فالصمود بحد ذاته انتصار أمام المحتل".

ويضيف لـ"العربي الجديد" الصيف هذا العام حار جداً، ولا يمكننا تحمله في الأيام العادية، وفي شهر رمضان تزيد صعوبته، لذلك نغادر البيت عندما تقطع الكهرباء ونتوجه إلى شاطئ البحر القريب من بيتنا"، ويضيف ممازحاً في أول الشهر عندما أتلقى راتبي أصطحب عائلتي إلى أحد المطاعم لمرّة واحدة فقط".

وعلى امتداد شارع البحر وفي الاستراحات البحرية، تتوزع العائلات الفلسطينية قبيل أذان المغرب، وقد جهزوا المأكولات الرمضانية والعصائر والحلويات. وعقب انتهاء هؤلاء من افطارهم، تقوم العائلات بتجميع بقايا الطعام وتنظيف المكان قبل مغادرته.