مستشفيات سوريا تكافح لوقف نزيف الدماء

مستشفيات سوريا تكافح لوقف نزيف الدماء

20 ابريل 2014
كثير من مستشقفيات سورية تعرضت للتدمير (GETTY)
+ الخط -



أطباء وجراحون يعملون في مستشفى في محافظة درعا السورية يكافحون للتعامل مع الظروف الصعبة الناجمة عن الصراع الدائرة رحاه في بلدهم، حيث يركز المستشفى، الواقع في الجزء الشرقي من مدينة درعا، أساسا على علاج الأطفال المولودين حديثا ورعاية الأطفال.

ويقول الطبيب، يعرب الزعبي، أخصائي النساء والتوليد المسؤول عن إدارة المستشفى: "مركز الأطفال والحواضن تابع لمركز في المنطقة الشرقية من درعا في حوران يضم قسم توليد طبيعي، وقيصريات، وعيادة نسائية، وقسم حواضن أطفال وعيادة أطفال. ويتم إجراء العمليات القيصرية على مدار 24 ساعة. جميع الحالات الاسعافية في المنطقة يتم استقبالها في هذا المركز".

ويجري المركز نحو 100 عملية ولادة قيصرية كل شهر، بالإضافة إلى عشرات حالات الولادة الطبيعية. والمركز به ما إجماله ست حاضنات للأطفال حديثي الولادة، ويحذر الطبيب الزعبي من أن هذا العدد غير كاف بأية حال للتعامل مع عدد الحالات التي يستقبلها المركز، بحسب قوله لرويترز.

ويضيف الزعبي: المستشفى لا يعاني فقط نقصا في الامدادات والمعدات، لكنه يعاني أيضا نقصا في الكوادر الطبية المتخصصة. "نعاني من عدم توفر الكوادر الطبية، خاصة أخصائيي الأطفال وأخصائيي النسائية والتوليد. أغلب الأطباء تم الضغط عليهم من قبل النظام. كما قرر عدد كبير منهم مغادرة الوطن".

ورسمت دراسة حديثة لمنظمة "أنقذوا الأطفال" صورة كئيبة لنظام الرعاية الصحية المنهار في سوريا، فقال تقرير الدراسة الذي صدر الشهر الماضي إن نحو 60 في المائة من المستشفيات السورية لحقت بها أضرار أو دُمِّرت منذ بداية الصراع في البلد، قبل أكثر من ثلاث سنوات، وفرّ نحو نصف الأطباء العاملين فيها من البلد.

ووصفت المنظمة الخيرية، غير الحكومية، تبعات انهيار النظام الطبي بأنها "رهيبة" مع مواجهة المستشفيات والأطقم الطبية المتبقية صعوبة في علاج مئات الآلاف الذين أصيبوا في القتال.

وقال التقرير إن النظام الصحي السوري يعاني الآن من فوضى، إلى حد أننا سمعنا تقارير عن استخدام أطباء ملابس قديمة كضمادات واختيار مرضى لضربهم بقضبان حديدية حتى يفقدوا الوعي بسبب عدم وجود مواد التخدير (البنج).

وأضاف أن نقص المياه النظيفة يعني شبه استحالة تعقيم الضمادات، مما يثير خطر الاصابة بتلوث واحتمال الوفاة.

وتوفي أطفال حديثو الولادة في حضانات بسبب انقطاع الكهرباء. وقال التقرير إن مرضى توفوا نتيجة حصولهم على فصيلة دم خطأ، كما تجري عمليات نقل الدم بين الناس بشكل مباشر بسبب عدم وجود كهرباء.

ونقل التقرير عن الجمعية الطبية السورية الأمريكية قولهم إنه منذ بداية الصراع توفي 200 ألف سوري بسبب أمراض مزمنة وعدم حصولهم على العلاج والأدوية اللازمة.

وتأثرت عمليات التطعيم في سوريا بشكل كبير أيضا. وقال التقرير إنه قبل الحرب كانت نسبة تغطية سوريا بعمليات التطعيم 91 في المائة ولكنها هبطت إلى 68 في المائة بعد عام واحد فقط من بدء الصراع ومن المحتمل أنها أقل من ذلك بكثير الآن.

وقال إن الحصبة والتهاب السحايا انتشرا، كما أن شلل الاطفال أصاب الآن ما يصل إلى 80 ألف طفل بعد أن كان قد تم القضاء عليه في كل أنحاء سوريا عام 1995، وفقا لما ذكره التقرير.

 

المساهمون