أنجيلينا جولي تقاوم اغتصاب النساء في الحروب

أنجيلينا جولي تقاوم اغتصاب النساء في الحروب

02 ابريل 2014
مؤتمر حول العنف الجنسي في أوقات الصراعات
+ الخط -
انتهت الحرب  في البوسنة والهرسك منذ سنوات، لكن ضحاياها لا يزالون يحملون آلامها. فعشرات الآلاف من ضحايا الاغتصاب يعيشون مع الخجل اليومي من جريمة لم يقترفوها، فيما مرتكبوها يتمخترون أمام أعينهم، على مسمع ومرأى من القانون الدولي.

تحركات المجتمع الدولي ضد مجرمي الحرب في تلك المنطقة لم تكن على مستوى ما جرى ، حيث عانى مسلمو تلك المنطقة من التطهير العرقي بكل أشكاله، وخاصة في مدينة سريبرينيتشا، الواقعة شرق البوسنة، حيث جرفت قساوة تلك الحرب أكثر من ثمانية آلاف ضحية مسلم في أقل من ستة أشهرفي عام 1995. وقضت المحكمة الدولية التابعة للامم المتحدة آنذاك بأن تلك المجزرة كانت عملية إبادة جماعية. حيث قتل ما يقرب من مائة ألف شخص مسلم في الفترة ما بين عامي 1992 و1995.

أرض الدم والعسل 

تعالت الصرخات التي طال أمدها، إلى أن وصلت الى مسامع النجمة الأميركية، أنجيلينا جولي، التي أخرجت فيلما في عام 2011 بعنوان "أرض الدم والعسل"، تدور أحداثه حول تلك الحرب البشعة، ورصد معاناة شعب بأكمله بسبب حرب عرقية طائفية شنتها صربيا عليه، عالجتها جولي من خلال  قصة حب بين فتاة بوسنية مسلمة وجندي صربي.

 تحرك دولي

استطاع  الفيلم أن يكسر صمت المجتمع الدولي، وأجبر الأمم المتحدة على اتخاذ خطوات جدية. أطلقت بعدها لاهاي حملة تحت اسم "مبادرة لاهاي"، ضد الاغتصاب في مناطق الصراع، في كل أنحاء المعمورة، والتي علَق عليها وزير الخارجية البريطاني، ويليام هيج، قائلاً إنه "لولا الفيلم لما أبصرت هذه المباردة النور".

هذه التحركات أفرزت، الاسبوع الماضي، مؤتمراً دولياً ضد العنف الجنسي في أوقات الصراعات حضرته أنجيلينا جولي، باعتبارها سفيرة النوايا الحسنة للمفوضية العليا لشؤون اللاجئين في الامم المتحدة، وانضم إليها وزيرالخارجية البريطاني وليام هيج، في سراييفو.

وقدمت جولي، خلال المؤتمر، العزاء لضحايا الاغتصاب وضحايا الإبادة الجماعية قائلة: "إن الاغتصاب هو أحد أسوأ الجرائم ضد الضعفاء، مضيفة وهي تمسح دمعة أسف "إن هذه المنطقة مرت بحرب وحشية يصعب التحدث عنها، زادها قساوة تأخير العون كثيرا".

كما صرح هيج أنه سيترأس مع جولي قمة هي الأولى من نوعها في لندن، في  يونيو/حزيران المقبل، لمدة ثلاثة أيام، في إطار مبادرة لاهاي لوضع حد للاغتصاب كسلاح حرب في أماكن الصراع وخاصة في سوريا وجمهورية أفريقيا الوسطى وجنوب السودان، مشيدا بجهود جولي قائلا إنه استوحى الفكرة من خلال جهودها في إبرازهذه المشكلة في فيلمها "أرض الدم والعسل" . 

وختم الاثنان تلك الرحلة بزيارةة متحف سريبرينيتشا التكريمي لضحايا المذبحة، ومعاينة جدار كتبت عليه أسماء الضحايا، واجتمعا بنساء تعرضن للاغتصاب.

ومن المقرر أن يشارك في قمة لندن 140 وزير خارجية، بالإضافة إلى رجال أمن وحقوقيين. وترمي القمة إلى "التحرك ضد العنف الجنسي الذي غالبا ما يكون أول شيء يحدث فور اندلاع أي نزاع"، حسب وصف هيج، الذي لفت الانتباه إلى أن العنف الجنسي ضد النساء في الحروب هو "آخر شيء" يحاسب عليه بعد انتهاء النزاعات. وعلق بأن الموقف العالمي من جرائم كهذه يجب أن يتغير عبر "كسر ثقافة الإفلات من العقاب".

  تعويضات للضحايا

يذكر أن منظمة العفو الدولية، هيومن رايتس ووتش، دعت في عام 2012 إلى اتخاذ خطوات أكثر صرامة في محاسبة مجرمي الحرب في البوسنة والهرسك، وخاصة مرتكبي الاغتصاب في حق أكثر من ثمانية آلاف رجل وامرأة، وتقديمهم إلى العدالة، كما طالبت المنظمة الحكومة الصربية بتقديم تعويضات لضحايا الصراع.

وتشير التقديرات إلى أن عدد النساء اللاتي تعرضن للاغتصاب في البوسنة قبل 20 عاما بلغ 50 ألف امرأة، وأنه حتى الآن لم تنجح واحدة منهن في توصيل صوتها وقضيتها إلى أية محكمة، بسبب الاهمال مما فرض على الضحايا الصمت والخجل  من الماضي.

​